مربـو النحل يرفضون تسويـق العسـل خوفـــا من الغـــش
رفض أمس عدد من مربي النحل المشاركون في المعرض الوطني للعسل و منتوجات الخلية بأروقة معرض الصناعات التقليدية بولاية المسيلة عرض منتوج العسل في المحلات التجارية و بيعه للتجار خوفا من تعرضه للغش، من قبل التجار حيث يفضل الكثير منهم تسويق منتوجاتهم بأنفسهم في محلات تجارية يملكونها أو المشاركة في مثل هذه المعارض عبر جميع ولايات الوطن.و أشار العديد من مربي النحل أن تنظيم مثل هذه المعارض يسمح لهم بتسويق منتوجات الخلية و منها العسل بأسعار منخفضة وفي متناول المستهلكين الذين توافدوا نهار أمس بكثرة على الحي الإداري لاقتناء مختلف أنواع العسل و خاصة عسل نبات السدر و إكليل الجبل و الحرمل التي تستعمل كثيرا في التداوي للأطفال وفي عدد من الاستعمالات الصحية، حيث يقول بلحاج السعيد صاحب مؤسسة دار العسل بالمسيلة أن مشاركتهم في هذا النوع من المعارض يسمح لهم بتسويق منتوجاتهم التي باتوا يحرصون على وصولها إلى الزبائن بعيدا عن أساليب الغش التي يعتمدها الكثير من التجار و المضاربين.و ذكر المتحدث أن الجفاف الذي ضرب مناطق مختلفة من الوطن و ولاية المسيلة تحديدا تسبب في نقص الإنتاج ذلك أن الخلية تنتعش بتساقط الأمطار أين تنمو الأزهار، و هو ما لم يتحقق خلال الفترة السالفة، فيما عدا عسل البرسين «الصفصفة « الذي يعتمد على نباتات المساحات المسقية، و أشار أن أسعار بعض أنواع العسل المستخلص من نبات الحرمل، و اكليل الجبل و السدر وهي أحسن المنتوجات لدى المربين لا تتجاوز 4500 دج للكلغ الواحد، بينما تباع بأسعار مضاعفة في المحلات تكون أقل جودة من نظيرتها المعروضة من قبل المنتجين مباشرة.وأضاف ذات المربي أن بعض الأنواع تعرف قلة في الإنتاج مشيرا إلى وجود 15 نوعا من العسل تنتج 08 أنواع منها في مناطق ولاية المسيلة بالمعاضيد، حمام الضلعة، أولاد منصور بالنسبة لإنتاج البرسيم، الحرمل متعدد الأزهار و الشوك و إكليل الجبل حيث تكمن مشاكل المربين في كثرة الترحال من منطقة إلى أخرى لما لها من تكاليف فضلا عن اقتناء الصناديق، والطرود والأدوية على اعتبار أن ممارسة حرفة تربية النحل ليست مربحة، لكون المربين يتكبدون متاعب شاقة قبل إنتاج العسل.و تتطلب تربية النحل معرفة بالمجال وهو ما يؤكده عدد من العارضين الذين جاؤوا إلى المسيلة من ولايات البرج، سطيف، تيبازة، البليدة، عين الدفلى وغيرها و فتحوا ورشات لتكوين المربين والفلاحين في تنمية هذه الشعبة ذلك أن تنظيم مثل هذه المعارض التي نظمتها الجمعية الوطنية لمربي العسل تحت اشراف مديرية المصالح الفلاحية لولاية المسيلة تهدف في المقام الأول إلى ترقية وتطوير هذه الشعبة وخلق فضاء لتبادل التجارب فيما بين المنتجين. وحسب مدير الفلاحة عز الدين بولفراخ فان خلق هذا الفضاء لتسويق منتوج العسل الهدف منه أساسا القضاء على المضاربة و الغش، مشيرا إلى توفر الولاية على إمكانيات كبيرة من أجل تطوير هذه الشعبة التي وصل إجمالي الإنتاج فيها أزيد من 600 قنطار و7400 خلية أي بما يعادل 400 مربي و منتج عبر الولاية.
فارس قريشي