أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
اختارت وزارة التربية الوطنية موضوع السلامة المرورية، كدرس افتتاحي للسنة الدراسية الجارية، وقد جاء ذلك كنهج تربوي يهدف إلى تكوين الوعي المروري لدى النشء من خلال تزويده بالمعارف والقيم والاتجاهات والمهارات التي تنظم سلوكه، ويرتبط الاهتمام بالموضوع بواقع الطرقات في الجزائر، وتراجع الوعي بمخاطر الطريق، الأمر الذي يستدعي إعادة النظر في كيفية تنشئة الفرد منذ الصغر، وغرس المبادئ الأساسية وتعزيز روح المسؤولية لديه في مرحلة مبكرة.
تجندت المدرسة للقيام بدورها التحسيسي في جانب السلامة المرورية، خصوصا بعد المجازر التي أصبحت تتسبب فيها حوادث المرور بشكل يومي تقريبا، ما ضاعف حصيلة الخسائر في الأرواح وضخم فاتورة الأعباء الاقتصادية، وتفعيلا للدور التربوي التوعوي، كان من المهم أن تولي وزارة التربية الوطنية أهمية لموضوع السلامة المرورية، فكان أول ما تلقاه التلاميذ في المراحل التعليمية الثلاث.
وأشارت الوزارة الوصية، إلى أنه تم اختيار الموضوع بالنظر إلى تزايد حوادث المرور في السنوات الأخيرة والخسائر البشرية التي تخلفها من وفيات وجرحى ناهيك عن الخسائر المادية، وآثارها الجانبية على الأسرة والمجتمع.
ولذلك فإن تأهيل الطفل في هذا الجانب وتعزيز شعوره بالمسؤولية اتجاه الآخر في الطريق يعد سبيلا مهما لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة، بحسب بيداغوجيون وأخصائيين نفسانيين.
ويأتي ترسيخ الثقافة المرورية كما يرون، من خلال التأكيد على تعلم احترام اللافتات الموجودة في الطريق والإشارات الضوئية وتعلم استقرائها، فضلا عن إشراك الأسرة أيضا في العملية، وحث الآباء ليكونوا قدوة لأطفالهم عبر احترام قوانين المرور، وقيادة السيارة بحذر وتجنب السرعة.
uأستاذ التعليم الابتدائي رابح كموش
التلاميذ تجاوبوا مع درس السلامة المرورية
أفاد رابح كموش، أستاذ التعليم الابتدائي، بمدرسة زاوي سعيد بسطيف، بأنهم لمسوا تجاوبا من قبل التلاميذ مع الدرس الافتتاحي للسنة الدراسية الجديدة، وقد ركز الأساتذة داخل القسم، على تعريف الصغار بمفهوم اللافتات المهمة التي يرصدونها بها في الطريق عادة، على غرار «لافتة مفترق الطرق، ولافتة الدوران، وقف و انتبه».
مضيفا، بأن الدرس شمل كذلك بعض الأنشطة المهمة لتبسيط الفكرة، مثل شرح الإرشادات من خلال عرض صور حقيقية، بواسطة جهاز العرض الضوئي، وقال الأستاذ، بأنهم اختاروها لتكون متطابقة مع ما هو موجود في الشارع لأجل ضمان الواقعية، كما استخدموا أيضا مجسمات مثل السيارات في تقديم الدرس. وتحدث كموش أيضا، عن تفاعل التلاميذ مع الدرس ومشاركة تجاربهم الشخصية على الطريق، مؤكدا، على أن الإجابات أظهرت بأن أغلبيتهم يحترمون قواعد المرور، ويتحلون بسلوك منضبط في الشارع، كما أتبع بأن عددا كبيرا من التلاميذ يعرفون إشارات المرور.
تذكير يومي بقواعد السلامة المرورية
ويرى الأستاذ، بأن تخصيص حصة واحدة للحديث عن السلامة المرورية غير كاف، بل يجب إدراجها في مواضيع الحصص المختلفة، لغرس هذه الثقافة لدى التلاميذ ولتكون بمثابة تذكير يومي لهم، مثل اقتباس درس من حوادث المرور، وشرح أسبابها كعدم احترام قوانين الطريق، ما ينجر عنه التسبب في عاهات وإعاقات للآخرين.
ويقترح الأستاذ كذلك، تضمينها في نصوص للقراءة، فيتعلم التلاميذ بذلك عن طريق الملاحظة والسؤال ويدركون أنواع التجاوزات و يحددون المخاطر.
كما أشار المتحدث، إلى أهمية الربط بين دروس التربية المرورية والتربية الإسلامية، كأن يحصص درس أو أكثر للحديث عن الموضوع من منظور ديني مبسط، وقال إن المنهاج يحتوي على دروس لها علاقة بهذا الجانب، حيث يمكن للأساتذة استغلال المواقف التي تحصل مع التلاميذ خارج المدرسة وبناء دروس عليها، مثلما ما قام به هو، خلال حصة التربية الإسلامية بعد أن حدثه الصغار عن مشاهدتهم لأطفال لم يعطوا الطريق حقه وقاموا برمي الحجارة فيه، مضيفا بأنه غير الموضوع مباشرة وكتب على السبورة عنوان «إماطة الأذى عن الطريق»، وتحدث طيلة الحصة عن السلوك الحسن على الطريق.
وأفاد الأستاذ بمدرسة زاوي سعيد بسطيف، في هذا السياق، بأنه قدم مقترحا، يتعلق بتخصيص جزء من ساحة المدرسة للقيام بأنشطة تطبيقية حول السلامة المرورية، تكون وفق أسلوب محاكاة سلوك الفرد في الطريق، مثل خروج التلاميذ خلال الاستراحة لتطبيق بعض الإرشادات، و ركوب الدراجة وتعلم أسس القيادة السليمة، فضلا عن احترام إشارات المرور، ليتحصل التلميذ بذلك على رصيد معلوماتي في هذا الجانب يكون تطبيقيا و مطابقا للواقع.
وأوضح الأستاذ، بأن الطفل سواء كان لوحده أو مع والديه يجب أن يتعلم المشي على الرصيف بمحاذاة الحائط، وعدم الإفلات من أيدي والديه، وكذا احترام القواعد عند عبور الطريق، والمشي على ممر الراجلين، مع تذكيره بالاستعانة بشرطي المرور، أو أحد المارة الراشدين من أجل عبور الطريق، ويرى المتحدث، بأن تكريس الأولياء لهذه السلوكيات بشكل يومي يرسخها لدى الطفل.
uالأخصائية النفسانية جهاد ذيب
البداية تكون بتجاوز المخاوف من عبور الطريق
من جهتها اعتبرت الأخصائية النفسانية، جهاد ذيب، بأن موضوع التربية المرورية، مهم جدا خصوصا في الجانب المتعلق بتعليم الأطفال التغلب على مخاوف اجتياز الطريق والتعامل الصحيح مع المركبات.
وأوضحت، بأن العوامل النفسية وشخصية الأطفال عموما، فضلا عن التجارب التي تحدث معهم في الطريق، من شأنها أن تؤثر عليهم، وذكرت الأطفال الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي الذي يسبب لهم خوفا من الأصوات العالية والطرق الواسعة.
واعتبرت الأخصائية، بأن هذه العوامل تؤثر أيضا على استيعاب التلميذ للتعليمات التي يتلقاها في الدروس الخاصة بالسلامة المرورية، وأوضحت بأنه يجب اعتماد أسلوب تعليمي خاص في هذه المواضيع، يراعي الحالة النفسية للطفل ويكون التلقي فيه تدريجيا، مع التشديد على أهمية مرافقة الأولياء، الذين يعنون بمهمة تعليم الطفل طريقة عبور الطرقات الصغيرة، ومن ثم اصطحابه إلى أماكن مزدحمة وتشجيعه على السير فيها مع مراقبته وتحفيزه على الاستمرار.
وأشارت الأخصائية النفسانية أيضا، إلى أن الصغار الذين يعانون من فرط النشاط ونقص الانتباه، قد يكونون أكثر عرضة للحوادث، لأنهم يخرجون بطريقة متهورة من بوابة المدرسة وبحماس زائد، وقالت، إن الخطورة تزيد عندما تكون البوابة محاذية للطريق العام.
ولذلك نبهت السائقين، إلى ضرورة احترام المناطق التي يتواجد بها الراجلون أو التي تتواجد بها مدارس، لأن مسؤولية الحفاظ على أمن وسلامة الصغير مشتركة بين الأسرة والسائق والمدرسة.
هكذا نرسخ التربية المرورية لدى الطفل
واعتبرت ذيب، بأن التعليم بالمحاكاة يعد أفضل أسلوب لترسيخ الثقافة المرورية لدى التلاميذ، فالطفل حسبها، يرى والديه نموذجا يحب أن يقتدي به، موضحة:» إذا رأى الطفل مرافقه يعبر الطريق بتأن محترما قوانين المرور والإشارات فسيقلد هذا السلوك حتى ولو كان لوحده في الشارع».
مضيفة، بأن الأولياء بإمكانهم جعل وقت خروجهم مع أطفالهم ممتعا وتعليميا في الوقت نفسه، كتعليمهم الالتفات يمينا ويسارا قبل قطع الطريق، وقراءة الإشارة الضوئية، فضلا عن تعريفهم على مختلف اللافتات وممر الراجلين.
ونوهت من جانب آخر،عن بعض التصرفات غير المسؤولة والمتهورة التي تبدر من راشدين لا يحترمون قانون المرور ولا يتصرفون بمسؤولية على الطريق، كأن يمسك الشخص البالغ بيد الطفل ويعبر الطريق جريا بالرغم من أن الإشارة الضوئية حمراء والسير ممنوع.
وأفادت الأخصائية، بأن هذا السلوك يعلم الطفل المجازفة بحياته وفي حال كان لوحده في الطريق، فإنه يترجم السلوك وكأنه يعيش مغامرة مع المركبات، فتحول هذا التصرف إلى عادة، ستسبب للصغير المشاكل مستقبلا سواء كان راجلا أو سائقا.
ولرفع الوعي بالسلامة المرورية لدى الطفل، دعت الأخصائية النفسانية، أفراد المجتمع إلى الالتزام بقوانين المرور، والحرص على تجنب ارتكاب الحوادث على الطريقات، والتحلي بسلوكيات سوية تجنب حدوث مشاكل أو التسبب في الخطر لأنفسهم وللآخرين، حتى يكونوا قدوة جيدة للطفل، فضلا عن التركيز على تعريفه بكل ما يتعلق بالأمن أثناء السير في الشارع.
إ.ك