حذر أمس وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي من المتربصين بالجزائر باسم الدين والقرآن الكريم، واستغرب الوزير من بعض الشعارات التي رفعت في الحراك الشعبي وتدعو إلى تحرير الشعب الجزائري من جديد، كما حرر في الماضي من الاستعمار، متسائلا « من أي شيء يريدون تحرير الجزائر».
وأضاف الوزير أثناء إعلانه انطلاق القوافل العلمية نحو أربع ولايات من الوطن بدار الإمام بالجزائر العاصمة بأن الجزائر تحتاج إلى تكافل وتضامن وتحصينها من أي دخيل، كما حصن الجيش الشعبي الوطني أمنها، وأشاد الوزير بقيادة الجيش الوطني الشعبي وعينها الساهرة على حماية الوطن، مضيفا بأن الجزائر كما تحتاج لجيشها فهي تحتاج أيضا لعلمائها الذين يساهمون في حماية الوطن، قائلا بأن هذه الصورة الرمزية ودور العلماء في حماية الوطن من خلال قوافل العلم يجب أن تعود إلى الجزائر، لأن العلماء حسبه هم حراس العقيدة، وما يقومون به يجعل الجزائر بمنأى عن الاعتداء الفكري والغزو الثقافي.
وأكد بلمهدي بأن هذه القوافل العلمية التي تتوجه إلى ولايات البويرة، الطارف، أدرار، وتمنراست هي قوافل نور وعلم وهداية، مضيفا بأن قوافل المسلمين كلها كانت للهداية والعلم، ولم تكن عبر التاريخ الإسلامي قوافل سلاح وتغيير للثقافة واللغة، وإنما كانت تدعو للهداية والصلاح، مشيرا إلى أن هذه القوافل تخدم البعد الوطني لتزامنها مع الاحتفالات المخلدة لذكرى أول نوفمبر وانطلاق قوافل الشهداء لتحرير البلاد، مضيفا بأن هذه القوافل تجمع ما بين البعدين التربوي والوطني، وأكد الوزير بأن هذه القوافل عليها أن تحي نشاط العلماء الجزائريين وتنزله إلى واقعنا وتترك الأمة متمسكةبمرجعيتها الوطنية والدينية.وفي السياق ذاته دعا يوسف بلمهدي إلى ضرورة أن تكون هناك نوعية في الخطاب المسجدي حتى يكون مضمونه مثمرا، ويجب أن يكون هذا الخطاب يعمل على دفع التشكيك وزرع الأوهام والقلاقل، ونشر فكر الوسطية والعمل على تحصين البلاد وإخراجها هادئة مطمئنة.
وفي رده على سؤال في تصريح صحفي على هامش إطلاق القافلة العلمية حول ما إذا كانت العلمانية تشكل خطرا على الجزائريين، أوضح الوزير بأن العلمانية لا تشوش سوى على من يحملونها، أما الجزائريون فهم مسلمون ومتدينون، مضيفا بأن من يسمون أنفسهم مثقفون هم مسؤولون على ما يقولون، أما في الجزائر فلا خوف على الإسلام والدولة الوطنية التي ستستمر ويستمر معها الإسلام.
من جانب آخر أوضح بلمهدي بخصوص هدم بعض الكنائس غير مرخصة بأن من يدعون أن هناك اعتداء على ممارساتهم الدينية نقول لهم هناك قانون ينظم الشعائر الدينية في الجزائر وعليهم الانسجام مع هذا القانون، مشيرا إلى استدعاءالبعض لتسوية وضعيتهم لكنهم رفضوا، والمشكل حسبه مع من رفض تطبيق القانون وليس مع السلطات الجزائرية.
وبخصوص عمرة المولد النبوي الشريف، كشف بلمهدي عن إحصاء 14 وكالة سياحية ستنظم رحلات من مجموع 182 وكالة سحبت دفتر الشروط، ونفى الوزير وجود أي تأخر في رحلات العمرة، مشيرا إلى أن أول رحلة تنطلق اليوم، كما كشف عن تعليمة أرسلتها وزارة المالية إلى البنوك في 21 أكتوبر الماضي تتعلق بتسهيل فتح الحساب البنكي بالعملة الأجنبية لكل شخص يريد أن يعتمر ويحولها إلى الوكيل بشكل سريع.
نورالدين-ع