يلتحق أزيد من 9 ملايين تلميذ في الأطوار التعليمية الثلاثة (ابتدائي ، متوسط ، ثانوي) بمقاعد الدراسة، عبر الوطن بعد غد الأربعاء بمناسبة الموسم الدراسي الجديد ، في وقت أكدت وزارة التربية الوطنية، على تهيئة كل الظروف اللازمة لاستقبال التلاميذ.
وتشير أرقام وزارة التربية، إلى أن العدد الإجمالي للتلاميذ يبلغ 9 ملايين و110 ألف، من بينهم 155 ألف تلميذ يلتحقون بالمدرسة لأول مرة.
وكان وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، قد أكد في وقت سابق أن "كل الظروف مهيأة" لاستقبال التلاميذ، مبرزا التدابير التي تم اتخاذها لإنجاح الدخول المقبل، حيث أكد أنه سيتم معالجة كل "منغصات الدخول المدرسي" ، مستبعدا أن يكون هناك أي مشكل فيما يخص الهياكل والتأطير.
وأوضح الوزير، في هذا الصدد أنه سيتم استقبال هياكل ومرافق مدرسية قاعدية ومرافق الدعم بعدد "كبير غير مسبوق"، حيث سيتم استلام 656 مؤسسة تربوية ، منها 426 مدرسة ابتدائية و 137 متوسطة و 93 ثانوية .
وفي مجال الإطعام المدرسي، "سيتم فتح 94% من المطاعم المدرسية مع تعزيز النقل المدرسي وتحسين ظروف التكفل بالتلاميذ من خلال اقتناء 1000 حافلة نقل جديدة، حيث كانت الحكومة قد أقرت برنامجا لاقتناء 3500 حافلة وتفعيل اللجان الاستشارية للنقل المدرسي على مستوى الولايات وكذا اللجان البلدية للصحة والنظافة والمحيط، بالإضافة إلى تعزيز الأقسام المدمجة الموجهة للمتمدرسين من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة بـ 186 قسما جديدا ليصبح عددها الإجمالي 851 قسما وكذا عصرنة ورقمنه تسيير المدارس الابتدائية ومنحة التمدرس".
من جانب آخر، فقد تم طبع 50 مليون كتاب مدرسي هذه السنة موجه لمختلف الأطوار التعليمية، وقد تم توزيع هذه الكتب على المؤسسات التربوية عبر المراكز التابعة للديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، إلى جانب توفير حصة إضافية تقدر بـ30 مليون كتاب مخزون السنة المنصرمة ووضعه في متناول التلاميذ منذ اليوم الأول من الدخول المدرسي، حسب الوزير ، وقد ضمت قائمة الكتب الجديدة 22 كتابا مدرسيا خاصا بالطور الابتدائي والمتوسط,
من جهة أخرى أشار بلعابد إلى أنه "تم تسليم التجهيزات والمعدات التقنية لتنفيذ عملية ربط المؤسسات التربوية بالإنترنت عبر القمر الصناعي الجزائري ( ألكوم سات-1) في غضون الموسم الدراسي الحالي وفق الاتفاقية المبرمة مع وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات والرقمنة".
من جانب آخر، أفاد بيان لوزارة التربية، أن الوزير تطرق خلال ترؤسه، أول أمس، بمقر وزارة التربية الوطنية، اجتماعا لمجلس التنسيق للإدارة المركزية، إلى العديد من النقاط البالغة الأهمية، ومنها "الإسراع في تحرير تعيينات خريجي المدارس العليا في شفافية تامة مع اعتماد الأولوية، حسب الاستحقاق" ، حيث أمر الوزير بدراسة الوضعية الحالية للقوائم الاحتياطية التي قد يلجأ إليها عند الحاجة ، بالإضافة إلى "الإلحاح على عملية تعيين أعضاء "خلية المتابعة و اليقظة" و ذلك قصد متابعة مجريات الدخول المدرسي آنيا و جمع كل المعلومات و الإشكاليات التي قد تسجَّل و إبلاغ الجهات المعنية لمعالجتها في وقتها" و كذا " الحرص على وصول ميزانية التسيير إلى كل المؤسسات التربوية، وقد أكد الوزير على" معالجة مختلف الوضعيات المالية العالقة للموظفين في أقرب الآجال (التكفل بالجدد، تسوية مخلفات،....) " ، بالإضافة إلى" إرساء بطاقية للسكنات الوظيفية بكلّ الولايات مع إدخال كل المعلومات في إطار الأرضية الرقمية للوزارة لضمان الشفافية و العدالة"، وأيضا "متابعة بروتوكول الاستفادة من إعادة السنة بالنسبة للتلاميذ الراسبين مع شرحه للأولياء وإعلامهم، وفي الموضوع نفسه، أمر الوزير بإعداد قائمة للمؤسسات التربوية التي لم تنظم الامتحانات الاستدراكية.
ومن جهة أخرى، وبخصوص المدرسة الجزائرية الدولية بفرنسا، أكد الوزير على "ضرورة فتح التسجيلات لكافة الجزائريين بالمهجر دون أي تمييز أو استثناء مع إعطائهم الأولوية في التسجيل كون هذه المدرسة مرفق تابع للدولة الجزائرية".
و للتذكير ، كانت نقابات في القطاع ، قد طالبت بتوفير الظروف الضرورية لإنجاح الدخول المقبل، و دعت إلى ضرورة إيجاد الحلول لانشغالات الأساتذة والمعلمين، كما طالبت بضرورة اعتماد إصلاحات جذرية في القطاع، من أجل تطوير وتحسين مستوى المدرسة الجزائرية.
ومن جانبها، ثمنت المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ الإجراءات التي اتخذتها الحكومة من أجل إنجاح الدخول المدرسي المقبل ، ودعت إلى معالجة النقائص الموجودة ، مبرزة ضرورة تضافر جهود الجميع لمعالجة المشاكل المطروحة على مستوى القطاع.
وللإشارة، فان الدرس التقليدي الذي يكون بمثابة إشارة انطلاق السنة الدراسية، سيكون حسب الوزير، على علاقة بالظرف الذي تعيشه البلاد، موضحا أن المدرسة "لا يمكنها أن تبقى على هامش ما يجري في البلاد، بل ستساهم في إبراز الجهود التي تبذلها الدولة".
م - ح
