يعاني سكان قرية حواء الواقعة على ضفة بلدية ابن باديس بولاية قسنطينة، من عدم ربطهم بشبكات المياه و غاز المدينة، إضافة إلى عدم تهيئة مسالك تجمعهم الذي عرف توسعا وزحفا للعمران في إطار برنامج البناء الريفي.
و قال السكان الذين التقت بهم النصر في القرية التي تبعد بأقل من كيلومتر عن مركز البلدية، أن أول بيت أنجز في تجمعهم كان عبارة عن كوخ تسكنه عجوز اسمها “الزهرة”، حيث فقدت معيلها مبكرا، فورثت عنه نشاطه في تربية بعض رؤوس الأغنام والأبقار، و الذي أصبح يقوم به أحفادها اليوم على الحيز الخاص بهم، و رغم أن غالبية من تحدثنا إليهم من القرية لا يعرفون سبب إطلاق اسم “حواء” عليها، إلا أن هناك من يربطه بهذه العجوز التي توفيت قبل فترة قصيرة، و عرِفت بين العائلات بكرمها إلى درجة أنها كانت تمنح الحليب مجانا.
و أضاف محدثونا أن البنايات الهشة بدأت في الزحف إلى المكان، ليتحول مع مرور السنوات إلى تجمع سكاني معظم قاطنيه من ولايات عديدة استقروا في المنطقة، حيث قال بعضهم إنه وفد في بداية السبعينيات فيما قدم آخرون خلال العشرية السوداء، ومع إطلاق الدولة لبرنامج البناء الريفي وتحسين نمط الحياة في الأوساط الريفية، استفادت العائلات من إعانات الدولة وشيدت مساكن على النمط الحديث، كما تم ربطها خلال العهدة السابقة للبلدية بشبكة الكهرباء وكذا بطريق معبد يصلهم بمركز المدينة، فيما لاحظنا تآكل جزئه المحاذي للقرية جراء السيول.
سكان قرية حواء يعانون كما قالوا من عدم ربطهم بشبكتي المياه والصرف الصحي، حيث يتزودون من أجل الشرب، من قناة صغيرة تصب فيها المياه الآتية من الأعالي المتاخمة للمنطقة، فيما يتم صرف ما يستعملونه في العراء، ما أدى إلى تشكل برك من المياه القذرة و انتشار الحشرات، حيث يؤكدون أن ذلك يهدد الصحة العمومية.
بالمقابل، استفادت القرية من عملية لتهيئة شارعها الرئيسي بحصى المحاجر، ما مكن السكان من الوصول إلى منازلهم في ظروف مقبولة، لكنهم يطالبون اليوم بمدّ الطريق لتصل منبع الماء الذي تحيط به الأوحال، كما قالوا إنهم يضطرون للاستعانة بالصهاريج لتلبية باقي احتياجاتهم، حيث لاحظنا وجود صهريج أمام كل بيت، في حين ما تزال العائلات تنتظر ربطها بالغاز الطبيعي و وقف معاناتها مع قارورات غاز البوتان. ص/ رضوان