عائلات بمنطقة الفريد بتبسة دون ماء ولا كهرباء
ناشدت جمعية التطوير الزراعي و التنمية الريفية بمنطقة الفريد الحدودية التابعة إقليميا لبلدية بئر العاتر بتبسة، السلطات المحلية و الولائية، بالعمل على تلبية انشغالات السكان المتعلقة بتحسين الإطار المعيشي لسكان الجهة و الذين يتجاوز عددهم 200 عائلة.
الجمعية وفي شكوى موجهة للجهات الوصية، تسلمت “النصر“ نسخة منها، لم تخف ما يكابده السكان مما وصفوه بالتهميش، و عدم الاهتمام بانشغالاتهم الكثيرة، و التي يعلم بها المسؤولون من خلال الشكاوى العديدة التي وجهت لهم.
وطرحت الجمعية مشكلة الكهرباء التي استفاد منها بعض السكان منذ سنة 1993، بينما لازال البعض الآخر محروما منها إلى حد الآن، في حين أن أعمدة الكهرباء لا تبعد عنهم سوى بأمتار قليلة، و تأمل أن يتم تزويد ما تبقى من سكان المنطقة بالكهرباء، و توصيلها إلى الآبار الموجودة التي يشكو أصحابها من مادة المازوت بسبب غلائها من جهة، و صعوبة الحصول عليها من جهة أخرى، فيما يشكو بعضهم من طول المسافة بينهم و بين مصدر الكهرباء، حيث يلجؤون إلى شراء أسلاك كهربائية يصل طولها إلى ألف متر.
وتظل مشكلة التزود بالماء الشروب بمنطقة الفريد من النقاط السوداء التي تؤرق حياة سكانها، حسب ما يقولون، ذلك أن مياه الآبار الموجودة سطحية، وغير صالحة للشرب نظرا لملوحتها، كما أنها لا تكفي في حال استعمالها للشرب أو للسقي، مشيرين أنها تجف صيفا، مما يسبب إتلافا للمحاصيل الزراعية التي تتميز المنطقة بإنتاجها، و يناشد السكان بالعمل على حفر آبار عميقة، من شأنها تغطية احتياجات الساكنة من هذه المادة الحيوية.
و تطرح الجمعية مشكلة عدم الاستفادة من البناء الريفي منذ سنة 2005، و ذلك على خلفية تصنيف منطقة الفريد كمنطقة رعوية، بينما ينشط أغلب السكان في النشاط الفلاحي، و يطالبون بإلغاء هذا القرار الذي يصفونه بالظالم، و يطالبون بحقهم في الاستفادة من السكن الريفي الذي يشجعهم على الاستقرار و خدمة الأرض.
كما تطالب الجمعية بإنجاز حاجز مائي لحماية مزارع الفلاحين و أشجارهم و آبارهم من فيضانات الوادي الذي يمر بجانبهم، مما يعرضهم في كل مرة إلى خسائر مادية جسيمة.
و تناشد الجمعية بفتح فرع بلدي بالنظر إلى عدد السكان بالمنطقة مقارنة بالمناطق المجاورة، للسماح لهم باستخراج وثائقهم دون تجشم متاعب التنقل إلى مقر البلدية.
أرض الفريد تنتج مئات الأطنان من المشمش المميز و من مختلف الأنواع، و الذي ساهم في المواسم السابقة في خفض أسعار هذه الفاكهة ببئر العاتر، حيث يؤكد فلاحو المنطقة أنهم قادرون على تحقيق الاكتفاء من الخضر و الزيتون و المشمش لسكان بلدية بئر العاتر و المناطق المجاورة لها، لو وجد فلاحوها دعما من الجهات المسؤولة و شراكة مع أصحاب رؤوس الأموال.
و يظل انعدام الدعم المادي لفلاحي الفريد، من أبرز العوائق التي تقف دون تجسيد مشاريعهم، حيث أشار من تحدثوا إلينا أنهم عجزوا عن حفر الآبار نظرا لقلة ذات اليد، فزيادة على المشاكل المطروحة سلفا، فإن الحصول على الأسمدة خاصة العضوية منها مكلف و صعب جدا، و كذلك انخفاض شدة التيار الكهربائي للمستفيدين منه أحيانا، لأنها قادمة من تونس و تمر بعديد البيوت و المزارع، مما يجعلها أحيانا لا تقاوم محركات ضخ و دفع الماء، لاسيما في فصل الصيف، مما يجعل التفكير في إنجاز محطة توليد أو تقوية الكهرباء أكثر من ضرورة.
و رغم كل ذلك يقول السكان ، أن الكثير من شباب و شيوخ المنطقة يتجهون إلى خدمة الأرض، رافعين التحدي، و يخوضون تجارب شاقة، لكنها مفيدة و ممتعة لهم ، في انتظار الحصول على الدعم
ع.نصيب