تسببت موجة الحر الشديدة التي تشهدها ولاية بسكرة، هذه الأيام، في إلحاق الضرر بالمحاصيل الزراعية عبر عدد من المناطق الفلاحية، شملت الأشجار المثمرة و بعض أنواع التمور الطرية التي أوشكت على النضج، خاصة ما تعلق بصنف الغرس ذات الجودة العالية، و ذلك جراء حساسيتها المفرطة لكل التقلبات المناخية، ما قد يقلص من فرص تسويقها داخل و خارج التراب الوطني، خاصة و أن كل المؤشرات توحي بأن الموسم الحالي أحسن من الذي سبقه كما ونوعا.
مشكلة الحرارة ساهمت بشكل كبير في تفاقم أزمة العطش التي تعاني منها آلاف أشجار النخيل بمختلف المناطق الفلاحية، في ظل ندرة مياه السقي، ما أدى إلى هلاك الآلاف منها بالواحات القديمة، على غرار سيدي عقبة الحوش، و عين الناقة، ما ضاعف من معاناة الفلاحين خاصة و أن الولاية تقع في منطقة جافة و شبه جافة، و تعرف بطابعها الفلاحي الذي يعد العمود الفقري للاقتصاد المحلي الذي يرتكز على عدة نشاطات فلاحية، من بينها زراعة النخيل التي تبقى بحاجة إلى دعم إضافي لتحقيق أفضل النتائج ميدانيا.
من جهة أخرى، ذكر عشرات المزارعين بالجهة أن مئات الهكتارات من الزراعة المحمية معرضة للتقلص هذا الموسم في حالة استمرار موجة الحر خاصة ما تعلق بالزراعة المحمية وغيرها التي تشتهر بها المنطقة، و التي أهلتها بأن تكون رائدة محليا و وطنيا من حيث وفرة و نوعية إنتاجها. و أرجع مصدرنا السبب، إلى التأثيرات السلبية لموجة الحر، و ارتفاعها عن معدلها الفصلي بعد أن فاقت 50 درجة تحت الظل، ما من شأنه أن يخلق صعوبات لديهم في الحصول على نوعية جيدة تعد أساسية في تطوير منتجاتهم، ما قد يجبر ببعضهم إلى التوقف مؤقتا عن نشاطهم المعتاد، رغم أهمية ما ينتجونه في تزويد السوق المحلية و الوطنية بمختلف أنواع الخضر، و هو الأمر الذي جعل العارفين بخبايا السوق، يتوقعون ارتفاع الأسعار في قادم الأسابيع في ظل تراجع الكمية و النوعية و ارتفاع نسبة الطلب.
ع/بوسنة