أبواب الحوار لا تزال مفتوحة بين الوزارة ونقابات الأئمة
دعا أمس، وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى من تيزي وزو، إلى ضرورة الحفاظ على الثوابت الوطنية والمكاسب، والتصدي لأي محاولة لزعزعة أمن واستقرار البلاد، مؤكدا أن الزوايا هي الحصن المنيع للوحدة الوطنية ومحاربة كل أشكال التطرف الديني، كما أكد أن هذه الأخيرة لا تزال تؤدي رسالتها النبيلة كما كانت تؤديها خلال الغزو الفرنسي للجزائر، وأوضح من جهة أخرى أنه لا يوجد أي جدال بين الأئمة ووزارة الشؤون الدينية، مشيرا إلى أن رفع الاجور الذي يطالب به هؤلاء ليس من صلاحياته وأن أبواب الحوار تبقى دائما مفتوحة أمام النقابات التي تمثلهم.
وقال محمد عيسى خلال إشرافه على افتتاح أشغال الملتقى الأول حول الطريقة الرحمانية بالمتحف الجهوي للمجاهد بمدوحة، إن الزاوية الرحمانية خادمة العلم والمعرفة والثقافة الدينية ، جمعت الجزائريين ووحدت صفوفهم في ثورة الفاتح نوفمبر ولعبت دورا هاما في محاربة الاحتلال الفرنسي، ولا تزال تواصل مهامها في الدفاع عن وحدة الشعب الجزائري وتزرع اللحمة الوطنية وتعمل على سد الطريق أمام كل من يريد زعزعة أمن البلاد واستقرارها.
وأشار الوزير إلى أن الكلام عن الزوايا، هو الدفاع عن الوطن دون سلاح وسد الطريق أمام كل من يريد تفرقة أبناء الجزائر، مضيفا أن الزاوية الرحمانية دوخت الاستعمار الفرنسي الغاشم ووحدت الجزائريين عبر التاريخ وصنعت منهم هذا الشعب ورغم أن الاستعمار دام 132 سنة إلا أن الشعب حافظ على شخصيته وتجمع كلمته على الحق.
كما دعا الوزير أئمة الزوايا وشيوخ المساجد والمرشدين الدينيين، إلى التمسك بالمسعى الوطني لتعاليم الاسلام الحقيقي المستوحى من الكتاب والسنة ونشر مبادئه وسط المجتمع الجزائري الذي ينبذ العنف واللاإستقرار، كما دعا هؤلاء إلى العمل على تجفيف منابع التطرف الديني الذي تسبب في انهيار العديد من الدول وتخريب الامم، عن طريق نشر تعاليم دينية مزيفة.
وبخصوص المطالب التي رفعها الأئمة الى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف والمتعلقة خصوصا برفع الاجور، أكد محمد عيسى أنه لا يوجد اي جدال بينه وبين دائرته الوزارية، وقال إن مطالبهم التي عبروا عنها بمراسلات شخصية أو من خلال وسائط التواصل الاجتماعي والتي نقلتها النقابات هي مطالب مشروعة، الا ان مطلب رفع الاجور ليس من صلاحياته بل يخص الحكومة، مؤكدا أنه فتح باب الحوار أمام النقابات التي تمثل الائمة وستبقى دائما مفتوحة حتى مع الائمة أنفسهم.
وفيما يتعلق بالملتقيات الدينية التي تنظمها دائرته الوزارية، قال وزير القطاع إنه سوف يعقب ملتقى تيزي وزو الاول حول الطريقة الرحمانية، مجموعة من الملتقيات الأخرى تهتم بالمعطى العقائدي والتربوي والفقهي وتقاليد فعل الخير والتعاون، مشيرا إلى أن هذه الملتقيات كلها ورشات تهيئ الوزارة لصياغة القانون التوجيهي لقطاع الشؤون الدينية والأوقاف الذي يفترض أن يقدم للنقاش في مجلس الوزراء وعرضه على البرلمان بغرفتيه.
سامية إخليف