نظم نقابيون ينتمون للاتحاد العام للعمال الجزائريين، وقفة احتجاجية، ضد الأمين العام عبد المجيد سيدي السعيد أمام مقر المركزية النقابية بساحة أول ماي. تحولت إلى مناوشات وعراك استعملت فيه السلاسل والهراوات، بعد تدخل مؤيدين للامين العام الحالي الذين عمدوا إلى إغلاق البوابة الرئيسية لمبنى دار الشعب، أمام النقابيين المحتجين، الذين حاولوا الدخول.
شهدت الوقفة الاحتجاجية التي قام بها عشرات النقابيين صباح أمس، أمام مقر الإتحاد العام للعمال الجزائريين مواجهات عنيفة بالأسلحة البيضاء والسلاسل. حيث قام عدة أشخاص يحملون سلاسل وأسلحة بيضاء بالتهجم على المحتجين أمام البوابة الرئيسية لمبنى دار الشعب. ليتدخل أعوان الشرطة الذين قاموا بتوقيف 3 أشخاص وتحويلهم إلى أحد المراكز الأمنية القريبة من مقر الاتحاد العمالي.
ورفع العشرات من النقابيين المحتجّين أمام مقر المركزية النقابية قادمين من مختلف الولايات و القطاعات على غرار اتصالات الجزائر و نفطال و الصحة و مؤسسة تسيير مراكز الردم .. شعارات تدين ممارسات الأمانة العامة للاتحاد العام للعمال الجزائريين بقيادة سيدي السعيد المطالب بالرحيل فورا من منصبه، و تتهمه بإقصاء النقابيين الحقيقيين وتزكية الدخلاء بالتزوير.
وشهد الاتحاد العام للعمال الجزائريين منذ بداية الحراك الشعبي “تمرّد” العشرات من النقابات على الاتحاد بسبب قرارات وخطاب الأمين العام للمركزية النقابية. وأصبح المطلب الرئيس للنقابات والعمال هو رحيل عبد المجيد سيدي السعيد. وتحدث نقابيون عن الشروع في التحضيرات لعقد مؤتمر استثنائي للإطاحة بالرجل الذي يقود منذ أكثر من عشريتين أكبر تنظيم عمالي في البلاد.
وذكر عضو قيادي في المركزية النقابية، بأن اللّجنة الوطنية المركزية التي تعد أعلى هيئة في الاتحاد، و التي تملك صلاحية إقالة الأمين العام أو سحب الثقة منه و أمانته العامة، تعمل حاليا على التحضير لندوة استثنائية جامعة تنعقد أشغالها في أجل أقصاه عشرة أيام من أجل بحث سبل سحب الثقة من سيدي السعيد، و تعيين أمين عام لقيادة المرحلة الانتقالية في هذه المؤسسة .
ويسعى المعارضون للامين العام الحالي، لعقد ندوة وطنية بحضور كل النقابيين الراغبين في تنحية الأمين العام، للاتفاق حول الخطوات الواجب تنفيذها لتجسيد هذا المطلب، وستكون هذه الندوة بمثابة بداية التحضير لمؤتمر وطني يجمع كل النقابيين الذين تم إقصاؤهم في عهد سيدي السعيد ليتم خلالها إقصاء القيادات غير الشرعية و التي تمت تزكيتها بالتزوير.
ويوضح القيادي السابق في الاتحاد، منير لطراوي، أن النقابيين يمثلون جبهة تطهير الاتحاد من القاعدة، أي أنه حراك عمالي نقابي عفوي من 48 ولاية. وأضاف المتحدث أن الاحتجاج سيستمر كل يوم سبت إلى غاية الإطاحة بسيدي السعيد والأمانة الوطنية، مفيدا بأن العمال يطالبون بالتغيير والعودة إلى مبادئ عيسات إيدير وإعادة الاعتبار للنقابيين الأحرار والعمال.
ويؤكد نقابيون، إن الوقفات الاحتجاجية أمام مقر الاتحاد لن تتوقف رغم أسلوب « التخويف» الذي يستخدمه الموالون للامين العام الحالي، كما أفاد نقابي سابق بأن العمال يرفضون الهياكل التي تم فرضها من طرف الأمانة العامة، وأعلنوا إعادة هيكلة كل المجالس والفدراليات واللجان بعد رحيل سيدي السعيد ومحيطه. ولم نتمكن من الدخول إلى مقر المركزية النقابية لتسجيل موقف القيادة مما يحدث.
ع سمير