عيسى - الجزائر لا تخاف على أبنائها من الأديان الأخرى -
أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، أن الجزائر لا تخاف على أبنائها من الديانات الأخرى ، بل تتعايش مع تلك الأديان، و إحتفالية التطويب هي ليست لفتح الجراح ولكن لطي الصفحة وتمزيقها خاصة وأن هذا النشاط يندرج في اطار تدابير المصالحة الوطنية.
مشيرا أن مبادرة التطويب جزائرية كونها من اقتراح أسقف الكنيسة بالجزائر الذي هو جزائري ، وأن الكنيسة الكاثوليكية هي نموذج للالتزام بقوانين الجمهورية ، وتنسق مع السلطات العمومية ، وهي رسالة للذين لم يفهموا بعد أن الجزائر دولة قانون ، مثلما أفاد عيسى مضيفا بأن من لا يحترم قوانين الجمهورية لا يمكن أن تحترمه الجمهورية ، مبرزا أن الأمر ليس متعلقا باختلاف الدين ولكن بإرساء دولة القانون.
وقال الكاردينال أنجيلو بيشو، أن التطويب له عدة معاني للتسامح ومعرفة كيفية العيش مع الآخر ، و التطويب يبعث رسالة من خلال تضحية الرهبان من أجل البقاء في الجزائر رغم الظروف الصعبة، و الإحتفالية فرصة لتجديد التزام الكنيسة الكاثوليكية من أجل مواصلة التواجد في الجزائر لخدمة التسامح والأخوة مع الشعب الجزائري.
و أشرف أمس الجمعة وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى والكاردينال أنجيلو بيشو ممثلا عن بابا الفاتيكان، على تدشين كنيسة سيدة النجاة «سانتا كروز» بأعالي جبل مرجاجو بعد ترميمها على مدار 4 سنوات بتمويل من بلدية وولاية وهران والسفارة الفرنسية بالجزائر وبلغ المبلغ الإجمالي 600 مليون دج، حيث ستحتضن اليوم السبت أكبر تظاهرة دينية، وهي تطويب 19 راهبا مسيحيا اغتالهم الإرهاب خلال العشرية السوداء ، كما تم بالمناسبة تدشين ساحة العيش معا في سلام التي تتوسط فضاء الكنيسة والذي سيحتضن احتفالية التطويب، التي سيحضرها إلى جانب وزير الشؤون الدينية محمد عيسى، وزير الخارجية عبد القادر مساهل، وممثل بابا الفاتيكان الكاردينال أنجيلو بيشو و وفد فرنسي برئاسة الأمين العام لوزارة الخارجية وأوروبا «جون باتيست لوميون» ، إضافة إلى وفد هام من الفاتيكان إلى جانب أكثر من 100 شخص من عائلات الرهبان الذين سيتم تطويبهم، علما أن عائلات الرهبان وصلوا يوم الخميس المنصرم إلى تيبحرين بالمدية للوقوف على قبور ذويهم والترحم عليهم، علما أن الإحتفالية ستشهد أيضا حضورا إعلاميا قويا لمختلف قنوات العالم وعلى رأسها القناة التلفزيونية الخاصة بالفاتيكان.
وتم أمس الجمعة أيضا التدشين الرسمي لمسجد رباط الطلبة بأعالي حبل المرجاجو وبمحاذاة كنيسة سيدة النجاة، في تزاوج ديني توج سنة من المصادقة الأممية على مبادرة الجزائر «العيش معا في سلام» التي تصادف 8 ديسمبر، ودامت أشغال المسجد 4 سنوات ويتربع على مساحة 200 متر مربع، وسمي رباط الطلبة نسبة لطلبة القرآن الذين كانوا يتجمعون هناك للتصدي لهجمات الإسبان على مدينة وهران.
وكان وزير الشؤون الدينية والأوقاف قد دشن صباح أمس كذلك، مسجد الأمير عبد القادر بحي فلاوسن أين أدى صلاة الجمعة، وهو ثاني أكبر مسجد في الولاية بعد مسجد ابن باديس، ويعتبر هذا المسجد هبة من شركة توسيالي التركية لإنتاج الحديد و الصلب، ويقع في مدخل الولاية بتصميم معماري متميز ، ويتربع على مساحة تقدر ب 1,4 هكتار منها 7 آلاف متر مربع للمسجد والباقي لمرافق متعددة منها مدرسة قرآنية وسكن وقفي و7 محلات وقفية أيضا وحظيرة سيارات تتسع ل 80 سيارة.