خرج أمس الجمعة مواطنون عبر عديد مدن الشرق الجزائري في مسيرات للأسبوع 19 على التوالي، رافعين العلم الوطني بقوة و عبروا عن تمسكهم بمطلب رحيل رموز النظام و تعزيز محاربة الفساد و مطالبين بضرورة احترام الإرادة الشعبية و مواصلة محاربة الفساد، مؤكدين أنهم فقدوا الثقة في الأسماء التي تحاول لعب آخر أوراقها، معتبرين أن الحل يكمن في إعادة الكلمة للشعب.
بقسنطينة خرج المواطنون في مسيرة الجمعة 19 على التوالي، للتأكيد على ضرورة رحيل رموز النظام السابق، وذلك في مظاهرة عرفت مشاركة أقل من حيث العدد مقارنة مع الأسابيع القليلة الماضية.
وعلى الرغم من حرارة الطقس التي ميزت جمعة أمس، إلا أن القسنطينيين واصلوا حراكهم الشعبي، من أجل المطالبة برحيل جميع رموز النظام السابق، وعلى رأسهم رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، والوزير الأول نور الدين بدوي، معتبرين أن ذلك يعتبر خطوة أساسية للمضي في بناء الجمهورية الثانية، مؤكدين أن بقاء هذه الوجوه في السلطة يعني بالضرورة بقاء جذور النظام السابق.
كما اعتبر المتظاهرون أن استمرار الانسداد الذي تعيشه البلاد أمر خطير، والحل يكمن في إعادة الكلمة للشعب من خلال التطبيق الفوري للمادتين 7 و8 من الدستور.
الجواجلة يثمنون ما تقوم به العدالة من محاربة للفساد
و عاشت أمس ولاية جيجل أجواء مسيرة الجمعة، التي تعود عليها الجواجلة في نقل رفضهم لبقاء بعض وجوه النظام السابق. وقد انطلق المشاركون في المسيرة من أمام مقر البلدية، وجابوا عددا من الشوارع الرئيسة بالمدينة رافعين شعارات تطالب بدولة مدنية ورحيل بدوي وبن صالح، معتبرين بأن المطالب واضحة وتتمثل في رحيل أوجه النظام السابق، مشيرين بأن الإصلاحات الجارية، لا تحقق طموحات الشعب، وغير مقبولة، كونها جاءت من وجوه النظام السابق، فيما ثمن، متحدثون، ما تقوم به العدالة من محاربة للفساد.
وعرفت المسيرة حضورا متوسطا، مقارنة بالمسيرات السابقة، بررها مشاركون بحرارة الجو.
وبأم البواقي .. «الجيش والشعب.. خاوة.. خاوة»
وبأم البواقي أجمع، أمس، عشرات المشاركين في المسيرة الـ 19 من الحراك الشعبي، على المطالبة بالتأسيس لدولة مدنية، والإسراع في تجسيد بنود المادتين 7 و8 من الدستور، لتنظيم انتخابات في أقرب الأوقات، وتجسيد المطالب الشعبية، بعيدا على أية مزايدات.
المسيرة التي انطلقت زوالا من محيط دار الثقافة نوار بوبكر بمدينة أم البواقي، باتجاه مقر الولاية ثم صوب ساحة الصندوق الولائي للضمان الاجتماعي للعمال الأجراء، عرفت إجماعا على رفع الراية الوطنية، على الرغم من التباين في بعض المطالب المرفوعة، ولو أن أغلب من أكمل المسيرة من شبان وكهول وحتى بعض النسوة رددوا طويلا «الجيش والشعب.. خاوة.. خاوة»، في الوقت الذي ردد المشاركون في المسيرة شعارات «بركات.. بركات...بركات من حكم ودستور العصابات» و»كفانا مراوغات.. تطبيق المادتين 7و8 لنذهب للانتخابات»، وأكد من شارك في المسيرة التاسعة عشرة بأنهم مستمرون في تنظيم مسيرة كل يوم جمعة، حتى تسقط العصابة، واعتاد بعض المشاركين في المسيرة صناعة لافتة عملاقة يزينون بها واجهة إحدى العمارات المقابلة لوكالة «كناص» أم البواقي، غير أن اللافتة العملاقة غابت هي الأخرى في مسيرة أمس.
بسطيف لم تمنع الحرارة الشديدة على عاصمة الهضاب العليا، مواطني الولاية من الخروج بقوة للحراك، والذي كان صورة طبق الأصل عن الجمعات السابقة، من خلال التجمع أمام مقر الولاية، مع القيام بمسيرة جابت بعض الشوارع الرئيسة لعاصمة الولاية. وقد ردّد الحضور العديد من الشعارات على غرار «ارحلوا ارحلوا»، «يا نظام ينتظركم سجن الحراش»، «الحكم للشعب»، «مدنية سلمية».
ورفعت الراية الوطنية بقوة في الحراك، في وقت بثت الأغاني الوطنية عبر مكبّرات الصوت. للإشارة فقد كان التضامن واسعا بين المواطنين، من خلال توزيع قارورات المياه.
الحرارة لم تمنع مئات المتظاهرين من الخروج في باتنة و سطيف
ونادى أمس المتظاهرون في حراك الجمعة بولاية باتنة بالدولة المدنية ولم تمنع الحرارة المئات من المتظاهرين من الخروج للشوارع ومواصلة التظاهر وكانت جمعة أمس بمثابة الموعد لتجديد طرح مطالب تغيير النظام، عندما أجمع المتظاهرون على مطلب رحيل ما تبقى من رموز النظام السابق وعلى رأسهم بن صالح وبدوي، كما دعوا من خلال الشعارات والهتافات إلى عدم الانسياق وراء كل ما قد يتسبب في التفرقة بين الجزائريين.
واصل سكان ولاية ميلة تسجيل حضورهم الأسبوعي في الحراك الشعبي للمطالبة بتنحي رموز نظام الرئيس المستقيل ومحاسبة المفسدين منهم الذين نهبوا خيرات الشعب وإلحاقهم جميعا بالسجن، وعلى الرغم من الحرارة إلا أن العديد من المواطنين على اختلاف جنسهم وفئاتهم العمرية لم يثنهم ذلك عن الخروج رافعين الرايات والشعارات المطالبة بإرجاع الوطن لأبنائه.
وجدد المواطنون المشاركون في مسيرة تبسة المطالب التي سبق وأن تم رفعها، وأكدوا بمناسبة الجمعة 19 من عمر الحراك على مدنية الدولة، داعين إلى بناء المسار الديموقراطي، وتنظيم مرحلة انتقالية تسند فيها عملية تسييرها لشخصيات وطنية، كما ثمنوا تحركات العدالة في سياق معالجة ملفات الفساد، ودعوا إلى استمرارها، وضرورة رحيل رموز النظام، هاتفين في الوقت نفسه ب «سلمية سلمية، ولا حكومة مصالح، لا بدوي لا بن صالح وغيرها من الشعارات»، كما تحدى المتظاهرون أمس بعنابة حرارة الطقس وخرجوا في مسيرات رافضة للانتخابات في ظل الباءات، ومنددين بالتفرقة والجهوية، كما رفعوا شعارات تؤكد على وحدة الشعب والمطالب، ورددوا طويلا هتافات « سلمية سلمية مطالبنا شرعية».
شهد عصر الجمعة الـ 19 من الحراك الشعبي خروج المئات من المواطنين بعاصمة الولاية الوادي والمقاطعة الإدارية المغير على الرغم من الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة، إلا أن الشباب وحتى الشيوخ واصلوا خروجهم إلى الشارع مرددين شعارات أكدوا من خلالها رفضهم الدخول في أي حوار تنظمه الوجوه القديمة وعلى رأسها رئيس الدولة عبد القادر بن صالح والوزير الأول نور الدين بدوي، كما جدّد المتظاهرون مطالب فتح تحقيقات على المستوى المحلي تتعلق بمسؤولين سابقين في الولاية تلاعبوا حسبهم في العقار، مطالبين بكشفهم وإصدار أوامر بمحاكمتهم واسترجاع الأوعية العقارية المنهوبة بمختلف بلديات الولاية.
مراسلون
التغيير في إطار الوحدة الوطنية شعار المتظاهرين بوسط و غرب البلاد
حـمـل الرايـة الوطنـيـة باسـم 48 ولايـة فـي العــــاصمــــــــة
تواصلت أمس بالعاصمة المسيرات السلمية في الجمعة التاسعة عشرة للحراك الشعبي، وخرج المئات من المواطنين في مسيرة حاشدة جابت الشوارع الرئيسية للمدينة باتجاه البريد المركزي، مرددين شعارات تدعو للتغيير و للسلمية ، وبتطبيق المادتين 7و8 من الدستور، نبذ الجهوية والتفرقة.
وشهد وسط العاصمة ككل يوم جمعة مظاهرات ومسيرات انطلقت من المحاور الرئيسية للمدينة ، لاسيما شارع حسيبة بن بوعلي الذي شهد تعزيزات أمنية مشددة، خاصة على مستوى شارع موريطانيا، حالت في البداية دون تمكن المتظاهرين من السير نحو البريد المركزي ، قبل أن يتم فتح الحواجز الأمنية لتتواصل المسيرة في ظروف سلمية، وتدفقت الحشود نحو ساحة البريد المركزي ، الذي أضحى نقطة التقاء المتظاهرين القادمين من مختلف أنحاء العاصمة والمناطق المجاورة لها.
ورفع المتظاهرون الراية الوطنية للتعبير عن تمسكهم بالوحدة والتلاحم، وشهدت المسيرة تعزيزات أمنية مكثفة ، وتوزع أعوان الشرطة على مستوى المنافذ التي تؤدي إلى وسط العاصمة ، دون منع المتظاهرين من بلوغ هدفهم ، وهو التجمع بالبريد المركزي ، رافعين أطول علم ضم 48 راية وطنية ترمز كل واحدة منها إلى ولاية محددة كدليل على التمسك بالوحدة الوطنية، ونبذ التفرقة و الفتنة وردد المشاركون في المسيرة شعارات تنادي بالتغيير الفعلي ورحيل رموز الفساد، ومحاسبة من سلبوا ثروات الأمة ، وتكريس الدولة المدنية بتطبيق المادتين 7 و8 من الدستور التي تضع السلطة في يد الشعب.
ومن ضمن الشعارات التي صدحت بها أصوات المتظاهرين بشوارع العاصمة، « خاوة خاوة وحدة وطنية»، « سلمية سلمية مطالبنا شرعية»، و»الجزائر أمانة كليتوها يا الخونة»، ولم تشهد المسيرة مناوشات أو صدامات ما بين أعوان الشرطة والمشاركين في المسيرة الـ 19، رغم التعزيزات الأمنية المكثفة خلافا للجمعات الماضية، وقابل التواجد الأمني إصرار من قبل المتظاهرين على مواصلة السير وتحدي الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة ، من أجل تحقيق أهداف الحراك الشعبي وهي التغيير الشامل والفعلي ، والإعداد لبناء مرحلة جديدة تغيب فيها مظاهر الفساد والتلاعب بمقدرات الأمة وبخيارات الشعب.
وتم غلق النفق الجامعي أمام المتظاهرين الذين تجمعوا بساحة موريس أودان غير بعيد عن الجامعة المركزية ، ليتجهوا نحو البريد المركزي، واستمرت المظاهرات في أجوا سلمية تحت تأطير أمني مكن من تنظيم الحشود ومنع الفوضى ، واستمرت الحشود في التدفق إلى البريد المركزي في أجواء سلمية مع ترديد هتافات وشعارات مصرة على التغيير ، ورافضة لتفكيك وحدة الوطن وتماسكه.
وتشهد العاصمة كل يوم جمعة تدابير أمنية مشددة، من خلال وضع حواجز أمنية عبر المحاور التي تؤدي إلى وسط العاصمة، قدوما من البلديات الشرقية والغربية للولاية، وتبدأ التعزيزات الأمنية مع الصباح الباكر، لتصبح حركة المرور مع منتصف النهار شبه مستحيلة وتستمر هذه التدابير إلى غاية الفترة المسائية أي إلى غاية تفرق الحشود.
وبولاية تيزي وزو جدد المتظاهرون مطلب الرحيل الفوري لبقايا رموز النظام، من خلال مسيرة الجمعة ال 19 التي جابت شوارع عاصمة جرجرة وشارك فيها رجال ونساء وشيوخ وأطفال، رغم الحرارة الشديدة التي فاقت ال 45 درجة، وانطلقت الحشود من أمام جامعة مولود معمري كما هو معتاد مباشرة بعد صلاة الجمعة.
ووصل عديد المتظاهرين إلى وسط المدينة، قادمين من أقصى قرى تيزي وزو، موشحين بالعلم الوطني والراية الأمازيغية، مرددين شعارات تطالب بمحاسبة الذين يدعون إلى زرع الفتنة والبلبلة بين الجزائريين ، مؤكدين على شعار «خاوة خاوة» وأن لا أحد يستطيع أن يفرقهم مهما كان منصبه.
وخرج البليديون بدورهم ، في الجمعة التاسعة عشرة مطالبين بتغيير النظام ، ورغم حرارة الطقس، إلا أن آلاف المواطنيين خرجوا في مسيرة انطلقت من ساحة الحرية بباب السبت مرورا بالشوارع الكبرى مرددين عدة شعارات تدعو إلى الوحدة الوطنية بين كل جهات الوطن كما ردد المشاركون في المسيرات شعارات رافضة لإجراء الانتخابات الرئاسية في الظروف الحالية ، مشددين على عدم تغيير مسار الحراك عن أهدافه الأساسية، المتمثلة في رحيل الباءات ، وبناء نظام ديمقراطي مبني على الحرية والعدالة ، على غرار ما شهدته ايضا ولايتا بومرداس وتيبازة.
نفس الأجواء عاشتها أمس مدينة وهران، التي غصت شوارعها بالمتظاهرين الذين خرجوا في مسيرات سلمية ، تعبيرا عن تمسكهم بمواصلة الحراك الشعبي ، والدفاع عن مطالبه المشروعة في إطار الحفاظ على الوحدة الوطنية مع محاربة الفساد ومحاسبة المتورطين في هدم الاقتصاد ونهب أموال الشعب .
المراسلون/ لطيفة/ب