قال المترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة عز الدين ميهوبي، أمس الأربعاء من قسنطينة، بأن السيادة ليست سلعة تشترى أو تستورد، بل هي تضحيات رجال يجب أن نحافظ عليها، قائلا «الجزائر للجزائريين، ولا أحد يزايد علينا ونحن من نقرر في بلادنا»، فيما وعد بتطوير الجامعة وجعلها منتجة للعقول بدل الشهادات، وكذلك دافعة للتنمية، فيما دعا من ميلة، إلى ضرورة تطوير المدرسة، بتطبيق مناهج سليمة والاهتمام أكثر بالمعلمين، مع إبعادها عن كل المؤثرات السياسية والحزبية. وخلال تنشيطه لتجمع شعبي بقاعة العروض الكبرى أحمد باي، وسط جمع من أنصاره ومؤيديه، قال ميهوبي، إن في مثل هذا اليوم تمر 187 سنة على مبايعة الأمير عبد القادر، الذي اعتبره أحد أبرز رموز المقاومة ضد الاستعمار، و من الأبطال الذين يشكلون معالم في تاريخ الجزائر، مؤكدا بأن هذه البلاد، إنما تنعم بحريتها اليوم، بفضل تضحيات مثل هؤلاء الشخصيات، وفي ذات السياق قال بأنه هنا في قسنطينة، وقف «ماسينيسا» ذات يوم، على ربوة وقال إفريقيا للأفارقة، مستطردا بالقول «واليوم نقول الجزائر للجزائريين، ولا أحد يزايد علينا، و نحن من نقرر في بلادنا» وأضاف بأن 12 ديسمبر هو موعد لتكريس الإرادة الشعبية، موضحا «نريد بناء جمهورية قوية وليست جمهورية موز، كما تدعي بعض الجهات»، كما قال بأنه عندما نتكلم عن الجزائر، نتكلم عن السيادة، وهي «ليست سلعة نشتريها أو نستوردها من الخارج»، موضحا بأن هذه السيادة، تحصل عليها الرجال بالصبر و الصمود، ومن يتكلم على هذه البلاد اليوم، نرد عليه. وركز ميهوبي في خطابه على الجامعة الجزائرية، التي قال بأنها يجب أن لا تختلف عن جامعات العالم، ولابد أن تصبح على حد تأكيده، منتجة للعقول، بدل أن تكون منتجة للشهادات، موضحا بأنه يجب أن يشارك الجميع من طلبة وأساتذة وباحثين، في وضع تصور جديد للجامعة، التي يجب أن تكون حسبه دافعة للتنمية، مضيفا بأنه من الضروري، أن نضع برنامجا أكثر نجاعة من «الألمدي»، فالطالب حسبه، يجب أن يكون مشروعا، ويقدم قيمة مضافة، مشيرا في هذا الصدد «برنامجي فيه أشياء كثيرة تخص الجامعة». وأردف قائلا، بأن الجامعة يجب أن تكون على ارتباط وثيق بالمؤسسات الاقتصادية، مؤكدا بأن برنامجه، يقترح على المؤسسات إنشاء مخابر بحث لفائدة الطلبة والباحثين، وبالمقابل سيتم إعفاؤها من الرسوم والجباية، مشيرا إلى أن برنامجه يتضمن أيضا إنشاء ما يسمى «مدينة الابتكار»، حيث تكون على حد قوله، متاحة لتبني أفكار الطلبة و الباحثين والجامعيين دون استثناء، ويتم من خلالها منح فرصة لجميع المبتكرين، لتجسيد أفكارهم وتمويلها، مؤكدا بأن برنامجه يتضمن أيضا مضاعفة ميزانية البحث العلمي. وبخصوص الملفات الأخرى لبرنامجه، قال بأنها كثيرة، وفي هذا الشأن قال بأن الجزائريين في حاجة لمن يجيبهم عن تساؤلاتهم، حول السكن و الشغل، وكذلك الأمر بالنسبة للشباب الواقع حسبه بين الحقرة و الحرقة، مضيفا بأن الشباب هو رأس مال الأمة، و بأن شباب «أنساج» و «كناك» و «أنجام»، يجب أن يكونوا ناجحين، مشيرا إلى أن معالجته للبطالة ستكون معالجة اقتصادية، من خلال فتح أكبر عدد من الشركات، مع البحث عن استثمارات أجنبية عبر التحفيزات، قائلا لدينا حلول للشباب و المتقاعدين ومعطوبي الجيش.
و تحدث عن قسنطينة مؤكدا بأنها كانت عاصمة للصناعة، غير أن أبرز مصانعها، تعجز في الوقت الحالي، حسبه، عن تسويق مئات الجرارات المخزنة، وذلك راجع على حد تأكيده، إلى الإجراءات الإدارية الغريبة، حسبه، مضيفا بأنه يجب تغيير هذه الذهنيات، والرجوع إلى الدبلوماسية الاقتصادية، مع «البحث عن أسواق لمنتجاتنا واستثمارات أجنبية لبلادنا»، كما أوضح بأنه سيتم تخصيص أوعية عقارية كبيرة للاستثمارات.
ومن ميلة دعا ميهوبي في تجمع شعبي نشطه بدار الثقافة مبارك الميلي، إلى ضرورة الإصغاء إلى مطالب الأساتذة المضربين وفتح باب الحوار معهم بدل تعقيد المشاكل وفسح المجال للسياسة ولتدخل أطراف أخرى تبعد المدرسة عن دورها الطبيعي، كما طالب جميع الأطراف المعنية بقطاع التربية، إلى جعل اهتمامهم الأول هو تطوير المدرسة وتحسين مناهجها ورقمنتها من أجل تكوين نخبة قوية فاعلة في المجتمع، وتاسف ميهوبي لواقع المدرسة الجزائرية التي كانت حسبه «حقل تجارب»، لمناهج وتجارب لم تؤت أكلها، والغريب حسبه، أن المدرسة الجزائرية لا تدرس الأدب الجزائري، وتدرس أدب الأمم الأخرى . وفي هذا الشأن وعد بتطوير أداء المدرسة الجزائرية ورقمنتها في حال انتخابه وجعلها قوية مؤثرة في المجتمع، مضيفا بان القضاء على البطالة لا يكون إلا بتحريك عجلة الاقتصاد بطريقة سريعة، من خلال تشجيع الاستثمار وتخليص المستثمرين من مختلف العراقيل، بتسهيل الإجراءات الإدارية، والتمكين من العقار اللازم بسهولة. كما تعهد بالعمل في حال انتخابه رئيسا للجمهورية، على إرجاع الثقة المفقودة حاليا لدى المواطن في مؤسسات الدولة وترميمها، وقال إن الجزائر تتمتع بالخيرات، و بإمكانها أن تسعد كل أبنائها، الذين لا يطلبون حسبه، أكثر من الوفاء بالوعود المقدمة لهم، عند كل استحقاق انتخابي، مشيرا إلى أن الالتزام مسألة أخلاقية وإنسانية. أما بخصوص المرأة، فقال إنها ستلقى الرعاية والدعم، مع تخليصها من المعاناة التي تعيشها، بتخصيص منحة للمرأة الماكثة بالبيت، أو التي ترعى أطفال وأيتام ونفس الشيء بالنسبة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة. عبدالرزاق.م/ابراهيم.ش