تحقيق في صرف أموال ضخمة على مشاريع "وهمية" لتربية الأبقار
أمر أمس الأول والي أم البواقي بريمي جمال الدين القائمين على ملف التشغيل بالولاية، بالشروع في تحقيقات إدارية وميدانية موسعة في ملف الدعم الموجه للبطالين في مجال تربية الأبقار، بعد أن كشفت لجنة الفلاحة بالمجلس الشعبي الولائي بأن المشاريع التي دعمت بمبالغ مالية ضخمة لم تجسد في أرضية الميدان واصفة إياها بـ»المشاريع الوهمية»، وكشفت اللجنة عن خروقات صاحبت منح المشاريع غير المنجزة، وعلى رأسها قيام الشباب المستفيدين بكراء قطعان أبقار لإظهارها لحظة قدوم لجنة المعاينة، والواقع يؤكد بأنهم سحبوا المبالغ المالية لمشاريعهم وحولوها لوجهات أخرى.
الوالي وبعد عرض لجنة الفلاحة لتقريرها ضمن أشغال الدورة العادية الرابعة للمجلس الشعبي الولائي، أمر القائمين على قطاع التشغيل ووكالة التشغيل بالولاية بإعداد تقرير مفصل حول عمليات الدعم التي رصدت لها مبالغ مالية ضخمة، مشيرا بأنه سيطلع على الحقائق كاملة وإذا اكتشف وجود مغالطات أو سوء نية فكل طرف سيتحمل مسؤوليته، وأكد المسؤول الأول بالولاية بأن التلاعب بأموال الدولة أمر غير مقبول، مبينا بأنه سيشكل لجنة للتحقيق، ستنزل ميدانيا لمعاينة الملايير التي رصدتها الدولة، موضحا بأن اللجنة ستتشكل من أجهزة الدعم والمجلس الشعبي الولائي ومديرية الفلاحة والمصالح البيطرية، مشيرا بأنه سيحول الملف للعدالة ولمصالح الأمن المختصة إذا استوجب الأمر ذلك. وكشفت لجنة الفلاحة في تقريرها بأن أجهزة دعم تشغيل الشباب بالولاية منحت على الورق مشاريع كانت ستحقق الاكتفاء الذاتي للولاية في مادة الحليب في حال تم تجسيدها، وبإمكانها أن تضع الولاية في صدارة المراتب الأولى للولايات المنتجة للحليب.
تقرير اللجنة كشف بخصوص مشاريع الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب «أونساج» الموجهة لتربية الأبقار بأن عددها قدر بـ915 مشروعا، منتقدة حصر النسبة الكبرى للمشاريع المدعمة في 4 بلديات فقط، على غرار عين فكرون التي استفادت من 548 مشروعا و257 مشروعا استفادت منها بلدية عين الزيتون، و271 ببوغرارة السعودي إضافة إلى 242 مشروعا لبلدية أم البواقي، في الوقت الذي تم فيه إقصاء البلديات المتبقية بالولاية التي تحتوي على مؤهلات فلاحية بامتياز، وكشفت اللجنة بأن 80 بالمائة من المشاريع التي منحتها الوكالة وهمية ولا أثر لها في الواقع، وهو ما أكده أصحاب الملبنات ، حيث كشفوا بأنهم يجمعون الحليب من ولايات مجاورة ولا أثر للأبقار وحليبها في البلديات التي استفادت من الدعم.
لجنة الفلاحة كشفت كذلك بأن البطالين المستفيدين من مشاريع «أونساج» لتربية الأبقار، يضطرون لكراء الأبقار عند حلول لجان المعاينة، وبين التقرير بأن إدارة الوكالة اختارت التعامل مع ممون يقوم بمساومة الشباب الراغب في الاستفادة بتضخيم الفاتورة النموذجية على أن يتقاسم معهم مبلغ الاستفادة ويضع شرطا وحيدا هو أن يمضي الشباب المعنيون على وثيقة تثبت حصولهم على الأبقار دون أن يتحقق ذلك، وترفض في مقابل ذلك إدارة الوكالة فواتير نموذجية يحررها ممونون آخرون.
وفي ما يتعلق بالمشاريع التي منحها الصندوق الوطني للتأمين على البطالة «كناك»، كشف تقرير اللجنة بأن الصندوق منح 361 مشروعا لتربية الأبقار منها 140 مشروعا منحت فقط لبلديتي عين فكرون وعين الزيتون والبقية المقدرة بـ 221 مشروعا فتوزعت عبر 27 بلدية، وبينت اللجنة بأنها وفي ظل تأكيد القائمين على الصندوق بأن مشاريعها التي منحتها للبطالين ناجعة ولديها مردوديتها، نزلت للميدان لمعاينة مدى نجاعة هذه المشاريع، فاصطدمت بواقع مر يتمثل في كون جل المشاريع الممنوحة وهمية وعلى أثر لها في الواقع وهو ما أكده مربون ورؤساء البلديات، في الوقت الذي تشتكي فئة قليلة ممن جسدت مشاريعها بأن الأبقار التي استفادت منها غير مطابقة للمواصفات والمستفيدون منها محرومون من الاستفادة بالأعلاف وفي حالة موت رؤوس أبقارهم لا تتعدى نسبة تعويضهم نصف المبلغ المحدد. أحمد ذيب