قالت مصادر مهتمة بقطاع الصناعة و الاستثمار بقالمة للنصر بأن مصنع الخميرة المغلق منذ سنوات طويلة بمدينة بوشقوف أثار اهتمام شركات تركية تريد اقتحام سوق الصناعات الغذائية بالجزائر. وتسعى الشركات التركية حسب مصاردنا إلى استغلال أحد أكبر مصانع الخميرة بالجزائر عن طريق اتفاقيات شراكة تقودها وزارة الصناعة في محاولة للنهوض بالقطاع وتنشيط الوحدات الإنتاجية، سواء منها المغلقة أو التي توشك على الانهيار و الإفلاس كما هو حال مركب «سيكما» للدراجات الذي ينتظر أن يبرم اتفاقية شراكة هامة مع الإيطاليين.
و ذكرت مصادرنا بأن مفاوضات الشراكة مع الأتراك حول مصنع الخميرة ببوشقوف قد بلغت مرحلة متقدمة و لا يستبعد دخولها مرحلة التنفيذ في غضون الأشهر القليلة القادمة لتحريك نشاط المصنع المعرض لمزيد من التدهور.
و أغلق مركب الخميرة بمدينة بوشقوف أبوابه قبل 15 سنة تقريبا متأثرا بأزمة مالية فرضتها المنافسة الأجنبية و تراجع الاهتمام بالخميرة المحلية، و وجد العمال أنفسهم أمام خيارات صعبة و أجبروا على توقيف الإنتاج و دخول مستنقع البطالة لكنهم لم يفقدوا الأمل و ظلوا متمسكين بالعودة إلى الورشات المهجورة و إنتاج خمائر الشرق ذات الجودة العالية. و يعرف قطاع الصناعة بقالمة في المدة الأخيرة اهتماما كبيرا من وزارة الصناعة و كبار المستثمرين الأجانب الذي يسعون إلى البحث عن موطئ قدم لهم بالمنطقة، التي تنام على ثروات هائلة في مجال المناجم و الصناعات الميكانيكية و الصناعات الغذائية التي تمثل موردا اقتصاديا هاما بولاية قالمة التي أصبحت رائدة في إنتاج الطماطم الصناعية و السكر و العجائن و الحليب و مشتقاته، في انتظار ما ستسفر عنه مساعي تحريك مركبات الخميرة و الدراجات و الخزف.
فريد.غ