وفـــاة الـمناضلـــة جـوزيـت أودان
توفيت جوزيت أودان، أرملة موريس أودان، التي كرست 16 سنة من عمرها للبحث عن حقيقة اغتيال زوجها، يوم السبت بباريس عن عمر يناهز 87 سنة.
و قد عاشت هذه السيدة الشجاعة و الصبورة و المناضلة ضد الاستعمار، كل هذا الوقت الى أن يتنقل الرئيس ايمانيول ماكرون إلى منزلها شهر سبتمبر الماضي ليطلعها بالاعتراف الرسمي لاغتيال موريس من طرف الجيش الفرنسي مشيرا إلى أهمية التعريف بهذه القضية بشجاعة و بوضوح.
كما اعترف رسميا بأن فرنسا أسست "لنظام" يلجأ إلى "التعذيب" إبان حرب التحرير الوطنية من خلال اللجوء إلى " تعذيب" الجزائريين و كل الأشخاص الذين يدعمون استقلال الجزائر.
و اعتبرت أرملة أودان أن هذا التصريح من رئيس فرنسي انتصارا سياسيا حتى و إن جاء بعد 61 سنة.
واضطربت حياة جوزيت يوم 11 يونيو 1957 عندما كان سنها 25 حينما تم إيقاف زوجها من طرف الجيش الاستعماري ليكون في تعداد المفقودين من بعد.
و بالنسبة لنضالهما من أجل القضية الجزائرية, شرحت جوزيت أودان أن الزوج كان واعيا بالأخطار التي سيواجهانها مضيفة أن موريس و هي كانا ناقمين من المستعمر.
كما قالت "لم نكن نتحمل رؤية الأطفال و هم يلمعون الأحذية في الشوارع عوض الذهاب الى المدرسة".
و يذكر أن قضية اغتيال موريس أودان طرأت من جديد عندما أفشى النائب سيدريك فيلاني, القريب من الرئيس ماكرون و من أسرة أودان سرا لايمانويل ماكرون الذي أخبره بأن الجيش الفرنسي هو من اغتال في يونيو 1957 أستاذ الرياضيات و المناضل من أجل استقلال الجزائر.
في فبراير 2018، أعادت شهادة لمجند فرنسي يعتقد أنه قام بدفن جثة موريس أودان، بعث المطالبة بالحقيقة حول هذه الجريمة التي تعود لـ 61 سنة مضت.
و قال هذا الجندي "أعتقد أنني قمت بدفن جثة موريس اودان" حيث أكد هذا الشاهد وحشية الجيش الفرنسي إزاء الجزائريين خلال حرب التحرير و الذي فضل عدم الافصاح عن هويته و أنه في خدمة عائلة أودان.
كما صرح أن الأحداث جرت في مزرعة بمنطقة الفندوق (خميس الخشنة حاليا) حيث كانت توجد داخل كوخ مغلق "جثتان ملفوفتان بلحافين و مخبأتان تحت التبن.
وأج
الرئيس بوتفليقة يشيد بمناضلة ضد الاستعمار
بعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة برقية تعزية الى عائلة جوزيت أودان التي وافتها المنية يوم السبت عن عمر 87 سنة أثنى فيها على "مناضلة من الرعيل الأول ضد الاستعمار".
وكتب رئيس الجمهورية: "ببالغ الحزن والأسى، تلقيت نبأ وفاة المناضلة من الرعيل الأول ضد الاستعمار، جوزيت أودان".
كما أشاد رئيس الدولة "بكثير من التأثر بهذه السيدة العظيمة التي خاضت طوال حياتها معركة دون هوادة لإظهار الحق حول اغتيال زوجها وتعرضه للتعذيب إبان حرب التحرير الوطني".
وأضاف "ستحفظ لها ذاكرتنا أبد الدهر شجاعتها وإصرارها وقوة قناعاتها والتزاماتها".
وختم الرئيس برقيته يقول: "في هذا الظرف الأليم، أتقدم الى ابنيها ميشال وبيار وكافة أفراد أسرتها وأقاربها وأصدقائها بتعازي الخالصة وأخلص عبارات
المواساة".
وأج