انطلقت الحملة الانتخابية لرئاسيات 12 ديسمبر المقبل مبكرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، و فضل المترشحون وأعضاء حملاتهم التعجيل بإنشاء صفحات رسمية ومجموعات للترويج للبرامج ومحاولة استمالة أكبر عدد من المتعاطفين، ومحاولة تجاوز إقامة تجمعات ونشاطات تقليدية.
وقطعت الحملة الانتخابية أشواطا طويلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حتى قبل الإعلان الرسمي للمجلس الدستوري يوم 9 نوفمبر عن القائمة النهائية للمرشحين لخوض سباق الوصول إلى قصر المرادية، بل سارع المرشحون ومن خلفهم مساندوهم من أعضاء مديريات الحملات إلى إنشاء صفحات خاصة عبر مواقع التواصل، علما وأن موقع فايسبوك أخذ الحيز الأكبر من اهتمامهم، سيما وأن الاحصائيات تؤكد إبحار ما يزيد عن 9.7 مليون مستخدم جزائري يوميا عبر هذا الموقع الافتراضي، فيما يتجاوز عدد الحسابات هذا الرقم بكثير.
وقد أسالت هذه الأرقام لعاب المرشحين، سيما وأنهم يؤمنون بأهمية مواقع التواصل الاجتماعي إلى استقطاب أصوات الناخبين، وتغيير درجات ميولهم، عبر خوض «معركة» المعلومات والتصريحات، مع التركيز بشكل كبير على الفيديوهات والمواقف التي يحاول فيها كل مرشح إظهار سداد طرحه، كما تكتسي الأخبار المثيرة والمواقف مع السلطة السابقة حيزا كبيرا من المعلومات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما يسعى مديرو هذه الصفحات إلى محاولة التحكم في توجهات المعلقين.
وبالعودة إلى الصفحات التي أنشئت في هذا الإطار نجد أن كل المرشحين قد شرعوا في هذه العملية منذ فترة طويلة وحتى قبل إعلان نيتهم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، فيما تمت عملية إنشاء مجموعات متعاطفة مع المرشحين خلال الفترة الممتدة بين أشهر سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر.
وسارعت مديرية حملة المرشح عبد المجيد تبون إلى إنشاء صفحة باسم «مديرية حملة المترشح عبد المجيد تبون» بتاريخ 10 أكتوبر الماضي وتضم حوالي 26 ألف متابع، كما نجد من خلال عملية بحث وجود صفحات أخرى على غرار «عبد المجيد تبون» التي تم إنشاؤها بتاريخ 16 ماي 2019 وتضم حوالي 20 ألف متابع، إلى جانب إعادة تفعيل مجموعة قديمة تم إنشاؤها بتاريخ 9 جويلية 2019 ومنحها عنوان «السيد عبد المجيد تبون رئيسا للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية» وتضم ما يقارب 24 ألف متابع. أما على موقع تويتر فقد تم انشاء صفحة «عبد المجيد تبون» بالحروف العربية واللاتينية في نوفمبر الحالي وتضم أزيد من 1300 متابع، مع إطلاق موقع إلكتروني شرع في الترويج لبعض مواقف المرشح سيما ما تعلق بمسيرته المهنية وحتى علاقته برموز النظام السابق ومحاولات تشويه صورته، وهو نفس الأمر الذي لاحظناه عبر باقي الصفحات، إلى جانب الإعلان عن موعد الخرجات الإعلامية للمرشح، وإلى جانب ذلك تم إطلاق صفحة رسمية على موقع انستغرام تضم مجموعة من الصور والفيديوهات.
ولم يختلف الأمر كثيرا مع المرشح عن حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، والذي تظهر عملية البحث عن صفحة أولى تحمل اسم «عبد العزيز بلعيد» تم إنشاؤها في جانفي 2014، تضم أزيد من 130 ألف متابع، ويجري تحديثها دوريا من خلال نشر كل نشاطات رئيس الحزب قبل أن يزيد النشاط عن معدله المعهود تزامنا مع إعلان السيد بلعيد عن نيته في الترشح لرئاسيات 12 ديسمبر، فيما يخلو موقع تويتر من أي صفحة واقتصر على واحدة قديمة أنشئت في إطار الحملة الانتخابية لرئاسيات 2014، بينما تم إطلاق موقع إلكتروني جديد يحمل اسم عبد العزيز بلعيد ويتوفر على بعض الفيديوهات والسيرة الذاتية ومختلف مراحله النضالية بداية من الجامعة ثم البرلمان ومغادرته «الأفلان» إلى غاية ترشحه للانتخابات الحالية.
كما تؤازر الصفحة الرسمية لعبد العزيز بلعيد صفحة مماثلة لحزبه جبهة المستقبل والتي تضم ما يقارب 70 ألف متابع، فضلا عن عدد آخر من المجموعات على غرار «ملتقى الشباب لدعم ومساندة الدكتور بلعيد لرئاسيات 2019» وتضم ما يزيد عن 4500 متابع، وصفحة أخرى «الحملة الشعبية لمساندة الدكتور عبد العزيز بلعيد رئيسا للجزائر» أنشئت بتاريخ 22 سبتمبر وتضم 2500 متابع.
أما المرشح عن حزب طلائع الحريات علي بن فليس، فتشير الأرقام إلى الاهتمام الكبير برواد التواصل الاجتماعي، سيما وأن العمل على استمالة الناخبين يمتد إلى سنوات، فمن خلال بحث سريع تظهر الصفحة الرسمية للمرشح موثقة من قبل إدارة فايسبوك بعنوان «علي بن فليس» باللغتين وتضم 1.3 مليون متابع ويعود تاريخ إنشائها إلى مارس 2015، كما وجدنا أيضا عددا من المجموعات المساندة على غرار مجموعة أنشئت بتاريخ جويلية 2017 وتم إعادة تفعيلها وإعطائها اسم «نعم ومعا لترشح الأستاذ علي بن فليس لرئاسيات 2019» وتضم 1900 متابع، إلى جانب الصفحة الرسمية لحزب طلائع الحريات موثقة أيضا وتضم 1.1 مليون متابع.
وقد شرعت مختلف الصفحات الداعمة للمرشح علي بن فليس في إبراز مساره الانتخابي، ومنح الخطوط العريضة لبرنامجه، مع منح مساحة واسعة لظروف مغادرته الحكومة سنة 2003، وخلافاته مع الرئيس السابق، ثم التحاقه بالمعارضة والمشاركة في أغلب اجتماعاتها، مع الاستعانة بشكل واضح بالفيديوهات والخطابات.
بدوره المرشح عن حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة كان من بين المهتمين بمواقع التواصل الاجتماعي بشكل واضح جدا، سيما وأن القائمين على الصفحات يحاولون استعطاف فئة الشباب كأولوية في برنامجهم الانتخابي، وهو ما يظهر جليا من خلال الصورة الرئيسية للمرقع الالكتروني الحامل لاسمه، وتظهر فيها صورة المرشح إلى جانب شبان، مع عبارة «مرشح الشباب» كما تم إنشاء مجموعة بعنوان «الشباب الداعمون لرئيس الجمهورية عبد القادر بن قرينة» تضم قرابة 900 عضو، تجري عملية تعبئتهم للتعاطف والانخراط في الحزب، فضلا على نشر الكثير من التصريحات الأخيرة لبن قرينة ومختلف نشاطاته، مع وضع تحديثات كثيرة خاصة ما تعلق بالنشاطات المبرمجة خلال الأيام المقبل مثلما يظهر في وضع إعلان للتجمع المزمع تنشيطه بولاية تندوف بعد يومين، إلى جانب صفحة رسمية باسم المرشح يتابعها حوالي 126 ألف مستخدم.
مرشح حزب التجمع الوطني الديمقراطي عز الدين ميهوبي شرع أيضا في الترويج لحملته الانتخابية منذ فترة، كما قام بتطوير استغلال صفحته الرسمية عبر تويتر المعروفة لدى عدد كبير من المتابعين سيما وأنه يقوم بنشر الكثير من التغريدات، وقد تحولت من صفحة لنشر آرائه من الأحداث والمستجدات خاصة ما تعلق بالنشاط الثقافي إلى منصة لإبراز الخطوط العريضة للبرنامج الانتخابي، كما تم إنشاء صفحة جديدة باسمه عبر فايسبوك بتاريخ 10 نوفمبر وتضم حوالي 3 آلاف متابع، إلى جانب مجموعة مؤلفة من أزيد من 5 آلاف عضو هي «كلنا الرئيس المثقف عز الدين ميهوبي»، علاوة على هذا فقد تحول الاهتمام الأكبر لصفحة حزب التجمع الوطني الديمقراطي لنشر فيديوهات وتصريحات ميهوبي الأخيرة، والصور الخاصة بالانتخابات الرئاسية.كما أظهرت عملية البحث عبر موقع فايسبوك انطلاق نشاط مديريات الحملات الانتخابية عبر كامل ولايات الوطن، إذ تقوم المداومات بإنشاء صفحات تحمل اسم المرشحين والولاية، ويجري حاليا عبرها مشاركة مختلف المنشورات التي تطلقها المداومات المركزية.
عبد الله بودبابة