شنّ منذ ليلة أمس الأول، قرابة 1800 طبيب مقيم بولاية قسنطينة، إضرابا شاملا عرف هذه المرة مقاطعة المناوبات الليلية، ما من شأنه أن يؤثر بشكل غير مسبوق على سير العديد من المصالح الاستشفائية الحساسة، خاصة تلك التي لا تتوفر على أطباء مساعدين و بدرجة بروفيسور.
و جاء في بيان صدر أمس عن المكتب الجهوي بقسنطينة، للتنسيقية المستقلة للأطباء المقيمين، أن قرار الإضراب يأتي على خلفية «العنف المعنوي والجسدي» الذي تتعرض له هذه الفئة، و استمرار تجميد صب الأجور، حيث تم التوقف عن العمل في جميع المؤسسات الاستشفائية بالولاية، و حتى بمصالح الاستعجالات، بعدما كان الأطباء المقيمون يضمنون المناوبة بها ابتداء من الرابعة مساء إلى غاية الثامنة صباحا، ضمن إضراب جزئي كانوا قد شنوه بداية هذا الشهر.
ومن المتوقع أن ينعكس الإضراب على سير المؤسسات الاستشفائية، خاصة تلك التي تعتمد بصفة كبيرة على الأطباء المقيمين، و يتعلق الأمر على وجه الخصوص بالمستشفى الجامعي ابن باديس الذي يضم لوحده 1300 طبيب، و عيادة التوليد بسيدي مبروك، وكذلك المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في أمراض الكلى و المسالك البولية بالدقسي، و مستشفيات الأطفال بالمنصورة و القلب ببن شيكو و الأمراض العقلية بجبل الوحش، إضافة إلى مستشفى ديدوش مراد.
و قال عضو المكتب الوطني للتنسيقية المستقلة للأطباء المقيمين و أمين مكتب قسنطينة، الدكتور حديبي عبد المؤمن، في اتصال بالنصر يوم أمس، إن قرار المقاطعة يأتي كردة فعل على «عدم استجابة» الوزارة الوصية للمطالب المرفوعة منذ أشهر، و«تعنيف» زملائه خلال المسيرة المنظمة أمس الأول بالجزائر العاصمة، كما أضاف أن النظر إلى الطبيب المقيم على أنه طالب، سيحتم على الوصاية التصرف عند توقف هذا الطالب عن «أداء مهام ليست له».
وذكر الدكتور حديبي أن المستشفى الجامعي يعرف نقصا في الأطباء المساعدين و الأطباء بدرجة بروفيسور، في بعض المصالح، كما لا وجود لهم في أقسام أخرى، على غرار أمراض القلب و جراحة الأعصاب و التوليد، و الفك و الوجه، و هو ما وضع الطبيب المقيم أمام حتمية «تسيير مصالح بمفرده» و يستوجب التدخل لإيجاد الحلول، على حد قوله.
ياسمين.ب
