لقي اتفاق وقف النار ووضع إطار عمل لتسوية الخلافات السياسية بين الحكومة الاثيوبية، و"جبهة تحرير شعب تيغراي" المتمردة، ترحيبا دوليا واسعا.
وقد توجت محادثات السلام لوقف الأعمال القتالية بين أطراف الصراع في منطقة /تيغراي/ بشمال إثيوبيا، بجنوب إفريقيا التي رعاها الاتحاد الإفريقي أمس الأربعاء باتفاق وقف إطلاق النار.
وفي ذات السياق، أعلن وسيط الاتحاد الإفريقي الخاص، الرئيس النيجيري السابق أولوسيغون أوباسانجو أن "اليوم هو إيذان بحقبة جديدة لإثيوبيا، لمنطقة القرن الإفريقي، وبالحقيقة لإفريقيا كلها". وقال إن "طرفي النزاع الإثيوبي اتفقا رسميا على وقف الأعمال العدائية ونزع الأسلحة بشكل منهجي ومنظم وسلس ومنسق".
وجاء في بيان مشترك بين الطرفين، أن أديس بابا، وجبهة /تيغراي/ "وافقا على تعزيز التعاون مع وكالات الإغاثة الإنسانية".
من جهته، قال رضوان حسين، ممثل الحكومة الإثيوبية، ومستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء أبي أحمد، إن "على جميع الأطراف الالتزام بنص وروح الاتفاق".
وفي ذات السياق، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاتفاق بأنه "خطوة أولى حاسمة نحو إنهاء الصراع المدمر المستمر منذ عامين".
كما رحب الفريق نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، أول محمد حمدان دقلو ،بتوقيع الحكومة الإثيوبية، و"جبهة تحرير شعب تيغراي" على اتفاق وقف إطلاق النار، مثمنا جهود الاتحاد الإفريقي التي قادت لذلك.
وأشاد دقلو في منشور على موقع التواصل الاجتماعي / فيسبوك/ ب"الروح الإيجابية" التي تحلت بها الأطراف، و"تغليبهم المصلحة العليا حفاظا على وحدة واستقرار الشعب الإثيوبي".
كما ثمن جهود الاتحاد الإفريقي الذي قاد الوساطة بين طرفي النزاع، وكافة الجهود الحميدة التي أسهمت في التوصل لتوقيع الاتفاق.
من جهتها، رحبت دولة قطر بالاتفاق على وقف الأعمال العدائية واعتبرته مثالا حيا لنجاعة الحلول السلمية في تسوية النزاعات، وخطوة مهمة نحو تحقيق السلام المستدام في إثيوبيا.
وأعربت وزارة الخارجية القطرية في بيان اليوم عن أمل دولة قطر في التزام الطرفين بتنفيذ بنود الاتفاق، وتعاونهما بصورة بناءة في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، كما عبرت عن تقدير دولة قطر الكامل لجهود الاتحاد الإفريقي في رعاية المفاوضات، ولدور جمهورية جنوب إفريقيا في استضافتها.
وفي نفس الاطار،رحبت الولايات المتحدة بالاتفاقية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، في تصريح صحفي إنها "تمثل خطوة مهمة نحو السلام مع الأمل في أن تؤدي إلى وقف دائم للأعمال العدائية وتمهد الطريق لوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان والفظائع".
وكان الاتحاد الإفريقي، قد أطلق الأسبوع الماضي أول محادثات رسمية بين الحكومة والمتمردين سعيا للتوصل إلى حل سلمي لصراع أودى بحياة آلاف الأشخاص، وتسبب بأزمة إنسانية في /تيغراي/.
واتفقت أطراف الصراع في منطقة /تيغراي/ بشمال إثيوبيا، خلال اجتماعها في جنوب إفريقيا، أمس الأربعاء على وقف الأعمال القتالية.
واندلع الصراع بين قوات إقليم /تيغراي/ وقوات الجيش الاتحادي الإثيوبي منذ نوفمبر 2020، ما اسفر عن مقتل آلاف الأشخاص وفرار مئات الآلاف نحو الحدود مع دول الجوار.
وبعد هدنة تم التوصل إليها نهاية شهر مارس الماضي، عاد الطرفان للاقتتال مجددا في شهر أغسطس. وتصاعدت المواجهات المسلحة - في شمال البلاد - خلال الأسابيع الأخيرة، الأمر الذي أثار قلق المجتمع الدولي الذي دعا إلى وقف فوري للقتال والعودة للمحادثات لإنهاء هذا الصراع.
وأج