غمرت مياه الأمطار و السيول الجارفة، سكنات الطوابق الأرضية بعمارات حي 400 مسكن الواقعة بمدخل بلدية اليشير غرب ولاية برج بوعريريج، ما تسبب في معاناة كبيرة للسكان الذين قضوا ليلة بيضاء في تصريف المياه من منازلهم، قبل تدخل مصالح الحماية المدنية التي قامت وحداتها بامتصاص المياه من داخل السكنات باستعمال المضخات.
وقد تنقل والي برج بوعريريج إلى الأحياء المتضررة من سيول المياه الجارفة ببلدية اليشير في زيارة فجائية، و أمر بتشكيل لجنة بين مديرية الموارد المائية و مصالح البلدية، لدراسة الوضع و اتخاذ جملة من الإجراءات الاستعجالية لتصريف مياه الوادي، و تحويل مجراها بعيدا عن السكنات و العمارات، وتنقية قنوات تصريف المياه و البالوعات، بعدما تسببت الأمطار، و السيول المحملة بالأتربة في سد القنوات و البالوعات، ما أدى إلى تجمع كميات هامة من المياه بمحيط العمارات، خصوصا المتواجدة منها بالمنطقة السفلية للحي.
كما أمر الوالي المصالح الوصية، بإنجاز دراسة لحماية الحي السكني من الفيضانات، بما يضع حدا لمعاناة السكان بشكل نهائي، خصوصا و أن عملية انجاز الحي السكني لم تكن دقيقة، حيث لم تراع المقاولات المنجزة و مكاتب الدراسات شروط السلامة في انجازها، أو الاحتياطات الواجب اتخاذها لحماية السكان من مخاطر الفيضانات، بإنجاز عدد من العمارات في نفس المستوى مع الوادي و بأماكن منخفضة .
و قد شهد حي الـ400 مسكن الواقع بجوار مفترق الطرق الرابط بين بلدية القصور و قرية مخمرة و عاصمة الولاية و مقر بلدية اليشير على بعد حوالي كيلومتر و نصف، حالة استنفار قصوى، بسبب تسرب مياه الأمطار الغزيرة المتساقطة ليلة الأربعاء إلى الخميس، ما تسبب في خروج عشرات العائلات من مساكنها، و مسارعتها لتصريف سيول المياه التي غمرتها، فضلا عن محاولة أفراد هذه العائلات حماية محتويات منازلها من أثاث، و أغطية، و أفرشة بنقلها إلى الطوابق العلوية، و رغم ذلك تم تسجيل بعض الخسائر بين العائلات القاطنة بالطوابق الأرضية للعمارات.
وسارعت مصالح الحماية المدنية إلى الحي السكني لتقديم يد المساعدة، والنجدة للعائلات المتضررة، و قام أعوانها بتصريف المياه بعيدا عن المنازل، و امتصاص المياه المتحجرة داخل الأقبية و المساكن و كذا بمحيط العمارات باستعمال المضخات، وتحويل مسارها نحو مجرى الوادي، ما خفف من متاعب ومعاناة العائلات المتضررة .
من جهة أخرى، دق سكان تجزئة 475 قطعة بوسط مدينة اليشير، ناقوس الخطر من مخاطر الوادي المجاور لسكناتهم، مشيرين إلى أن أشغال تهيئة الوادي و تغطيته، لم تنه معاناتهم و مخاوفهم من تسرب المياه إلى المنازل، كون عملية التهيئة كانت جد محدودة و شملت تغطية الوادي و تهيئة القنوات بمساحة ضيقة لم تعد تستوعب الكميات الهائلة من المياه خلال فترات تساقط الأمطار الطوفانية، فضلا عن انسدادها بالأتربة، والأوحال ببعض النقاط.
و زيادة على هذا، أشار سكان التجزئة إلى عدم إتمام أشغال التهيئة، و تأخر تعميمها على جميع الأحياء السكنية، الأمر الذي زاد من معاناتهم في ظل انتشار البرك، و الأوحال بجوار سكناتهم، وتدهور وضعية المسالك والطرقات الترابية، مؤكدين على تنقل مصالح الصيانة التابعة للبلدية، و رئيس البلدية إلى أحيائهم السكنية، للاطلاع على الوضع، و محاولة العمل على تخفيف حجم المعاناة والأضرار، و تصريف مجاري المياه عن السكنات، و تصليح بعض الأجزاء المتضررة من الطرقات خلال اليومين الفارطين.
ع/بوعبدالله