تدعيم عيــادة الأمومــة و الطفولــة بالمقـر الجديـد لمديريــة الصحــة بالبــرج
أمر يوم، أمس الأول، الصالح عفاني والي برج بوعريريج، مدير الصحة باتخاذ جميع الترتيبات لرفع مقترح للوزارة الوصية، لأجل تحويل المقر الجديد لمديرية الصحة الذي لا يزال في طور الإنجاز للمؤسسة الاستشفائية بلحوسين رشيد، قصد تدعيم عيادة الأمومة و الطفولة و الرفع من طاقة استيعابها، لإنهاء مشكل الاكتظاظ و توفير الرعاية الصحية الكافية تلبية لاحتياجات المواطنين بهذه الولاية.و جاء قرار الوالي بعد معاينته لمشروع المقر الجديد لمدير الصحة المتواجد بالمؤسسة الاستشفائية قبالة عيادة الأمومة و الطفولة، حيث اعتبر أن أولويات الولاية في قطاع الصحة في الوقت الراهن تستدعي تدعيم المرفق الصحي المخصص لطب الأطفال و التوليد، في وقت تتوفر عاصمة الولاية على عيادة واحدة للأمومة و الطفولة بتسعين سريرا، ما اعتبره غير كاف لتلبية الاحتياجات الصحية، مستدلا بالشكاوي المتكررة للأطباء و أهالي المرضى من حالة الاكتظاظ التي يشهدها المقر الحالي للعيادة و الضيق بمختلف المصالح، ما يتوجب توسيع هذا المرفق و تدعيمه بمقر جديد لمضاعفة عدد الأسرة و الرفع من طاقة استيعابه بما يكفي لتلبية احتياجات المرضى عبر مختلف بلديات الولاية. و زيادة على مشكل الاكتظاظ تعاني العيادة من نقص التأطير الطبي المتخصص، الأمر الذي عادة ما يدفع بالآباء و الأمهات إلى رفع العديد من الشكاوي إلى المديرية الوصية و السلطات المحلية، من تردي الخدمات والتعبير عن استياء البعض منهم من توجيه المرضى من القطاع العمومي إلى القطاع الخاص، دون مراعاة الوضع الاجتماعي لعائلات المرضى التي تقع تحت خط الفقر مما يجبرها إلى التوجه نحو العيادات العمومية، و كذا إلى سوء معاملة النساء الحوامل من طرف القابلات التي تصل إلى حد القسوة عليهن.
و عادة ما يعتبر المسؤولون على العيادة، أن توجيه المرضى في الحالات المستعصية إلى العيادة الخاصة، يعد أمرا ضروريا خوفا على صحتهم في ظل افتقار العيادة للإمكانيات الكافية و عدد الأسرة المحدود، حيث لا تتجاوز 90 سريرا، ما يخلف الكثير من المشاكل أمام تزايد عدد النساء الحوامل المقبلين على العيادة. و في ذات السياق، تبقى الخدمات الصحية بالعيادة و ظروف تلقي العلاج للأطفال بعيدة عن تطلعات المواطنين، لعدم توفر الولاية على عيادة تلبي حاجيات مواطنيها، حيث ظلت تعرف نقصا في الأسرة و في التأطير الطبي، رغم النمو الديمغرافي الذي عرفته الولاية بعدما بلغ عدد سكانها أزيد من 680 ألف نسمة منهم 170 ألف نسمة بعاصمة الولاية، مما ضاعف من العجز في الجانب الصحي للأطفال و النساء الحوامل، لكثافة برنامج العمل بالنسبة للأطباء، حيث أشارت مصادرنا إلى الاستنجاد بمستشفى بوزيدي لإجراء العمليات القيصرية للتخفيف من مشكل الاكتظاظ بالعيادة، كونها تحصي أزيد من 100 عملية جراحية قيصرية للنساء الحوامل بمعدل ثلاثة إلى أربعة عمليات قيصرية في اليوم، و هو ما يمثل ضغطا على الطاقم الطبي أمام زيادة الطلب على المؤسسات الاستشفائية العمومية للحصول على مجانية العلاج و كثافة البرنامج إلى جانب الاكتظاظ داخل قاعات التوليد، ما يتسبب عادة في إثارة الفوضى و الاستياء من قبل أقرباء و أهالي المرضى. تجدر الإشارة إلى استفادة العيادة الرئيسية للأمومة و الطفولة بلحوسين رشيد من عملية لإعادة التهيئة و الترميم بغلاف مالي قارب 10 ملايير سنتيم، و ذلك بعد خضوعها لعملية ترميم و تهيئة مماثلة شملت جميع المصالح قبل سنوات، حيث خصص لهذه العملية غلاف مالي قارب 7 ملايير سنتيم، ليبلغ بذلك المبلغ الإجمالي لعمليات التهيئة 17 مليار سنتيم، لكنها لم تحقق الأهداف المرجوة منها لمحدودية عدد الأسرة مقارنة بالطلب المتزايد على خدمات هذه العيادة، من قبل النساء الحوامل و كذا في طب الأطفال باعتبارها العيادة الرئيسية الوحيدة التي تقدم خدماتها لسكان أغلب بلديات الولاية.
ع.بوعبدالله