الحكومة تسعى لبعث ثقافة السفر عبر القطار
أفاد وزير الأشغال العمومية والنقل عبد الغاني زعلان، بعنابة أمس، بأن إستراتيجية مصالحه الوزارية في مجال النقل عبر السكك الحديدية منصبة حاليا على استقطاب عدد أكبر من المسافرين، من أجل العودة إلى ثقافة القطار لدى المواطن الجزائري، بهدف تخفيف الضغط على الطرقات التي تعرف حوادث مرور كثيرة، وكذا اهترائها بسبب الحركة الكبيرة للسيارات والشاحنات.
أرجع الوزير في تصريح صحفي على هامش وضع حيز الخدمة قطار « كوراديا» عنابة – تبسة، سبب تراجع الإقبال على القطارات، إلى الظروف التي مرت بها البلاد أثناء العشرية السوداء وقال « كانت القطارات تعبر مناطق جبلية صعبة، وكان الإرهاب الأعمى يوقف القطار وينزل الركاب ويعيث في الأرض الفساد، ما أدى إلى توقف عدد كبير من الخطوط، وتوقفت معها ثقافة التنقل عبر القطار وكذا ممارسة أعوان السكة الحديدية، فمن الصعب الرجوع إلى نفس الديناميكية التي كانت من قبل لكن ذلك ليس مستحيلا، مشيرا إلى عمل مصالحه على بعدين، الأول اقتصادي من خلال ربط المؤسسات الإستراتيجية بالسكة الحديدية كالموانئ، لتسهيل عملية التصدير والاستيراد، وكذا قواعد الإمداد، والثاني اجتماعي بتحسين تنقل الأشخاص والمسافرين.
وأكد زعلان بأن الوزارة تعمل على تنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية المتعلقة، بتوسيع شبكة القطارات نحو المناطق الحدودية، حيث انطلق مشروع اقتناء القطار السريع «كوراديا» الذي يتمتع بسرعة 160 كلم في الساعة، عبر خط وهران بشار مرورا بعين الصفراء ومشرية، واليوم حسب الوزير تم الانتقال إلى أقصى شرق البلاد بإطلاق خط جديد يربط عنابة بتبسة، «عبر هذا الشريط الحدودي الآهل بالسكان، وتوافدهم الكبير على عنابة باعتبارها قطبا سياحيا وصناعيا هاما».
وحسب وزير النقل والأشغال العمومية، أطلقت الشركة الوطنية للسكك الحديدية عدة خطوط عبر قطار «كوراديا «، منها خط قسنطينة تقرت مرورا بمسيلة نحو الجزائر العاصمة، مع إعادة إطلاق نقاط جديدة لمرور القطار بعدة مناطق، بعد توقفها في فترة العشرية السوداء.
واستنادا للمتحدث، تسعى الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية وفقا لإستراتيجيتها الممتدة إلى غاية 2023 الوصول إلى نقل 17 مليون طن من البضائع و 60 مليون مسافر سنويا، وأكد الوزير بأن الأهداف المسطرة مرتبطة بالإمكانيات التي تعمل الشركة على توفيرها، منها اقتناء القطارات والعربات، تأهيل المسارات والقاطرات، وفتح خطوط جديدة.
وأشار زعلان إلى وجود برنامج ضخم للشركة الوطنية للسكة الحديدية جاري تجسيده، حيث ستصل إلى انجاز 6300 كلم من السكة الحديدية مع استلام جميع المشاريع الجارية في نهاية 2019، وفي أفاق 2035 سيصل طول شبكة السكة الحديدية إلى 12500 كلم.
وفي رد الوزير عن سؤال يتعلق بمدى صحة وجود مشروع في الأفق لاقتناء قطارات سريعة جدا « تي جي في»، قال زعلان « نحن الآن نعمل على القطارات السريعة، ونسعى إلى توسيع شبكة سكة الحديدية في منطقة الهضاب، هناك خط شمالي وأخر من الهضاب باتجاه تبسة إلى منطقة سليسن غربا، تربطها خطوط عديدة وصولا إلى الأغواط وتقرت وحاسي مسعود» وتهدف سياسة الحكومة حسب الوزير إلى تحويل خطوط السكة الحديدية، إلى مصدر للنمو الاقتصادي، عن طريق ربطها بالموانئ والقواعد اللوجستيكية والمصانع والمنشآت، وتحسين السرعة من 160 كلم في الساعة، إلى 220 كلم في ساعة كما هو مسجل عبر خط واد تليلات وهران.
وفيما يتعلق بحوادث القطارات والاعتداء عليها من قبل المواطنين، أوضح الوزير بأن مصالح وزارة النقل والأشغال العمومية، انطلقت في انجاز ممرات علوية على مستوى نقاط التقاطع والعبور، من أجل إزالة الممرات السطحية نهائيا، لتفادي الحوادث وكذا التقليل من سرعة القطاع التي لا تساعد المسافر، وفي هذا الشأن أشار الوزير إلى الانطلاق في انجاز 74 ممرا علويا. وعن ظاهرة رشق القطارات بالحجارة شدد الوزير على إعطاء تعليمات صارمة للتوجه إلى الإجراءات الردعية ومتابعة المتسببين في إلحاق أضرار بالعربات قضائيا، ومتابعة مسار الشكوى إلى غاية التعرف على الفاعل ومعاقبته، «ولا تتوقف القضية عند إيداع شكوى فقط لدى المصالح الأمنية المختصة»، إلى جانب التكثيف من الحملات التحسيسية التي انطلقت فيها الشركة الوطنية لسكك الحديد بالمناطق التي تسجل فيها الاعتداءات على القطارات مشدّدا على أن « الخسائر ستكون بالدرجة الأولى على المواطن الذي تتعطل مصالحه من جراء تخريب القطار». حسين دريدح