الأفارقة يقترحون الجزائر للتجربة الثالثة «للدرون» في مكافحة الجراد
أوضح محمد أمين حموني الأمين العام التنفيذي للجنة مكافحة الجراد المهاجر، أن دول غرب إفريقيا والساحل تعمل حاليا على تطوير ميكانيزمات تكنولوجية جديدة لمكافحة غزو الجراد لأراضيها، وأبرز هذه التكنولوجيات وفق المتحدث هي استعمال الطائرات دون طيار «الدرون» في عمليات المراقبة والتقصي، مذكرا بأن التجارب الأولية لهذه الطائرات بدأت مؤخرا في موريتانيا، وفي بعض مناطق تشاد ويتم التحضير حاليا للقيام بثالث تجربة ميدانية عملياتية هذه المرة في الجزائر وهذا في غضون شهر أكتوبر من السنة الجارية.
وأكد محمد أمين حموني الأمين العام التنفيذي للجنة مكافحة الجراد، أمس على هامش اللقاء الذي جمع 10 دول من غرب إفريقيا والساحل بفندق الفينيكس بوهران، أن التجارب الأولى «للدرون» أظهرت الحاجة للتحكم أكثر في استعمال الطائرات دون طيار من طرف التقنيين حتى تكون النتائج مضبوطة ومناسبة، خاصة مسألة تلقي المعلومات والصور وتحليلها ودراستها في الوقت المناسب، معتبرا التجربة المقترح إجراؤها في الجزائر قبل نهاية العام الجاري، مهمة جدا كونها ستكون عملياتية وليست تقنية فقط، ولكن تتطلب الأمر توفير شروط منها أساسا البيئة والظروف الطبيعية الملائمة، منبها أنه في حال عدم توفر هذه الشروط يحتمل اللجوء لبلد آخر من بين 10 بلدان معنية لتجسيد التجربة، مضيفا في تصريح للصحافة على هامش الفعالية، أنه على الدول المعنية إنشاء وحدات مستقلة لمكافحة الجراد، للقيام بالمراقبة الدائمة لأنه في كل منطقة يوجد الجراد بصفة دائمة لأن الظروف المناخية والطبيعية مناسبة، ومن هذه المناطق تنطلق أسراب الجراد نحو المناطق الأخرى لدى يجب مراقبتها قبل ذلك والقيام بعمليات مكافحة استباقية، مشيرا أنه تم تنصيب قوة تدخل جهوية العام الماضي وهي مرتكزة في موريتانيا للتدخل السريع في حال تعجز الدول المجاورة عن التصدي لاكتساح الجراد لأراضيها.
من جهته، قال الدكتور بن سعد حميد نائب المدير العام للمعهد الوطني لحماية النباتات، أن إستراتيجية الجزائر لمكافحة غزو الجراد تندرج ضمن أساليب المكافحة الوقائية الاستباقية، أي التصدي لأولى تجمعات الجراد قبل تكاثره وانتشاره وهذا منذ 2006، حيث تم توفير كل الوسائل والتجهيزات اللازمة للتصدي لهذه الظاهرة التي تهدد داخليا هكتارات من الأراضي الفلاحية وكذا الحدود الوطنية كون الدول المجاورة يكثر فيها الجراد لتوفر الظروف الملائمة له وهذا خاصة في موريتانيا، وبعض المناطق في مالي والنيجر، معتبرا أنه لحد الآن تعتبر وسائل المكافحة الوقائية التي انتهجتها الدول المعنية منذ 2004، ناجعة بالنظر لكون المنطقة لم تشهد غزوا مكثفا لأسراب الجراد على مدار 14 سنة الماضية، منوها أيضا بفعالية مخططات تسيير المخاطر التي تعتمد عليها هذه الدول المعنية بالظاهرة، مبرزا أن الهدف من اليوم الدراسي أمس، هو العمل على وضع برنامج تكويني لعدة تخصصات المطلوبة في عمليات المكافحة وهذا على مدار الأربعة سنوات المقبلة، والوقوف على نتائج البرامج السابقة من حيث إيجابياتها وتدارك النقائص المتعلقة بها.
أما ممثل وزارة الفلاحة فيلالي رابح، فركز على أن البرامج التكوينية هي فرصة كبيرة لتوفير التقنيين والمهندسين المختصين من أجل تجسيد برامج المكافحة وتطويرها، خاصة وأن الاعتماد مستقبلا سيكون على التكنولوجيات الحديثة، منوها بالوسائل الكبيرة التي وفرتها الجزائر لحماية الأراضي الفلاحية من غزو الجراد وكذا منعه من دخول أراضيها عبر الحدود، مشيرا أيضا لوجود معهد للأبحاث في أساليب وطرق مكافحة أسراب الجراد والتصدي لها و مقره في تمنراست ليكون إطاراته على مقربة من المناطق المعنية.
للعلم، فإن هذا اللقاء سيستمر لغاية 7 فبراير الجاري بفندق الفينيكس في وهران، ويضم مسؤولين وممثلي 10 دول المعنية بظاهرة غزو الجراد وهي : الجزائر، المغرب، مالي، النيجر، موريتانيا، تشاد، السينغال، بوركينا فاسو، تونس وليبيا لم تكن ممثلة أمس في الاجتماع.
بن ودان خيرة