اتفاقيات لغرس ثقافة الشركات الناشئة بعد تشبّع الوظيف العمومي
أبرمت المدرسة العليا للمحاسبة والمالية بقسنطينة، العديد من الاتفاقيات مع المؤسسات الاقتصادية و وكالة «أونساج» بغرض غرس ثقافة المقاولاتية في أوساط الطلبة، فضلا عن حثهم على التوجه إلى إنشاء مؤسسات اقتصادية مصغّرة يحتاجها سوق العمل، بدل التركيز على الوظيف العمومي الذي يشهد تشبعا.
ونظمت المدرسة أمس الإثنين، يوما دراسيا حول المقاولاتية بالتنسيق مع الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب "أونساج"، حيث اطلع الطلبة على مراحل إنشاء مؤسسة مصغرة والتسهيلات والدعم المالي الذي تقدمه الوكالة للجامعيين المتخرجين، وعرض أحد الشباب المستفيدين من الدعم تجربته المهنية، بإنشاء مؤسسة مصغرة للاتصال والإشهار، حيث ذكر بأنه تحصل على القرض سنة 2013 بعد قرابة عامين من تقديمه للملف، ما اضطره إلى دفع مبالغ مالية إضافية للممون بالعتاد بعد ارتفاع تكلفته طيلة فترة انتظاره، كما قام بشراء محل بإمكانياته الخاصة و تجاوز جميع العراقيل إلى أن حقق رقم أعمال مشرف مكنه من توسيع دائرة نشاطه.
ودعا المتحدث الطلبة إلى خوض غمار معركة سوق الشغل بدل اليأس والاعتماد على التوظيف لدى القطاع العمومي، حيث أوضح بأن جل نشاطه اعتمد على مبادرته الشخصية من خلال ربط علاقات مع أرباب العمل والمتعاملين الاقتصاديين، رغم أن الدولة أقرت قانونا بمنح 20 بالمائة من الصفقات العمومية لمؤسسات "أنساج"، كما أكد بأنه ورغم تخصيص ميزانية ضخمة لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية إلا أن مؤسسته ورغم خبرتها الميدانية لم تستفد من أي مشروع.
وذكر أحد الأساتذة الحاضرين في اللقاء، بأنه لابد على المقاولين أو أصحاب المؤسسات المصغرة، أن لا يعتمدوا على الدولة في كل شيء بل عليهم التحلي بروح المبادرة وخلق مناخ اقتصادي لمؤسساتهم لتحقيق الاستمرارية والاندماج في سوق الشغل، لكن بعض المتدخلين اعتبروا بأن الفرق شاسع بين النظري وما هو موجود في أرض الواقع، لاسيما وأن المناخ الاقتصادي في الجزائر لا يطابق، حسبهم، المعايير المعمول بها، ما خلق صعوبات ميدانية كبيرة للمؤسسات.
ممثل "أونساج" السيد قريدي، ذكر بأن الوكالة حسنت كثيرا من تدخلاتها وخدماتها، حيث أن مدة دراسة الملف والموافقة عليه لا تتجاوز 15 يوما، كما دعا الطلبة إلى عدم الإعتماد فقط على الشهادات الجامعية، بل أيضا على مؤهلاتهم الأخرى حتى يتسنى للوكالة أن ترافقهم وتساعدهم على إنشاء مؤسسات.
أما المكلفة بالإتصال في الوكالة، فقد ذكرت في تصريح للنصر، أن "أنساج" تسعى إلى غرس ثقافة المقاولاتية في أذهان الطلبة، كما تولي أهمية للمدرسة الوطنية للمحاسبة والمالية، لاسيما وأنها ستشرف على تخرج طلبة ذوي مستوى عال وتكوين جيد، مضيفة أنه يتم العمل حاليا على تلقين الطلبة لكيفية اختيار أحسن فكرة لمشاريعهم ومسار خلق مؤسسة.
مدير المدرسة الدكتور مصطفى ميمون، ذكر بأن الهدف من هذا اليوم هو تلقين الطلبة لمكانيزمات إنجاز مؤسسات صغيرة في التخصص على غرار مكاتب خبرة أو محاسبة، حيث تم إبرام اتفاقية مع أونساج لتنظيم أيام إعلامية في المقاولاتية سيتبعها إنشاء لجنة مشتركة مع الولاية و وكالة التشغيل، مشيرا إلى الوظيف العمومي قد تشبع، ولابد على الطلبة التخلي عن التفكير في هذا النمط والاتجاه إلى إنشاء مؤسسات اقتصادية مصغرة، لاسيما وأن جميع القطاعات لا يمكنها الاستغناء عن المحاسبة والمالية، مضيفا بأن قطاع التعليم العالي منفتح على القطاع الاقتصادي وسوق الشغل، ولهذا فإن المدرسة قامت بإبرام اتفاقيات مع مؤسسات تركيب الجرارات والإسمنت و التبغ.
لقمان/ق
