خرج طلبة الجامعات أمس في مسيرات عبر مختلف الولايات، على غرار كل أيام الثلاثاء، للمطالبة بالتغيير وإبعاد رموز النظام، وضمان كافة الشروط التي تحقق شفافية الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وسار الطلبة عبر الشوارع الرئيسية لمختلف المدن الكبرى، في أجواء سلمية ومنظمة غابت عنها الفوضى، مجددين مطالبهم المتعلقة بتجسيد الممارسة الديمقراطية الفعلية، عن طريق تمكين الشعب من قول كلمته، وأن يختار بكل حرية وشفافية من يراه أهلا لقيادة شؤون البلاد وإخراجه من الأزمة السياسية والاقتصادية التي تمر بها.
وسار الطلبة الجامعيون بالعاصمة بدورهم انطلاقا نحو الجامعة المركزية مرورا بشارع ديدوش مراد، مرددين هتافات رافضة بشدة لتنظيم الانتخابات الرئاسية المقبلة قبل رحيل ما تبقى من رموز النظام السابق، مؤكدين أن تحقيق هذا الشرط كفيل بإرساء دولة العدل والقانون.
وانضم لمسيرة الطلبة الذين اختاروا يوم الثلاثاء للخروج إلى الشارع في مظاهرات سلمية للتعبير عن مواقفهم وآرائهم بخصوص كيفية تسيير الأزمة الحالية، وذلك منذ انطلاق الحراك الشعبي بتاريخ 22 فيفري، مواطنون رفعوا بدورهم شعارات لا يختلف مضمونها عما نادى به الطلبة، وانطلق المتظاهرون من ساحة الشهداء، وصولا إلى البريد المركزي، رافعين لافتات تنادي بإرساء المبادئ الدمقراطية وضمان شفافية الاستحقاقات القادمة، ورحيل الحكومة.
ولم يفوت الطلبة الفرصة للإصرار على اتخاذ إجراءات للتهدئة، من بينها إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، الذين تم توقيفهم خلال مشاركتهم في الحراك الشعبي، أو بسبب رفع الراية الأمازيغية، كما شددوا على ضرورة محاسبة كل من ضلع في نهب المال العام واختلاس الأموال والتلاعب بثروات البلاد.
كما عبر متظاهرون عن تمسكهم بالوحدة الوطنية، وبدولة القانون، علما ان كثيرا منهم رفعوا الراية الوطنية، ورددوا أناشيد وطنية، دون أن تشهد مسيرات الطلبة عبر مختلف الولايات تجاوزات أو صدامات بين الطلبة ورجال الأمن، الذين حضروا أمس بكثافة لتأطير الحراك الطلابي، دون حرمان المتظاهرين من التعبير عن آرائهم ومواقفهم. ل/ب
