مستوى المواضيع والتأطير الجيّد يرفع معنويات المترشحين
سارت امتحانات البكالوريا في يومها الرابع في ظروف هادئة، وأجرى المترشحون في الشعب المختلفة، امتحان التاريخ والجغرافيا في أريحية تامة، بالنظر إلى مستوى المواضيع التي كانت في المتناول، واعتمد جل مضمونها على الفهم والتحليل بدل الحفظ، وفق استراتيجية جديدة اعتمدتها الوزارة.
وخرج الطلبة الممتحنون من مراكز الإجراء بعد انقضاء الفترة الصباحية وهم يشعرون بنوع من الارتياح، بسبب اجتياز أغلب المواد المقررة على امتداد اربعة ايام متواصلة في ظروف جيدة، لا سيما بالنسبة لطلبة شعبة الآداب الذين أنهوا أمس امتحانات البكالوريا، باجتياز مواد التاريخ والجغرافيا والأمازيغية بالنسبة لمن درسوا المادة، على غرار طلبة باقي الشعب الذين أجروا أمس نفس الامتحانات.
وتنفس طلبة الآداب واللغات الصعداء بإجراء امتحانات البكالوريا في ظروف حسنة، في غياب تام للغش الجماعي وتسريب المواضيع، أو الإقصاءات بسبب التأخر في الوصول إلى مراكز الإجراء ببضع دقائق، واجمع عديد المترشحين على المستوى الجيد للمواضيع التي تمحورت حول المقرر الدراسي، واعتمد بعضها على التركيز والتحليل، ما جعل بعض المترشحين يشعرون بنوع من الارتباك خشية عدة تقديم الإجابات الصحيحة، لكن سرعان ما تبددت المخاوف بعد قراءة الأسئلة بطريقة متأينة، والشروع في معالجتها عن طريق التحليل والمقارنة، واستذكار المقرر الدراسي.
كما كان موضوع اللغة الأمازيغية الذي تم اجتيازه في الفترة المسائية في المستوى، ولم يطرح أي مصاعب للمترشحين الذين درسوا المادة وحضروا للامتحان بشكل جيد، نفس الانطباع ارتسم أمس على وجوه معظم الطلبة المترشحين لاجتياز البكالوريا، في انتظار أن ينهي طلبة باقي الشعب العلمية والتقنية اجتياز ما تبقى من المواد، لا سيما بالنسبة لمترشحي شعبة العلوم التجريبية وتقني رياضيات، وشعبة الرياضيات، الذين سيجرون اليوم الامتحان في مادتي الفيزياء والفلسفة، وتعد الفيزياء من بين مواد الاختصاص التي تتطلب التحضير الجيد والمراجعة، للتفاعل بشكل جيد مع المواضيع يوم الامتحان.
وسيمتحن اليوم طلبة شعبة التسيير والاقتصاد في مادتي الاقتصاد والمناجمت والفلسفة في الفترة المسائية، في آخر أيام الامتحانات شهادة البكالوريا لدورة جوان 2019، لتنهي وزارة التربية الوطنية تنظيم البكالوريا في ظرف خاص تعيشه الجزائر، يتميز بالحراك الشعبي المطالب بالتغيير، وفتح ملفات الفساد من قبل العدالة، وانشغال الطبقة السياسية بالبحث عن حل توافقي للخروج من الأزمة وتنظيم انتخابات رئاسية في ظل الشفافية والديمقراطية، فضلا عن اهتمام كافة شرائح المجتمع من بينهم الطلبة، بالتطور المتسارع للأحداث منذ إلغاء الانتخابات الرئاسية.
وتمكنت الوصاية لأول مرة منذ حوالي ثلاث سنوات، من تنظيم بكالوريا في جو من الطمأنينة والسكينة، غابت فيه لغة التهديد والوعيد، والحديث عن الترسانة القانونية لمعاقبة الغشاشين، كما برز بوضوح التنسيق مع الجهات الأمنية لتأمين مراكز الإجراء، والتشويش على شبكات التواصل الاجتماعي، وساهم الخطاب الجديد للوزارة في طمأنة التلاميذ وخلق علاقة ثقة بينهم وبين الوصاية، مع ساهم في توجيه اهتمام المترشحين للتحضير النفسي والبيداغوجي للبكالوريا، لتحقيق التفوق والتسجيل في التخصصات المرغوب فيها.
تراجع حالات الغش وقرارات بالإقصاء في حق المتورطين
وسجلت امتحانات البكالوريا لدورة جوان 2019 تراجعا ملحوظا في عدد حالات الغش، بفضل الحراسة المشددة، واستعمال تقنيات التشويش، فضلا عن قطع شبكات التواصل الاجتماعي فور انطلاق الامتحانات، ولم يؤثر تداول بعض المواضيع، جلها كانت مغلوطة على سير الامتحانات، ومن ضمن حالات الغش، تسجيل حالة واحدة أمس بمركز «بشنون السعدي» ببلدية فرجيوة ولاية ميلة، بعد ضبط أحد المرشحين الأحرار من شعبة التسيير والاقتصاد متلبسا بالغش، باستعمال القصاصات المصغرة في امتحان مادة التاريخ والجغرافيا الذي جرى في الفترة الصباحية، وتم طرد المترشح بعد تحرير محضر اثبات حالة الغش.
وأكد الممتحنون بالولاية جيجل سهولة امتحان التاريخ والجغرافيا، على غرار المواضيع الخاصة بالأيام الثلاثة الأولى التي تم استلهامها من المقرر، لا سيما بالنسبة لمن حضروا جيدا لاجتياز الشهادة، آملين في تحقيق النجاح، معبرين عن ارتياحهم للجانب التنظيمي، بفضل التسهيلات التي وفرها رؤساء المراكز، والمرافقة النفسية على مستوى مختلف المراكز التابعة للولاية، التي سجلت نسبة غيابات في حدود 13 بالمائة.
450 مترشحا يتخلفون عن إجراء البكالوريا بعنابة
وسجلت مراكز الاجراء بعنابة، أمس، في اليوم الرابع لامتحان شهادة البكالوريا ارتفاعا في عدد الغيابات وصل الى 450 حالة بزيادة قدرت بـ 2 بالمائة يوميا، وعبر ممتحنون بثانوية «القديس أوغستين»، شعبة آداب عن ارتياحهم لسهولة الأسئلة خاصة في مادة التاريخ والجغرافيا، فيما أبدى أصحاب الشعب العلمية عدم رضاهم لطبيعة الاسئلة التي تناولت موضوع حول الاتحاد السوفياتي، كما شعر بعض الطلبة بالتعب بفعل ارتفاع درجات الحرارة.
كما أبدى أغلب المترشحين بولاية الوادي ارتياحا كبيرا في اليوم ما قبل الأخير لامتحانات البكالوريا، حيث تم إجراء مادة التاريخ والجغرافيا، لا سيما مع تحسن المناخ طيلة أيام الامتحانات حيث لم تتعدى الحرارة 40 درجة، الأمر الذي ساهم حسبهم في تخفيف الضغط عنهم، خاصة خلال مغادرة مراكز الإجراء بعد نهاية الفترة الصباحية.
المراسلون/لطيفة/ب