* الهلال الأحمر يربط اتصالات مع شباب هاجروا بطريقة غير شرعية
انتقدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس أمس، بشدة الأصوات التي رسمت صورة سوداوية عن ظروف المعيشة بالجزائر، مما جعل بعض الشباب يقبلون على الحرقة وركوب قوارب الموت، ودعت هذه الأطراف
إلى التوقف عن ذلك، مقابل تبني خطاب الأمل، كما ناشدت رجال الدين ومختلف الجمعيات للمساهمة
بقوة في مكافحة ظاهرة «الحرقة».
تأسفت بن حبيلس في يوم دراسي تم تنظيمه بالتنسيق مع وزارة التضامن الوطني حول التلاحم الأسري ، لانتشار بعض الأصوات التي تريد أن تمارس السياسة باستغلال مآسي الآخرين ، بتشجيع الشباب على الحرقة ، في حين أن هذه الشريحة تحتاج إلى الخطاب الذي يبعث على الأمل ، وإلى الابتسامة والكلمة الطيبة ، داعية رجال الدين والسياسيين والإعلام و المدرسة ، ومختلف المنظمات الشبانية ، وكذا منظمات حقوق الإنسان ، لوضع اليد في اليد ومكافحة هذه الآفة ، لأن مسؤولية التصدي لها لا تقع على الحكومة أو على وزارة التضامن فقط.
وأيدت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة غنية الدالية موقف رئيسة الهلال الأحمر الجزائرية من ظاهرة الحرقة ، داعية الشباب إلى البقاء في أرض الوطن ، واستغلال الفرص المتاحة لهم ، مع التحلي بالصبر ومواجهة الصعوبات ، مؤكدة أن قطاعها ينسق مع دوائر وزارية مختلفة لتعزيز الفرص الموجهة لهذه الشريحة ، التي تشكل نسبة هامة في المجتمع ، لتمكينها من التكوين و العمل ، وضمان كرامتها ، مذكرة بأن وزارة التكوين المهني توفر صيغا مختلفة للتكوين ، فضلا عن فرص الاستثمار في إطار صيغ عدة توفرها وزارة العمل.
وحثت غنية الدالية الأسرة للقيام بدورها في إقناع الشباب بالبقاء في وطنهم والاستثمار وإيجاد الحلول للمشاكل الاجتماعية التي يعيشونها ، قائلة إن الغرب ليس بالجنة التي يعتقدها البعض ، متعهدة بالقضاء على كافة النقائص بتضافر كافة الجهود ، لأن الحلول يجب أن توجد هنا بأرض الوطن ، مبدية تفهمها للمآسي التي تعيشها عدة أسر بسبب فقدان أبنائها. كما شددت الوزيرة على الدور التي تقوم به وزارة التضامن للتكفل بالفئات الهشة، وبالأشخاص دون مأوى، من خلال ضمان المرافقة الطبية ومساعدتهم على إيجاد مأوى، كاشفة في هذا السياق عن تمكين 280 مسنا من العودة إلى أحضان أسرهم، بعد أن كانوا يقيمون بدور المسنين، فضلا عن تقديم الإعانات للفئات المحرومة التي تعيش ظروفا صعبة.
وأكدت بن حبيلس من جانبها ، على وجود إرادة سياسية قوية للتصدي للحرقة، بدليل إنشاء لجنة وطنية لمكافحة المتاجرة بالبشر ، وهي تضم مختلف الوزارات ، وكذا الهلال الأحمر الجزائري ، موضحة بأن الإشكال يكمن في الشبكات الإجرامية التي تعد الشباب بجنة النعيم ، مما يتطلب ضرورة توعية الشباب والحرص على تلاحم الأسر، لجعل الشاب يشعر بالآلام التي يسببها لأهله عند ركوب قوارب الموت.
ويقوم الهلال الأحمر حسب بن حبيلس ، بربط اتصالات ما بين شباب هاجروا بطريقة غير قانونية إلى دول عدة ، من بينها إيطاليا و إسبانيا ، و أهاليهم ، غير أنها اشتكت من قلة الوسائل لتحقيق هذا الهدف ، لذلك يتم حاليا تحيين الاتفاق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتدعيم إمكانيات الهلال الأحمر الجزائري لتحقيق هذا المسعى ، بالموازاة مع دعم العمل التحسيسي ، لأن مكافحة الهجرة السرية قضية الجميع ، وخاصة العائلة.
واعتبرت في ذات السياق وزيرة التضامن الحرقة من بين ظواهر التفكك الأسري ، داعية بدورها إلى التنسيق لإيجاد حلول للظاهرة، كما حثت وسائل الإعلام على مكافحة الهجرة غير الشرعية، وتوضيح مخاطر هذه المغامرة، لا سيما وأن الشباب والقصر الذين يركبون قوارب الموت، يعتقدون بأنهم سيعيشون حياة الرفاهية عند الوصول إلى الضفة الأخرى ، مشددة على أهمية السماع ل «الحراقة» الذين رجعوا إلى أرض الوطن لمعرفة الأسباب والعوامل التي تدفع بالشباب إلى مغادرة الوطن بطرق مأساوية ومؤلمة ، قائلة إنها تتقاسم مأساة الأسر التي فقدت أبناءها بسبب الهجرة غير الشرعية.
لطيفة/ب