يعاني سكان مداشر منطقة هنشير جمالة الواقعة على أطراف تراب بلدية بابار بولاية خنشلة، من العزلة والتهميش و من غياب البرامج التنموية التي أقرتها الدولة لفائدة سكان الأرياف، بما فيها أبسط المشاريع الضرورية الملحة لتمكينهم من التمسك بأراضيهم الفلاحية والعيش في كرامة بجهودهم وإمكاناتهم المتوفرة ،رغم الشكاوى والمناشدات والمراسلات والاحتجاجات التي لم تأت بنتيجة .
السكان الذين بلغوا درجة قصوى من التذمر والاستياء، أكدوا أن الجهات المعنية تجاهلت ظروف عيشهم المزري وتغاضت عما أحاطهم من عزلة وحرمان ،بما فيها تهيئة الطريق الوحيد الذي يربطهم بالعالم الخارجي ،حيث تم شطبه من مشاريع فك العزلة و إهماله، ما جعلهم يعيشون الحصار لأسابيع كلما هطلت الأمطار ،فضلا عن غياب أبسط ضروريات العيش الأخرى كالماء والغاز على الرغم من الاحتياطي الهائل من المياه الجوفية التي تظل مخزنة في باطن الأرض دون استغلال الأطفال في سن التمدرس بمنطقة هنشير جمالة ،يضطرون إلى قطع أزيد من 10 كلم ذهابا وإيابا نحو الابتدائية التي أنجزت في مكان معزول بين الشعاب والجبال أين يواجهون مختلف الأخطار المحدقة بحياتهم وفي ظروف طبيعية جد قاسية، ما دفع بالعديد من الأولياء إلى توقيفهم عن الدراسة وإهمالهم وسط الأزقة الترابية والفضاءات المهملة بين السكنات الطوبية والحجرية المتهالكة يقضون معظم وقتهم في اللعب حفاة عراة على أكوام النفايات وعلى أطراف الحفر العميقة التي يستغلها السكان في الصرف الصحي . وفضلا عن الأزمة الخانقة في مياه الشرب التي يجلبونها من منابع بعيدة على ظهور البغال والحمير،فقد حرموا أيضا من الخدمات الصحية، ولم تكلف الجهات المعنية نفسها عناء انجاز قاعة علاج واحدة بالمنطقة تتوفر على الحد الأدنى من حاجتهم الملحة في الحالات الطارئة، إلى جانب مشكلة التدفئة ،حيث يجلبون قارورات غاز البوتان بأضعاف ثمنها، مضطرين بسبب بعد الفضاءات الغابية عنهم لجلب الحطب للطهي والاستعمال المنزلي . رئيس بلدية بابار ،أكد أن مشاريع تنموية عدة قد تم تسجيلها لفائدة سكان هذه المنطقة ،على غرار باقي المداشر والقرى المشابهة بعضها تمت مباشرة الأشغال فيها، وأخرى تنتظر الإسناد للمقاولين المعنيين قريبا جدا وفي جميع مجالات الحياة الضرورية ، حيث ينتظر من خلال تجسيد هذه البرامج تغيير وجه الأرياف.
ع.بوهلاله