أمر، عشية أمس، قاضي التحقيق بالغرفة الجزائية الأولى محكمة أم البواقي الابتدائية، بإيداع الدركي المتقاعد المسمى (م.س) 38 سنة رهن الحبس المؤقت، بعد أن وجهت له تهمتي النصب والاحتيال، والهجرة غير الشرعية.
مصادر النصر كشفت عن كون الدركي المتقاعد المقيم ببلدية عين ببوش، ينشط ضمن شبكة دولية مختصة في تنظيم قوافل للهجرة السرية نحو الدول الأوروبية، و تم توقيفه في أعقاب شكاوى تقدم بها عديد الشبان المنحدرين من مدينة بوسعادة من ولاية المسيلة، وكذا من مناطق من غيليزان وأخرى من جيجل، والتي تقدموا بها أمام عناصر الشرطة بأمن ولاية أم البواقي، كشفوا فيها بأن مغربيا مقيما ببلجيكا يسير شركة مختصة في التصدير والاستيراد، وعدهم بنقلهم لإيطاليا في إطار الهجرة السرية، أين أوهمهم بقدرته على توظيفهم في الشركة التي يعمل بها، ويعدهم بإبرام عقود عمل يتم بموجبها استقبالهم على مستوى دولة إيطاليا، وتم الاتفاق مع المتهم الرئيسي عبر تطبيق “ماسنجر” أين تحادثوا معه عن طريق تقنية الصورة، والصوت عبر موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، وتطبيق “الماسنجر”، واكتشفوا بأنه مغربي الأصل، والذي اشترط عليهم دفع مبلغ 40 مليون سنتيم مقابل الالتحاق بالشركة، وأمام عجز ضحاياه عن توفير المبلغ كاملا يطالبهم بإيداع أي مبلغ يتوفر بحوزتهم، في حساب بريدي يقدمه لهم، والذي تبين بأنه للدركي المتقاعد، ودفع بعضهم مبالغ تفاوتت بين 10 ملايين سنتيم، و15 مليون سنتيم، ليتأكد الضحايا الذين وعدوا بالتنقل إلى إيطاليا بعد مرور فترة زمنية، بأنهم ضحايا لعملية نصب واحتيال.
التحقيقات الأمنية مكنت من تحديد هوية صاحب الحساب البنكي، ويتعلق الأمر بالدركي السابق الذي تبين بأن لديه علم بالأموال التي تصل حسابه البريدي، فشقيقه المقيم ببلجيكا المسمى (م.ي) يقوم بمنح المغربي أموالا بالعملة المالية الصعبة مقابل الأموال التي يسحبها شقيقه من حسابه بالعملة الوطنية، وتجري التحقيقات للوصول لهوية كل المتورطين ضمن الشبكة الدولية التي تقدم وعودا زائفة للشباب عبر مختلف ولايات الوطن، والتي تجعلهم يعلقون آمالهم على عناصرها للوصول للضفة الأخرى من حوض المتوسط، مقابل إيداعهم أموالا في حساب الدركي المتقاعد، على أمل الهجرة للتوظيف في الشركة التي يعدهم بها المغربي.
و أشارت مصادرنا، إلى أن الدركي المتهم نفى علمه بكون الأموال التي تصل حسابه البريدي، هي كمقابل لتنظيم رحلات للهجرة السرية، مشيرا إلى أنه لم يعط حسابه للمغربي المقيم بإحدى الدول الأوروبية، و حسبه فهو لم ينصب على أي شاب، ولم يقدم وعودا لأي منهم.
أحمد ذيب