محمد عيسى يدعو إلى إبعاد الجزائر عن الفرقــــة والطائفيــة والتشـــدد
دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى من البقاع المقدسة إلى إبعاد الجزائر عن الفرقة والطائفية والتشدد والاستعمار وكذا الضعف، وجعلها قلعة تشع على العالم، مؤكدا بأن الجزائر واحدة موحدة، وأن اختلاف مذاهبها ولغاتها يزيدها قوة.
وخاطب محمد عيسى الحجاج الجزائريين في كلمة القاها ليلة عيد الأضحى المبارك بعرفات بالمملكة العربية السعودية، دعاهم من خلالها إلى الحفاظ على اللحمة الوطنية وعلى استقرار وأمن البلاد، وإبعاد الجزائر عن الطائفية والفرقة والتشدد والاستعمار والضعف، قائلا إن الجزائر واحدة موحدة، واختلاف مذاهبها ولغاتها لا يمكن أن يكون إلا اختلاف قوة وعنصر فسيفساء يزيدها جمالا، و اضاف وزير الشؤون الدينية في مداخلة ألقاها بأحد مخيمات الحجاج الجزائريين، وهي خيمة بني ميزاب إلى جعل الجزائر قلعة تشع على العالم من حولها، وإبعادها عن الفرقة والطائفية والتشدد والاستعمار والضعف.
وأثنى محمد عيسى بالمناسبة على وفد بني ميزاب الذي يسن سنة حميدة منذ سنوات، بتنظيم مأدبة تضم الجزائر بجميع ألوانها السياسية والإيديولوجية وكافة جهات الوطن، فضلا عن ضيوف من جميع الدرجات، من وزير وسفير وعامل وطبيب وفقيه، كما قال الوزير، مؤكدا بأن اللقاء الذي ترأسه بمخيم بني ميزاب، تخلله حوار بناء ونقاش صادق، خلص إلى التأكيد على أن الجزائر واحدة موحدة رغم اختلاف مذاهبها وتفرع أصولها.
وبالمناسبة حث الوزير عامة الحجاج الجزائريين على ضرورة إحضار نيتهم وإخلاصهم والتوجه بالتضرع إلى الله عز وجل بالدعاء لأنفسهم، دون أن ينسوا الجزائر والشهداء في يوم عرفة، الذي تزامن هذه السنة مع إحياء يوم المجاهد، كما شدد عيسى على تذكر الشهداء والمجاهدين وضحايا الواجب الوطني، الذين بفضلهم تعيش الجزائر اليوم حرة مستقلة، بعدما انتزع الشعب الجزائري الوطن من المستدمر الغاشم، وأرجعها إلى حاضرة الإسلام والعروبة والسيادة.
وتمكن الحجاج الجزائريون من التوجه إلى مصعد منى في ظروف عادية لرمي الجمرة الكبرى في صبيحة اليوم الأول للعيد مع نحر الأضاحي، وذلك بفضل التدابير المتخذة من قبل السلطات السعودية وكذا دور أعضاء البعثة الجزائرية التي تتولى ضمان تأطير وتنظيم الحجاج الجزائريين، إلى جانب تمكن مصالح أمن الحج للمملكة العربية السعودية من وضع خطة محكمة ومتكاملة لتسهيل حركة تفويج الحجاج، للحفاظ على أمنهم و سلامتهم، وتسهيل دخولهم إلى منشأة الجمرات، بتوزيع الحجاج القادمين إلى هذا الموقع من مختلف الجهات والطرق.
وسمحت هذه الإجراءات بتفادي وقوع حوادث أو تزاحم أو تدافع على مستوى الأدوار الأربعة لمنشأة الجمرات، بدليل انسيابية حركة تفويج الحجاج، فضلا عن ضمان الخدمات الصحية اللازمة، كما قام أعوان الحماية المدنية بدور فعال في مرافقة الحجاج المسنين والمرضى إلى مشعري منى وعرفات، وإعانة ديوان الحج والعمرة وكذا الوكالات السياحية على تأطير أزيد من 38 ألف حاج جزائري. ويعد يوم عرفة أكبر تجمع للبشرية سنويا، وتزامن هذه السنة مع إحياء يوم المجاهد المصادف ل 20 أوت من كل عام، لذلك خصص الأئمة الجزائريون الذين رافقوا الحجاج الجزائريين جزءا من خطبهم للحديث عن الثورة المجيدة وتضحيات الشهداء والمجاهدين الجسيمة لكي ننعم بالحرية، داعين للحفاظ على الوطن الذي يعد أمانة يجب صونها.
علما أن الحجاج الجزائريين بتأطير من الأئمة والمرشدين سيظلون بمشعر منى خلال أيام التشريق لرمي الجمرات الصغرى والوسطى و الكبرى، في وقت قامت لجنة الإفتاء بالترخيص بتأخير طواف الإفاضة والسعي حتى انتهاء أيام 11 و12 و13 من ذي الحجة، تخفيفا وتيسيرا عليها لتجنب التعب والمشقة الكبرى خلال يوم العيد بسبب الذهاب إلى مكة والرجوع إلى منى، كما قام ديوان الحج بتوفير الظروف الملائمة للحجاج الجزائريين بمشعر منى، من بينها الوجبات الصحية والمكيفات داخل الخيام.
ل/ب