الإعدام لتاجر قتل شريكه للتهرب من دين بـ 188 مليونا
نطقت، أمس، محكمة الجنايات بمجلس قضاء باتنة، بعقوبة الإعدام ضد تاجر يبلغ من العمر 29 سنة، متهم بجريمة القتل مع سبق الإصرار والترصد في حق شريكه السابق، بسبب دين لم يقدر على دفعه يقدر بـ188 مليون سنتيم، ولم يُجد توسل الضحية بعبارات “ راني خوك بابا وليدات” الجاني عن عدم القيام بالجريمة التي ارتكبها في شهر رمضان.
الجريمة تعود إلى تاريخ السابع من شهر جويلية من سنة 2015، بحي الزمالة وسط مدينة باتنة، عندما قام الجاني و هو تاجر سميد بضرب موعدا للقاء الضحية بعد الإفطار، بالقرب من خيمة الشاي المنصوبة قرب موقع السوق، أين كان الضحية رفقة شخص يعمل لديه على متن سيارة، و كان الجاني بدوره رفقة صديق له، حيث كان الموعد على أساس تسليم الجاني للضحية مبلغا يدين له به يقدر بـ 188 مليون سنتيم.
و لم يكن يعلم الضحية المدعو (خ ر) والمعروف بكنية الرومي، أن شريكه السابق في تجارة السميد ( ع ع) يخطط لقتله بسبب المبلغ الذي يدين له به، حيث وبحسب شهادة مرافق الضحية المدعو (ف ح) الذي تولى تحويل الضحية إلى المستشفى، فإن الأخير صرح بأنه يشتغل عاملا منذ ثلاثة أشهر لدى الضحية، و قال بأنه وقبل وقوع الجريمة كان رفقته بعد الإفطار منهمكين في تفريغ و شحن السلع للزبائن، وفي حدود منتصف الليل، طلب منه مرافقته إلى حي بارك أفوراج لجلب “أمانة” على حد تعبير الضحية من أحد المتعاملين، دون أن يكشف له عن هوية هذا المتعامل.
مرافق الضحية الشاهد حول الجريمة، صرح أيضا بأنه لما كانا معا باتجاه حي بارك أفوراج حوَلا الوجهة نحو حي الزمالة بطلب من الضحية، وهناك وبالقرب من خيمة الشاي وبعد أن انتظرا لدقائق قال له الضحية، بأن الشخص الذي ضرب له موعدا قد جاء ليشاهد سيارة رباعية الدفع قد توقفت بالقرب من سيارتهما التي كان يقودها وقد تقدم حينها الضحية من شخص لا يعرفه واستلم منه شيء ملفوف في جريدة بعد أن غادر سائق السيارة وبقي آخر رفقة الضحية يتبادلان الحديث.
وأضاف الشاهد بأن الضحية وبعد أن ركب معه راح يفتح الرزمة التي استلمها وفي تلك الأثناء أخرج الشخص الذي سلمه إياها سلاح حاد ووجه به عدة طعنات للضحية، الذي راح يصرخ حسب شهادة رافقه بالقول “راني خوك، راني بابا وليدات” وما كان من الشاهد إلا أن فرَ هاربا والضحية بداخل السيارة متجها نحو المستشفى، وقد علم هناك من أحد العمال بأن الفاعل يدعى كوكو وقد أخبرهم الضحية عنه والذي لفظ أنفاسه بعد حوالي ساعتين عن تعرضه للاعتداء.
مصالح الأمن وبتكثيفها للتحريات بسماع والد المشتبه فيه، صرح الأخير بأن ابنه وقبل وقوع الجريمة كان قد اتصل بوالدته هاتفيا وقال لها “ ما ياخي تشتيني اسمحيلي” وأغلق الهاتف، وأضاف والد المشتبه به بأنه خرج ليبحث عن والده رفقة صديقه، الذي أوصله لحي الزمالة بالمستشفى وهناك علم بأمر الجريمة مضيفا بأنه يعرف الضحية معرفة سطحية ويعلم بأنه يدين لابنه بمبلغ 188 مليون سنتيم.
وصرح من جهته صديق المشتبه به (س ح) بأنه يشتغل لدى الجاني وكان على علم بالعلاقة التي تربطه بالضحية قبل وقوع الجريمة على أساس أنهما شريكين قبل أن يفضا الشراكة بينهما، وقال بأنه سمع من صاحبه الذي يشتغل لحسابه بأن الضحية قام بالنصب عليه ولايزال مدينا له بمبلغ مائة مليون سنتيم، وبخصوص الجريمة فنفى علمه معرفة نية الجاني في الإقدام على الجريمة، وقال بأنه وفي تلك الليلة طلب منه إيصاله لحي الزمالة ثم التوجه إلى شارع أش لإيصال والدته إلى المنزل وقد اتل بها طالبا منها العفو الأمر الذي جعل أمه تتخوف بسبب مزاجه فراح رفقة والد صديقه يبحثان عنه ليعلما بأمر الجريمة عندما توجها إلى المستشفى الجامعي.
الجاني وبعد اختفائه ليوم، سلم نفسه بعد علمه بوفاة شريكه لمصالح الأمن وقد اعترف بطعنه له نافيا أن تكون نيته إزهاق روحه، وصرح بأنه يملك محلا لبيع السميد ومشتقاته ويتعامل مع الضحية الذي يزوده بالسلع منذ ثلاث سنوات، واعترف بأنه الضحية كان يدين له بمبلغ 188 مليون سنتيم بعد أن فض معه شراكة بينهما بقي على إثرها يسدد ديونه بالتقسيط قبل أن يطلب منه الضحية تسديد كل ما يدين له، وأضاف بأنه وقبل إقدامه على الجريمة حز في قلبه عدم قدرته على توفير مبلغ 30 مليون كان قد طلبه منه والده.
وجاء في تصريحات الجاني الذي اعترف بجريمته، بأنه وأمام ضغط الدين الذي عليه خطر بباله فكرة لخداع شريكه السابق كونه لا يحوز على مبلغ الدين، حيث اتجه إلى مكتبة واشترى أوراقا بيضاء وقام بقصها بحجم الأوراق النقدية ثم قام بلفها في ورق جريدة وذهب لملاقاة شريكه وكان يحمل تحته خنجرا وعند الالتقاء وبعد أن سلم لغريمه رزمة الأوراق المموهة على شكل أوراق مالية نقدية وجه طعنة له وصرح بأنه كان ينوي إصابته على مستوى المؤخرة لكن غريمه تحرك فأصابه على مستوى البطن ليلوذ بالفرار جريا نحو حي كشيدة ثم استقل حافلة نحو ولاية بسكرة قبل أن يسلم نفسه بعد أن علم بوفاة شريكه السابق.
يـاسين/ع