قوافل تضامنية نحو الجنوب
وجه الهلال الأحمر الجزائري نشاطه التضامني منذ بداية موسم الحر إلى المناطق الحدودية والجنوبية النائية، لدعم الفئات الهشة، ومساعدتها على مواجهة الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة، فضلا عن تخصيص فرق طبية لمعالجة المرضى.
كشفت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيد بن حبيلس في تصريح «للنصر»، عن وضع برنامج عمل مكثف مع انطلاق موسم الصيف، سيستهدف هذه المرة المناطق الحدودية والجنوبية النائية، بتنظيم قوافل إنسانية تضامنية لرفع الغبن عن الفئات الهشة لا سيما البدو الرحل، بتوزيع إعانات غذائية وألبسة وأفرشة وأدوية ومستلزمات منزلية أخرى، مع تخصيص فرق طبية لمعاينة المرضى والقيام بفحوصات لفائدة الفئات الهشة أي المسنين والأطفال.
واحتلت منطقة تين زواتين الواقعة أقصى ولاية تمنراست المقدمة ضمن قائمة المناطق التي سيشملها العمل التضامني، الذي توجه هذه المرة إلى أقصى المناطق الجنوبية التي تعد في تقدير مختصين مناطق منكوبة بفعل طبيعة الظروف المناخية القاسية الناجمة عن الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة في فصل الصيف، مما جعل الحياة شبه مستحيلة ببعض نواحي الجنوب، مما يعكس تنوع العمل التضامني للهلال الأحمر الجزائري، وعدم اقتصاره على فصل الشتاء، حيث يتم توزيع الامدادات على سكان القرى والأرياف الواقعة بالمناطق الجبلية والمرتفعات المعروفة بالانخفاض المحسوسلدرجات الحرارة وتساقط الثلوج.
وأفادت سعيدة بن حبيلس في ذات السياق، بأن القافلة التي ستتوجه إلى تين زواتين ستستهدف 120 عائلة فقيرة، وستكون محملة بمواد غذائية متنوعة وأفرشة ومياه معدنية وألبسة ومعدات منزلية، لكنها أثارت مشكلا أساسيا يواجه الهلال الأحمر، وهو نقص وسائل النقل لإيصال المساعدات إلى هذه المنطقة الحدودية البعيدة التي يقطنها على وجه الخصوص البدو الرحل، موضحة بأن شعار المؤسسة التي تشرف عليها، هو الوصول إلى حيث لا يصل أحد وإلى من لا صوت له، موضحة أن القافلة سترافقها فرقا طبية تضمن إطباء أخصائيين في مجالات مختلفة.
كما ينسق الهلال الأحمر الجزائري مع مؤسسات مختصة في تنظيم المخيمات الصيفية، لتمكين أطفال الجنوب من التنقل إلى الشمال لقضاء العطلة الصيفية والاستجمام على الشواطئ، وفي هذا الصدد اكدت بن حبيلس أن الهيئة التي ترأسها هي مجرد وسيط فقط لإسعاد الفقراء والمعوزين، وهي لا تقوم بجمع الإعانات على مستوى مقراتها وتخزينها في انتظار توزيعها على مستحقيها، بل يقوم الهلال الأحمر بربط المحسنين مباشرة بالمناطق التي تحتاج مساعدات لتصل مباشرة إلى الفقراء والمساكين، كما لا يعتمد الهلال الاحمر منذ سنة 2014 على مساعدات الدولة، وإنما على علاقاته بالمؤسسات والمقاولين والخيرين للأخذ بيد المحتاجين والمهمشين.
وبررت المتحدثة توجه النشاط التضامني للهلال الأحمر الجزائري نحو المناطق، بوجود جمعيات عدة تنشط في المجال التضامني بالولايات الشمالية، لمساعدة الفئات التي تواجه ظروفا اجتماعية صعبة، عكس المناطق النائية والبعيدة التي يحتاج قاطنوها إلى من يخفف عنهم المعاناة، ومن يقدم لهم الدعم لمواجهة ظروف الحياة الصعبة، لا سيما بالنسبة للبدو الرحل.
وإلى جانب الجهود التي يؤديها الهلال الأحمر، قامت مؤخرا مجموعة من الجمعيات الخيرية بتشكيل وفد مشترك، تنقل إلى جانت للاطلاع على ظروف المواطنين بعد الفيضانات التي مست المنطقة، وألحقت أضرارا بالمساكن والمرافق والطرقات، فضلا عن تنظيم قافلة محملة بالمساعدات والإعانات، تم توزيعها على المتضررين من هذه الكارثة الطبيعية، وفق مصدر مسؤول من جمعية ناس الخير.
كما قامت هذه الجمعيات بإعداد تقرير مفصل عن الوضع بمنطقة جانت، بعد الفيضانات الأخيرة، تم تضمينه الإجراءات الاستعجالية التي يجب اتخاذها لمعالجة مخلفات الكارثة، وسيتم رفع التقرير هذا الاسبوع إلى وزارة الداخلية، لان حجم الأضرار التي مست جانت يتجاوز مجال نشاط الجمعيات ذات الطابع الخيري، وفق ذات المصدر.
وتعد المخيمات الصيفية التي تستهدف أطفال الجنوب من بين أهم محاور مجال نشاط الجمعيات الخيرية في فصل الصيف، حيث تتحول مقراتها إلى مراكز لإقامة القادمين من أقصى الجنوب للاستجمام على الشواطئ، وللتعرف على الولايات الشمالية وعلى مواقعها السياحية، وهو العمل الذي تساهم به ايضا الجمعيات الخيرية.
لطيفة/ب