شن جيش الاحتلال الصهيوني خلال الأيام الأخيرة قصفا عنيفا على مناطق مختلفة بقطاع غزة، خاصة بمحافظة الشمال، حيث دمر مربعات سكنية بالكامل، وكشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أمس عن تنفيذ جيش الاحتلال 94 غارة خلال 72 ساعة ، خلفت أكثر من 200 شهيد وعشرات الجرحى.
وأكد نفس المصدر في بيان صحفي أن هذه الهجمات استهدفت بشكل وحشي ومتعمد في تصعيد خطير ولافت كالعادة، مئات المدنيين العزل والمناطق السكنية في محافظة قطاع غزة على وجه الخصوص، مؤكدا أن جثامين عشرات الشهداء لم تصل إلى ما تبقى من المستشفيات نتيجة تدمير البنية التحتية، وتعذر الوصول إليهم تحت الأنقاض، إلى جانب منع الاحتلال سيارات الإسعاف والدفاع المدني والطواقم الطبية وفرق الإغاثة والطوارئ من الوصول إلى المناطق المدمرة، والحال ذاته بالنسبة للمصابين الذين لم يصل منهم العشرات للمستشفيات لنفس الأسباب، والعديد منهم استشهدوا.
وأضاف المكتب الإعلامي الحكومي أن هذه الجرائم تمثل انتهاكا صريحا لكل القوانين والأعراف الدولية، وتندرج ضمن جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي تستهدف المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، حيث استخدم الاحتلال سياسة الأرض المحروقة من خلال نسفه لمربعات سكنية كاملة بمن فيها من سكان ومدنيين، متسببا في تدمير عشرات المنازل على رؤوس ساكنيها، مما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى، أغلبهم من النساء والأطفال، مضيفا بأن هذه الجرائم المتعمدة تأتي ضمن سلسلة جرائم الحرب والقتل الجماعي والتطهير العرقي التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
وفي السياق ذاته كشفت أمس وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن ارتكاب جيش الاحتلال 5 مجازر خلال 24 ساعة ، وصل منها للمستشفيات 88 شهيدا و208 إصابة، لترتفع بذلك حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ السابع أكتوبر 2023 إلى 45805 شهيدا و109064 إصابة.
من جانب آخر اتهم أمس المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان الاحتلال الإسرائيلي بانتهاج سياسة خطيرة تقوم على تقويض النظام العام وتفكيك منظومتي الأمن والعدالة في قطاع غزة على نحو منهجي، بشكل يضمن إهلاك الفلسطينيين بعضهم بعضا دون تدخل عسكري، وقال نفس المرصد في بيان أصدره أمس إن جيش الاحتلال سعى منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة إلى استهداف أفراد الشرطة المدنية والأمن وأفراد تنسيق دخول المساعدات الإنسانية، خلال عملهم في تأمين دخولها أو خلال تواجدهم في منازلهم وأماكن إيوائهم، لإشاعة حالة من الفوضى والانفلات الأمني كجزء من حرب الإبادة الجماعية وخلق ظروف كارثية، لافتا إلى سماح الاحتلال لعصابات منظمة بدخول مناطق تقع تحت سيطرته العسكرية لنهب المساعدات الإنسانية.
وحث المرصد الأورو متوسطي المجتمع الدولي على تكثيف الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف استهداف الشرطة ونظام العدالة باعتبارهما مؤسسات مدنية أساسية، مؤكدا أن الحل الجذري في غزة يكمن في وقف جريمة الإبادة الجماعية بكل أشكالها، بما يشمل الأفعال المباشرة وغير المباشرة التي تهدف إلى التدمير المنهجي للشعب الفلسطيني، مشددا على أنه لا يمكن تحقيق العدالة والكرامة للفلسطينيين إلا من خلال وقف هذه الجرائم والانتهاكات المستمرة بشكل كامل.
وعلى صعيد المعارك الميدانية تبنت أمس كتائب القسام رفقة سرايا القدس عملية مشتركة تتعلق باستهداف قوة صهيونية راجلة غرب مدينة بيت لاهيا شمال القطاع، قوامها 10 جنود صهاينة بالأسلحة والقنابل اليدوية وأوقعوهم جميعا حسب بيان القسام بين قتيل وجريح، كما لاحقوا أحد الجنود الذي فر من المكان وأجهزوا عليه من المسافة صفر، كما تبنت سرايا القدس أمس تنفيذ عملية إغارة تجاه منزل تحصن به عدد من جنود العدو في مخيم جباليا شمال القطاع، وقبل انسحابهم تم تفجير عبوة من مخلفات العدو في المبنى نفسه، كما تم رصد هبوط الطيران المروحي لإجلاء القتلى والجرحى.
نورالدين ع