500 دواء تشـهــد ســـوء تـوزيـــع وليـس نـدرة
• سوق الأدوية بالجزائر بحاجة لضبط وعدالة في التوزيع
أجمع مختصون في مجال سوق الدواء بالجزائر، أنه لا يوجد ندرة في الأدوية بالصورة التي يعتقدها العديد من المواطنين، ولكن يوجد سوء توزيع لكميات الدواء وعدم وجود عدالة في هذا التوزيع، موضحين أنه يوجد حوالي 500 نوع من الأدوية التي تندرج ضمن هذا المسار الذي يؤدي للندرة في مناطق معينة وفي الوقت نفسه وفرة في مناطق أخرى.
وفي هذا الإطار، أكد الدكتور ياسين سلام مختص في سوق الأدوية، أن الجزائر صرفت 434 مليار دينار سنة 2017 لاقتناء الأدوية من المخابر العالمية ومنها 221,3 مليار دينار إنتاج المصانع الوطنية التي حققت وفق كلمة الدكتور سلام التي تضمنتها نشرية الطبعة الثانية للصالون الوطني للأدوية «فارمكس» المتواصلة بمركز الاتفاقيات بوهران، لأول مرة ارتفاعا عن واردات الجزائر من الأدوية، حيث أن الإنتاج الوطني وصل 1,96 مليار دولار و الواردات 1,89 مليار دولار، وهذا بفضل الاستثمارات الكبيرة في ميدان الصناعة الصيدلانية الوطنية، حيث يوجد في الجزائر 80 مصنعا للأدوية والمواد الصيدلانية في انتظار استكمال مشاريع 70 مصنعا خلال 3 سنوات القادمة، من أجل بلوغ تغطية بنسبة 70 بالمائة من الإنتاج الوطني في غضون 2020. وبهذا أيضا تعد الجزائر ثاني دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي سوقها للأدوية منتعشة جدا، مضيفا أن سوق الأدوية البيولوجية إرتفع بنسبة 25 بالمائة العام الماضي حيث بلغت قيمته 360 مليون دولار للتكفل بمرضى السكري، و240 مليون دولار للتكفل بمرضى السرطان في إطار البرنامج الذي أقره رئيس الجمهورية.
ورغم كل هذه المجهودات، أوضح المختص في المجال الصيدلاني السيد كريم إيبشيرن، أن سوق الأدوية في الجزائر يشهد نوعا من سوء التوزيع بين المناطق وحتى من ولاية لأخرى، حيث أن الندرة التي تشهدها الجزائر ليست بالحدة المعروفة، فليس 500 دواء كلها نادرة أو مفقودة، بل إن الأغلبية نجد كمياتها مكدسة لدى صيدليات معينة وغير موجودة تماما لدى أخرى، وهذا وفق محدثنا ما يتطلب إعادة النظر وتأطير سوق الدواء في الجزائر حتى يستفيد كل مريض من الكمية التي يحددها له الطبيب المعالج.
وأضاف السيد يصار بدور محافظ الطبعة الثانية للصالون الوطني للمواد الصيدلانية «فارماكس» التي تختتم اليوم السبت، أن هذه الطبعة تضم 55 عارضا من بينهم موزعو الأدوية عبر الوطن من أجل تقريبهم من المهنيين مثل الصيادلة ومصنعي الدواء وغيرهم، مبرزا أن الصالون أيضا ضم مؤسسات تكوين مستخدمي القطاع الصحي، وهي حسب السيد يصار ضرورية جدا للموارد البشرية كي تكتسب خبرة ميدانية بعد المسار التعليمي النظري، علما كذلك أن إيطاليا هي ضيف شرف الطبعة الثانية.
بن ودان خيرة