قفز الطلب على قارورات الغاز إلى 500 ألف قارورة يوميا جراء موجة البرد التي اجتاحت ولايات عدة، واستدعت هذه الوضعية من مؤسسة نفطال استحداث مخازن استراتيجية على مستوى النقاط السوداء، لا تستغل إلا في حال انقطاع الطرقات جراء سوء الأحوال الجوية.
طمأن المكلف بالإعلام بمؤسسة نفطال السيد جمال شردود في تصريح خص به «النصر» بوفرة غاز البوتان أو القارورات، بما يلبي الحاجيات اليومية للمواطنين من هذه المادة الاستراتيجية، كاشفا عن ارتفاع الطلب على عبوات الغاز إلى 500 ألف قارورة يوميا بسبب موجة البرد التي تخص عديد الولايات الشرقية والوسطى، في حين أن معدل الاستهلاك في الأيام العادية يتراوح ما بين 250 ألفا و300 ألف قارورة يوميا.
وكشف المسؤول بمؤسسة نفطال عن اتخاذ إجراءات عدة لضمان وفرة غاز البوتان خلال فصل الشتاء، أهمها استحداث مخازن استراتيجية على مستوى النقاط السوداء، أي المناطق البعيدة والمعزولة التي تتضرر من التساقط الكثيف للثلوج والأمطار جراء انقطاع الطرقات، موضحا بأن اللجوء إلى استغلال هذه المخازن لا يسمح به إلا عند الانقطاع التام لحركة السير بسبب سوء الأحوال الجوية، حيث تستعصي عملية توزيع الغاز المعبأ، مؤكدا بأن أول مركبة تعبر الطرقات المقطوعة بعد فتحها من قبل أفراد الجيش الشعبي الوطني، هي شاحنات توزيع غاز القارورات لتصل إلى المناطق المحاصرة بالثلوج، بهدف تمكين قاطني المناطق الجبلية والباردة من مواجهة قساوة الطقس.
وأكد المصدر استعداد مؤسسة نفطال لمضاعفة الانتاج وتلبية الطلب على قارورات الغاز، حتى وإن وصل إلى 700 ألف قارورة يوميا، بفضل توفر الوسائل والإمكانيات لمواجهة موجة البرد، مع وضع تدابير تتسم بالمرونة لتكييفها مع المستجدات، من بينها مضاعفة عدد الفرق التي تعمل على مستوى مراكز التعبئة، من فريقين إلى ثلاث فرق يوميا، لمنع حدوث ندرة أو نقص في التموين، لا سيما خلال موجات البرد التي تستدعي استعمال هذه الطاقة في التدفئة، وفي مجالات أخرى عدة، إذ تعمل الدولة على توفير غاز البوتان بصفة مستمرة طيلة أيام السنة، وتضع لأجل ذلك برنامجا محكما خلال فصل الشتاء.
ولضمان استقرار أسعار قارورات الغاز المحدد ب 200 دج للقارورة الواحدة على مستوى جميع المناطق، ومنع المضاربة، اتخذت نفطال قرارا يقضي بإشراك الأعيان ورؤساء البلديات في ضمان التوزيع المنتظم لغاز البوتان بالمناطق التي لا تتوفر على مخازن استراتيجية، لكونها ليست مدرجة ضمن النقاط السوداء، لكنها قد تتضرر من سوء الأحوال الجوية وتعاني من انقطاع الطرقات خلال هذا الفصل، وتتحول بدورها إلى نقاط سوداء، وذلك بوضع العدد الكافي من عبوات الغاز تحت تصرف الأعيان أو الأميار للإشراف على عملية توزيعها، بهدف قطع الطريق أمام المضاربين، وضمان استقرار الأسعار، وأن لا ترتفع إلى أكثر من 250 دج للقارورة، وذلك في حال احتساب تكلفة التوزيع من قبل الناقلين الخواص، علما أن سعر هذه العبوات ارتفع إلى مستويات خيالية في بعض المناطق، ووصل إلى 1000 دج وفق ما كشف عنه المتحدث.
وتعتمد مؤسسة نفطال على النشرات الجوية الخاصة التي ترسلها مصالح الأرصاد الجوية عند اتخاذ الإجراءات لمواجهة الحالات الاستثنائية، التي تفرض مضاعفة الجهود وفرق العمل، كما يتم التعاون مع مصالح الحماية المدنية في إطار لجنة متابعة تنصب على مستوى المديرية العامة لنفطال، وتعمل بالتنسيق مع مديريات الطاقة عبر الولايات لتوفير غاز البوتان بصفة عادية دون انقطاع مهما كانت طبيعة الأحوال الجوية.
وتشرع هذه المؤسسة وفق ما كشف عنه السيد شردود، في التحضير لموسم البرد خلال شهر أفريل من كل سنة، أي مباشرة بعد انتهاء آجال المخطط الخاص بفصل الشتاء المنقضي، حيث يتم تقييم النتائج المحققة وحصر السلبيات، مع وضع تدابير جديدة وإعادة تهيئة مراكز التعبئة، بالتنسيق مع مدراء الطاقة والأميار، إلى جانب إحصاء الحاجيات على مستوى كل ولاية، لتدعيم قدرات الإنتاج حسب حجم الطلب.
لطيفة بلحاج