خرج أمس الجمعة مواطنون في عدد من الولايات بشرق البلاد في مسيرات للأسبوع 34 على التوالي، للمطالبة برحيل رموز النظام السابق، ومواصلة مكافحة الفساد، كما انتقدوا قانون المحروقات الذي أعدته الحكومة.
فبقسنطينة، سار مواطنون في المظاهرة الأسبوعية بعد صلاة الجمعة مباشرة، وكانت الانطلاقة من ساحة الشهداء مرورا بشوارع مسعود بوجريو ثم بلوزداد فعبان رمضان، قبل التوجه عبر ممرات بن بولعيد، رافعين شعارات تطالب بالتغيير الجذري في البلاد ورحيل جميع رموز النظام السابق، باعتبارها أحد أهم الضمانات للمرور إلى انتخابات رئاسية، فضلا على مطالبة العدالة بمواصلة محاربة الفساد من خلال البت في القضايا الخاصة بالمسؤولين المتواجدين رهن الحبس المؤقت، وكذا فتح تحقيقات على المستوى المحلي، خصوصا ما تعلق بعمليات نهب العقار.
ولعل أبرز ما عرفته مسيرة الأسبوع 34 بقسنطينة، هو تواجد العضو السابق بالهيئة الرئاسية لجبهة القوى الاشتراكية علي العسكري ضمن المتظاهرين مرفوقا بكل من السكريتير الأول السابق حاج جيلاني وعلي دراس، وكذا البرلماني عن حزب العمال رمضان تاعزيبت، حيث سجلوا تواجدهم مع انطلاق المسيرة مباشرة وقاموا بالسير رفقة المتظاهرين، مع التركيز في شعاراتهم على انتقاد مشروع قانون المحروقات الجديد.
و بولاية باتنة خرج العشرات من المتظاهرين في الجمعة 34 في مسيرة للتعبير عن استمرار الحراك المطالب بتغيير النظام ورحيل رموز النظام السابق، وكان المتظاهرون قد ساروا بشارع طريق بسكرة وبساحة الحرية رافعين الراية الوطنية وشعارات تطالب بالتغيير.
كما خرج مواطنون بعد صلاة الجمعة بمدينة قالمة في مسيرة سلمية جابت المسارات المعتادة كساحة الولاية والمجلس الشعبي الولائي ونصب الرئيس الراحل هواري بومدين وشارع سويداني بوجمعة،رافعين شعارات تطالب بالحريات وتطبيق المادتين 7 و8 ومواصلة مكافحة الفساد وتحقيق المزيد من مطالب الحراك الشعبي الذي انطلق في 22 فيفري الماضي. وقد جرت المسيرة بهدوء تام ولم تتخللها أية حوادث تذكر.
كما شهدت شوارع عاصمة جيجل، مسيرة مطالبة برحيل أوجه النظام السابق، وقد ردد المشاركون شعارات عديدة تطالب برحيل وجوه النظام السابق ، كما رفعت شعارات تطالب بتجسيد المادة السابعة والثامنة من الدستور، وتجسيد دولة القانون والحريات.
كما خرج مواطنون بولاية ميلة في مسيرة جابت عددا من شوارع وسط المدينة رفعوا خلالها العلم الوطني وشعارات تطالب برحيل رموز النظام السابق، وتطبيق المادتين 7 و8 من الدستور، ومنح السلطة كاملة للشعب.
وفي الجزائر العاصمة ، بدأت مجموعات صغيرة بالسير بعيدا عن الشوارع الرئيسية، قبل صلاة الجمعة، مردّدة شعارات رافضة لإشراف الحكومة الحالية على الانتخابات، فيما تجمع أول المتظاهرين بالقرب من مسجد الرحمة بخليفة بوخالفة بقلب العاصمة أين يؤدي أغلب المتظاهرين صلاة الجمعة قبل الخروج في المسيرة.
ومباشرة بعد فراغ المصلين من أداء صلاة الجمعة تدفق متظاهرون ضمن عدة مسيرات من نقاط مختلفة صوب البريد المركزي الذي بلغه المتظاهرون الأوائل قادمين من المساجد المجاورة. وانتقل المتظاهرون إلى ساحة أودان والبريد المركزي من ثلاث جهات، حيث وصلت دفعات من المتظاهرين قادمين من أحياء باب الواد والقصبة من الجانب الغربي للعاصمة، وتقدم آخرون من مساجد منطقة بلكور وأول ماي والحراش، ووصلت مسيرات أخرى من منطقة المدنية ومسجد الرحمة قرب شارع ديدوش مراد. واللافت أن السلطات قامت بسحب قوات الشرطة من شوارع وسط العاصمة وخفضت مستوى الانتشار الأمني. وسجل في مسيرة أمس اعتراض المتظاهرين على قانون المحروقات و إشراف الحكومة على الانتخابات الرئاسية المقرة في 12 ديسمبر، ورفعوا لافتات مناوئة لها وللأحزاب والشخصيات التي قبلت بالمسار الانتخابي، ورددوا طويلا «هذا العام ماكانش الفوط (لا توجد انتخابات هذا العام)»، و»لا انتخابات مع حكومة العصابات»، ورفعت بعض اللافتات التي تضع علامة حمراء على صورة بعض المرشحين. قبل أن يتفرق المشاركون في هدوء.
مراسلون