نفت وزارة الثقافة تعرض قبور أثرية تعود إلى فجر التاريخ بمنطقة بونوارة في قسنطينة للتهديم بسبب نشاط المحاجر الموجودة بجبل مازلة، فيما أعلنت أن مصالحها ستشرع في عملية جرد للموقع.
ونشرت وزارة الثقافة البيان ليلة الاثنين، على صفحتها بمنصة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، حيث جاء بعد سويعات قليلة من تنقل لجنة مكونة من إطارات تابعين لقطاع الثقافة وقطاع الصناعة والمناجم على مستوى ولاية قسنطينة لمعاينة الموقع الأثري ببونوارة، وهو ما أكدته الوزارة في البيان الذي أورد “أنه تم تسخير فريق تحت إشراف مديرية الثقافة لولاية قسنطينة ومكون من مختصين في الآثار وخبراء ومهندسين عملوا بالتنسيق مع السلطات المحلية للولاية وعلى رأسها مديرية الصناعة والمناجم”، فيما نبهت في البداية أن المنشور يأتي ردا على “المعلومات المتداولة بصفحات التواصل وبعض الجرائد بخصوص تهديم معالم جنائزية متمثلة في قبور منضدية، بالمقبرة الميغاليتية لبونوارة بقسنطينة”.
ولاحظت اللجنة، بحسب البيان، أن الحيز المخصص “منذ عديد السنوات” للاستغلال المنجمي “محترم”، ولم يسجل المكان أي تعدّ على نطاق الموقع الأثري، كما خلصت أن الموقع الأثري ليس مهددا بالاستغلال في إطار النشاط المذكور أو الهدم بعكس المعلومات المتداولة. ووجهت وزارة الثقافة تعليمات إلى الهيئات التابعة لها من أجل الشروع في عملية جرد لجميع المواقع المعنية، مع تحيين محيط الحماية الخاص بها، بحسب نفس البيان.
وتجدر الإشارة إلى أن القضية تعود إلى نشر سيدة إيطالية مختصة في الآثار لعريضة على موقع “أفاز” موجهة لوزارة الثقافة ومنظمة اليونسكو، لمطالبتهما بالتدخل وحماية المقبرة الميغاليتية ببونوارة، الأكبر في شمال إفريقيا، بعد ملاحظتها عمل آليات تابعة لمحجرة في الجهة الغربية لجبل مازلة بالقرب من الطريق الوطني رقم 20 خلال زيارة إلى المكان، حيث جاء في العريضة، التي تجاوز عدد موقعيها المائتين حاليا، أن قبورا منضدية قد تعرضت للهدم بالإضافة إلى رسوم جدارية تعود إلى ما قبل التاريخ. وقد أثارت القضية جدلا بين المختصين وتم تداول مضمون العريضة على نطاق واسع لأهمية هذا الموقع الأثري الذي ما زال محاطا بالكثير من الألغاز.
سامي .ح