تسجيــــــل 12 ألــــــف حـــــادث عمـــــل خــــــلال خمـــــس سنــــــوات
سجلت وكالة الضمان الاجتماعي للعمال الأجراء لولاية قسنطينة خلال السنوات الخمس الماضية، أزيد من 12 ألف حادث عمل منها أكثر من 150 مميتة، بالإضافة إلى عشرات الأمراض المهنية، فيما يحذر خبراء من مخاطر الضغوط النفسية على العمال والموظفين.
وأفادت رئيسة مصلحة حوادث العمل والأمراض المهنية بالوكالة، مفيدة بيروك، بأن العدد الأكبر من الحوادث يعود إلى الإصابة بالصعقات الكهربائية أو الوقوع أسفل أتربة الخنادق التي يتم حفرها في ورشات الإنجازات، حيث بينت خلال اليوم الدراسي الذي نظم مساء أمس الأول على هامش الأبواب المفتوحة للتحسيس والإعلام بتنظيم أماكن العمل داخل المؤسسات، بأن أغلبية الحالات ناجمة عن أخطاء وتهاون في توفير الأمن داخل الورشات من طرف العمال أو المؤسسات، ضاربة المثال بحوادث الوقوع تحت الأتربة وانهيار الخنادق على العمال، التي سجلت قسنطينة منها في الآونة الأخيرة عدة حالات.
وأشارت رئيسة المصلحة إلى أن «كناص» سجلت من الحوادث السابقة، بأن حركة الآليات والصدمات المتكررة على الأرضية بسبب مرور الشاحنات، تؤدي أيضا إلى انهيار الخنادق الترابية على العمال بعد تشقق جدرانها، بالإضافة إلى تكديس كميات كبيرة من الأتربة على حوافها، لتقدم بعد ذلك مجموعة من التدابير التي يجب اتخاذها داخل الورشة لمنع وقوعها. وأضافت المتحدثة بأن حوادث العمل تكلف المؤسسات والعمال ووكالات التأمين خسارة كبيرة. وتحدث مدير الوكالة عن ضرورة تنظيم مكان العمل لضمان عدم وقوع حوادث وتشكل أمراض مهنية تهدد حياة الموظفين ومسارهم.
وقال البروفيسور حداد خلال الكلمة الافتتاحية لليوم الدراسي، إن النصوص القانونية الخاصة بالأمراض المهنية والتي تسيرها موجودة، لكن الكثير منها ليست مطبقة بشكل فعال، في حين اعتبر بأن النصوص الخاصة بالوقاية قليلة، مشددا على أن الخطوة الأولى تبدأ من تحديد المخاطر المهنية، فضلا عن ضرورة وضع مخططات للحماية، فيما قدم الدكتوران شايب رشيد وعمراني مراد محاضرة حول بحث قاما به عن تحسين ظروف الحياة في العمل ومبادئ التطوير المستديم للصحة والأمن في العمل. ونبه البروفيسور حداد خلال الفقرة المخصصة للنقاش، بأنه لا يجب إهمال الجانب النفسي والاجتماعي للموظف والعامل، حيث قد تؤدي الضغوط به إلى الانتحار خصوصا في حالة تعرضه لما يسمى بـ «الاحتراق النفسي»، الذي قال إنه غير مدرج ضمن قائمة الأمراض من طرف منظمة الصحة العالمية، رغم أن المصاب به يصبح غير قادر على ممارسة العمل، كما أنه قد يقوم بـ «حماقات» تترتب عنها مشاكل كبيرة إذا تواصل تواجده في محيط العمل. وأضاف نفس المصدر بأنه يجب إجراء إحصاء للأمراض المهنية من أجل تعريفها، في حين ذكر مفتش العمل الجهوي بأن ورشات البناء الجزائرية لا تحث عمالها على احترام تدابير الوقاية والسلامة لتجنب وقع حوادث، بينما يلاحظ بأن نفس العمال الجزائريين يحترمون تدابير السلامة مع المؤسسات الأجنبية.
وتحدث الحاضرون في تدخلاتهم عن جهل الكثير من العمال بالإجراءات الواجب العمل بها في حال الإصابة بمرض مهني، كما أن الكثيرين منهم يعزفون عن الخضوع للفحوصات الدورية لدى مصلحة طب العمل، فيما دعا آخرون «كناص» إلى مراقبة كشوفات الخضوع لفحوصات طب العمل وليس فقط للاتفاقيات التي تعقدها المؤسسات في هذا الخصوص.
سامي.ح