• الإبقاء على نظام اليقظة والتأهب ساري المفعول
أكدت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات يوم أمس الأربعاء، بأنه قد تم تحديد مصدر وباء الكوليرا في مياه وادي بني عزة بولاية البليدة، مبرزة بأن هذا الوباء يبقى محصورا على مستوى ولاية البليدة فقط.
وأوضحت الوزارة في بيان لها أن “الوباء يبقى محصورا على مستوى ولاية البليدة فقط، حيث تم تحديد مصدر الجرثومة المسببة لهذا الوباء القاتل في مياه وادي بني عزة بالبليدة، مشيرة إلى أنه “سيتم اتخاذ كل الإجراءات الضرورية بالتنسيق مع القطاعات المعنية الأخرى لضمان تطهير وتنظيف شامل للوادي من أجل تجنب إصابات أخرى”، سيما وأن شبهات تحوم في أن تكون مياه هذا الوادي مصدرا لسقي بعض المستثمرات الفلاحية.
وأكدت ذات المصدر أن “نظام اليقظة والتأهب الذي أقرّته الوزارة يبقى ساري المفعول إلى غاية القضاء النهائي على الوباء”، مبرزا بأن “نتائج المتابعة اليومية للوضعية الوبائية لداء الكوليرا تتلخص في انخفاض محسوس لعدد الحالات المشتبه فيها التي تم استشفاؤها خلال الأيام الأخيرة بمعدل لا يتعدى ست (06) حالات يوميا”.
وفي ذات السياق أكد المدير المركزي بوزارة الصحة، يوسف طرفاني، للنصر بأن نتائج تحاليل معهد باستور أثبتت بأن الجرثومة المسببة للكوليرا تم العثور عليها في مياه وادي بوعزة وقال ‘’ لقد بينت التحاليل التي أجراهلا معهد باستور قد بينت بأن مياه واد بني عزة بالبليدة تحتوي على نفس الجرثومة المسببة لوباء الكوليرا الذي تم اكتشافه لدى كل الحالات المسجلة عبر تراب الولاية’’. والذي يصل مجراه الى غاية شاطئ مازفران بالجزائر العاصمة.
وأضاف طرفاني ‘’ إن نتائج التحاليل أكدت الشبهات التي كانت تدور حول وادي بني عزة الذي يمر بمنطقة خزرونة، الواقعة في بلدية بني مراد، وهي المنطقة التي شهدت أولى حالات الإصابة بوباء الكوليرا قبل انتشارها إلى أشخاص اخرين’’.
من جهته صرح مدير الوقاية بوزارة الصحة الدكتور جمال فورار بأن مصالح الوزارة تقوم حاليا بمعاينة عدد من نقاط مجرى الوادي الملوث، أجل مباشرة إجراءات التطهير اللازمة، مطمئنا سكان البيلدة بسلامة مياه الشرب التي توزع في الحنفيات.
وحسب مصدر من ولاية البليدة فإن الجراثيم المسببة للكوليرا التي أثبتها معهد باستور، تتركز على وجه الخصوص في حي بن عاشور وأيضا في بني تامو وخزرونة أين يتم طرح المياه القذرة في مجرى هذا الوادي الذي ينتهي مصبه في مازافران بولاية الجزائر، نظرا لغياب قنوات الصرف على مستوى الأحياء الفوضوية المنتشرة على ضفتي الوادي في الأحياء الفوضوية المذكورة بولاية البليدة و التي تشكلت في التسعينيات وتضم في مجملها ما لا يقل عن 200 عائلة.
حالات من الهلع لم تنفع معها تطمينات المسؤولين
وكانت وزارة الصحة قد بدأت في عملية التحري عن مصدر الوباء منذ إكتشافه في بداية شهر أوت المنصرم، وجرى الاشتباه في البداية في أن مصدر الجراثيم المسببة لوباء الكوليرا يتعلق بمياه منبع سيدي الكبير ببلدية حمر العين بولاية تيبازة وقد تم ردم هذا المنبع بشكل احترازي قبل أن يتقرر إعادة تهيئته بعد أن أكدت تحاليل جديدة لمعهد باستور خلال الأيام الماضية بأن مياه المنبع في مصدرها سليمة وصالحة للشرب.
ومنذ ذيوع أخبار انتشار وباء الكوليرا في أربعة ولايات وهي البويرة والبليدة والجزائر العاصمة وتيبازة قبل أن تنتشر حالات عدوى مشتبه فيها في ولايتي عين الدفلى والمدية فقد، أصيب الكثير من الجزائريين بحالة من الهلع والخوف وامتنع قطاع واسع منهم عن استهلاك مياه الحنفيات إلى جانب مقاطعة الكثيرين لشراء الخضر والفواكه، مخافة من انتقال العدوى بعد ما تردد على أن الجراثيم المسببة للمرض قد يكون مصدرها مياه الحنفيات أو الخضر والفواكه المسقية بمياه الصرف الصحي التي تطرح في الأودية ومجاري المياه في عدد من المناطق بعدد من الولايات.
و كان وكان وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، مختار حسبلاوي، قد أكد أول أمس الثلاثاء، أن الوضعية الوبائية «متحكم فيها»، فيما سيتم الابقاء على نظام اليقظة إلى غاية «فهم الأسباب الحقيقية التي كانت وراء هذه الحالة الصحية
الاستعجالية»، فيما أكدت تصريحات مسؤولين بوزارة الصحة أمس أن»ستة (6) مرضى لا يزالون ماكثين في المستشفى» وأن «بقية المرضى غادروا المستشفى بعد تماثلهم التام للشفاء».
وقد تم تسجيل منذ مطلع شهر أوت الماضي 221 حالة مشتبه فيها في 6 ولايات 83 منها مؤكدة ونصف الحالات المؤكدة في ولاية البليدة.
ع.أسابع