إجماع دولي على تغليب الحل السياسي لمعالجة الأزمة الليبية
بعث المشاركون في الندوة الدولية حول ليبيا في «باليرمو» الايطالية برسالة هامة إلى الليبيين وللمجتمع الدولي تؤكد انسجام مواقفهم إزاء حل الأزمة في هذا البلد وانشغالهم العميق بضرورة تحقيق المصالحة من أجل سيادة ووحدة أراضيها عبر التعجيل دون تردد في عقد مؤتمر وطني وتنظيم انتخابات رئاسية و تشريعية.
وتم التشديد في الندوة الدولية التي شارك فيها الوزير الأول، أحمد أويحيى، ممثلا لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، على أهمية وضرورة عقد مؤتمر وطني من أجل تحديد المراحل المستقبلية وإجراء انتخابات وتغليب لغة العقل لما فيها مصلحة البلد والشعب. واكد المشاركون بان الحل السلمي وحده القابل للاستدامة والوضع السياسي والأمني الحالي لا يمكن أن يظل على ما هو عليه. كما أضفت تصريحات مسؤولي البلد المضيف مسحة من التفاؤل والأمل.
وأوضح وزير الشؤون الخارجية الايطالي أن «ليبيا قد تجري الانتخابات الربيع المقبل بعد تقريب وجهات النظر بين الفرقاء». وذلك عقب اجتماع جمع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج والقائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، مع رئيس الحكومة الايطالية، جيوسيبي كونتي.
وقالت مصادر في الحكومة الايطالية في ختام الاجتماع أن «الاتفاق الذي يتم التوصل إليه بشأن حل الأزمة الليبية «قوي وملزم» للغاية وهو يمثل خطوة كبيرة وهو يتجاوز توقعات الحكومة الايطالية». كما كتب المتحدث باسم السيد السراج على تويتر أن هذا الأخير «ملتزم بخارطة طريق وضعتها الأمم المتحدة لإجراء انتخابات في الربيع (2019) بعد وضع إطار دستوري.
وجددت الجزائر، خلال الاجتماع، على أن السبيل إلى الحل يكون سياسيا وليس عسكريا. ودعا الوزير الأول احمد اويحيي، المجتمع الدولي إلى «التوحد من أجل إقرار السلم في ليبيا وإصلاح الأخطاء التي اقترفها في هذا البلد»، على أن الجزائر «لن تدخر أي جهد لإنجاح هذا المسعى». وأعاب بالمقابل على التدخلات الخارجية في الوضع المضطرب بليبيا وفي الأزمة بهذا البلد، وقال أن هذه التدخلات «تغذي الانقسامات بين الفاعلين الليبيين و تبعد آفاق التسوية السياسية المرجوة». ووجه دعوة بضرورة إنقاذ ليبيا من الوضع التي تتخبط فيها وهذا عبر الانضواء تحت لواء إلمام المتحدة.
وقال اويحيى في إحدى تصريحاته عقب أشغال الندوة، أن «الجزائر ما فتئت تقدم إسهامها بالعديد من الاتصالات و مقاربات مختلف الأطراف و لكن الأمر ليس سهلا لأن ليبيا مضطربة بسبب التدخلات الخارجية». وحرص على عرض التجربة الجزائرية في المصالحة الوطنية، وأكد على أن هذه الأخيرة (المصالحة) تشكل رؤية لا غنى عنها لحل الأزمة بليبيا.
وذكر البيان الختامي لندوة باليرمو، بأن الاتفاق السياسي الليبي يبقى الإطار الوحيد المتاح لإنجاز مسار شامل ومستدام من اجل تحقيق الاستقرار في ليبيا. كما أحاط المشاركون في بيانهم الختامي، خطة عمل الأمم المتحدة من اجل ليبيا، بكثير من الإشادة والدعم كما ناشدوا وبقوة الليبيين لعقد ملتقى وطني شامل بقيادة ليبية خلال الأسابيع الأولى من 2019، إلى جانب إبرازهم لأهمية اعتماد إطار دستوري و الشروع في إجراء الانتخابات في الربيع القادم.
ق و