مختصون يدعون إلى خلق خلايا لليقظة لمواجهة الإعلام المضاد والإشاعة
دعا أمس مختصون في يوم دراسي حول المعالجة الإعلامية للأزمات إلى ضرورة خلق خلايا لليقظة لمواجهة الإعلام المضاد والإشاعة التي تكثر مع بروز أزمات في المجتمعات، وشدد المشاركون في اليوم الدراسي الذي نظمته جمعية الصحفيين والمراسلين لولاية البليدة بمناسبة اليوم الوطني للصحافة على ضرورة نشر المعلومات فورا والرد على الأخبار المغلوطة والإشاعات بسرعة.
وفي هذا السياق أوضح أستاذ الإعلام بجامعة الجزائر03 محمد لعقاب بأن الأزمة هي الحدث الذي يتطور إلى مرحلة تهديد الأمن العام، وإذا لم يصل الحدث إلى هذا المستوى فلا يمكن أن نصفه بأزمة، وبهذا لا ينبغي لوسائل الإعلام تضخيمها، لأن الرأي العام حسبه قابل لتصديق كل شيء، ومن خصائص الأزمة يقول لعقاب بأنها تتميز بأنها مفاجئة، وتتصاعد بشكل درامي، إلى جانب ذلك فهي تتميز بنقص المعلومات، والإعلام يبحث كلما وقعت أزمة عن الإثارة، مشيرا في ذات السياق إلى أن الأزمة تكون في بعض الأحيان معقدة، وأطراف عديدة تتدخل فيها، وأوضح بأن الأزمة كلما تدخلت فيها أطراف عديدة تتعقد أكثر، وأشار في ذات السياق إلى أن وقوع أزمات يؤدي إلى تدخل الإعلام المضاد، مشيرا في السياق ذاته إلى أن بعض الأزمات يمكن حلها قبل وقوعها، داعيا إلى ضرورة وجود خلايا لليقظة للاستشراف بوجود أزمات.
وأكد لعقاب بأن أهم شيء في تسيير الأزمة هو مركزية القرار من خلال خلق خلية أزمة وتفويض ناطق رسمي، وعدم السماح لأشخاص مختلفين للحديث عن الأزمة، وقال بأن ذلك يخرجها عن إطارها، مستشهدا بأزمة الكوليرا التي ظهرت في الصيف الماضي بالبليدة، وكيف أن أشخاصا لا علاقة لهم بقطاع الصحة تحدثوا عن القضية.
من جانب آخر أوضح لعقاب بأن الأزمة تحتاج إلى المعالجة الهادئة، وعلى وسائل الإعلام عدم التهويل والإثارة، ويجب نشر أخبار صحيحة وتحاليل مناسبة للموضوع، مؤكدا في نفس الإطار بأن تصريحات المسؤولين المحليين يجب أن تحمل طمأنة للرأي العام دائما.
من جانب آخر أوضح الأستاذ الجامعي بجامعة البليدة02 عبد الكريم تفرقنيت في مداخلته بأن الأزمات التي عاشتها الجزائر عرفت فوضى كبيرة في تسييرها منها أزمة الكوليرا، والأزمة الرياضية التي عرفتها الجزائر ومصر، داعيا إلى تكثيف اللقاءات الإعلامية كلما وقعت أزمة لمواجهة الإعلام المضاد والإشاعة، كما دعا في السياق ذاته الصحفيين إلى ضرورة التحكم في تقنيات الأزمة ويكونوا على دراية كاملة بها، مضيفا بأن الهاجس الأكبر في تسيير الأزمات هو الإشاعة التي لا يمكن التحكم فيها.
نورالدين-ع