أكدت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أمس بأن النظام الداخلي لكل مؤسسة تربوية هو الذي يحدد طبيعة الهندام الذي يجب أن يلتزم به التلاميذ والموظفون، مشددة على ضرورة توضيح هوية الموظفين بكشف الوجه، مضيفة في سياق متصل بأن اعتماد قائمة موحدة للأدوات المدرسية تمت بعد دراسة ميدانية شملت وزن محافظ تلاميذ الأطوار التعليمية الثلاثة.
بدت وزيرة التربية الوطنية في ندوة صحفية نشطتها أمس بولاية معسكر على هامش إعطاء إشارة الانطلاق الرسمي للموسم الدراسي 2018/ 2019 صارمة بشأن احترام الحرم المدرسي، بارتداء ملابس محترمة ولائقة بالنسبة للتلاميذ وكذا الموظفين، موضحة بأن هذا الجانب يجب أن يتضمنه النظام الداخلي لكل مؤسسة تربوية، مشددة على ضرورة إظهار الهوية بالنسبة للموظفين بكشف الوجه، وأن يلتزم التلاميذ بدورهم بارتداء المآزر.
وقالت بن غبريط في سياق متصل إن هيئتها قامت هذه السنة بتحديد قائمة الأدوات المدرسية استجابة لانشغال طرحه الأولياء الذين اشتكوا من ثقل المحافظ، قد تولت لجنة تضم أساتذة ومفتشين ومدراء مؤسسات مهمة وزن المحافظ والكراريس، ليتم بعدها إعداد قائمة أولية للمستلزمات الدراسية، دعت الوزيرة إلى ضرورة احترامها لتخفيف العبء على التلاميذ، فضلا عن إعداد كتاب مدرسي موحد للطور الابتدائي، يشمل اللغة العربية والتربية الاسلامية والتربية المدنية، وكتاب موحد أيضا لمادة الرياضيات والعلوم والمحيط، مقترحة إنشاء مكتبات داخل الأقسام للاحتفاظ بالكتب دون أن يضطر التلميذ لحملها معه يوميا.
وبشأن المنهاج الدراسي، قالت المتحدثة إنه شرع منذ العام 2009 في تطبيق الإصلاح الذي كان لابد أن يمس الجوانب البيداغوجية والتسيير والتنظيم والتكوين، نظرا لارتباط هذه العناصر ببعض، قائلة إن قطاعها حقق قفزة نوعية خاصة في مجال التوظيف، من خلال اعتماد المسابقات والقوائم الاحتياطية، كما سمحت عملية رقمنة الفضاء المدرسي، خاصة ما تعلق بإدراج النقاط المحصل عليها في الامتحانات الرسمية في الأرضية الرقمية بتجنب التلاعبات بتضخيم نقاط التلاميذ الذين كانوا يحولون إلى مؤسسات أخرى، أي تبييض النقاط، مما كان يهدد حسبها بالمساس بمصداقية القطاع. وبررت بن غبريط فتح الأبواب للسوق الحرة للمساهمة في إنجاز الكتاب المدرسي، بعد أن كانت الوزارة وكذا ديوان المطبوعات المدرسية يحتكران العملية، بتحسين نوعية هذه الوسيلة البيداغوجية، بإشراك المبدعين والكفاءات، معلنة أيضا عن القضاء نهائيا على النقص في التأطير بتمكين المدراء على مستوى الولايات من القوائم الاحتياطية لاستغلالها عند الضرورة.
وفي خطاب ألقته صبيحة أمس عقب افتتاح الموسم الدراسي دعت نورية بن غبريط إلى ضرورة التحاور مع الشركاء الاجتماعيين والعمل على حل المشاكل الاجتماعية والمهنية العالقة على المستوى المحلي، لكن في إطار مراعاة القوانين التي تنظم القطاع، وكذا الظرف المالي الصعب للبلاد، وحثت الأسرة التربوية أيضا على رفع التحديات في ظل الرهانات الكبرى التي يفرضها السياق الجيوسياسي، وحالة عدم الاستقرار التي تعرفها بعض دول الجوار، رافضة بشدة رهن المكاسب التي تم تحقيقها في سبيل تحقيق السيادة الوطنية بقلة اليقظة أو السذاجة المفرطة.
أبدت المسؤولة الأولى على قطاع التربية الوطنية تمسكها بتدريس المواد التي ترتبط بالهوية الوطنية على غرار مادة التاريخ، قائلة إن تدريس تاريخ الجزائر بكافة جوانبه كان دوما يمثل انشغالا كبيرا لقطاع التربية الوطنية، معتبرة بأن انتقاء ولاية معسكر لإطلاق الموسم الدراسي الجديد يؤكد هذا الاتجاه، كما انتقدت بشدة اتساع عدد التلاميذ المقبلين على الدروس الخصوصية خارج الحرم المدرسي، داعية الأساتذة للتكفل بالتلاميذ الذين يعانون صعوبات عن طريق المعالجة البيداغوجية، لأن هدف القطاع لا يكمن فقط في توفير مقعد بيداغوجي لكل تلميذ، بل في ضمان فرص النجاح لكافة المتعلمين.
لطيفة بلحاج