شن عبد العزيز بلعيد مرشح حزب جبهة المستقبل للانتخابات الرئاسية المقبلة، أمس الثلاثاء من قالمة، هجوما قويا على ما وصفه بالإدارة المستحوذة على كل شيء، وحملها مسؤولية فشل أنظمة تسيير الدولة، وقال بأنه يتبنى شعار “يتنحاو قاع”، فيما وعد من تبسة، ببعث التنمية بالمناطق الحدودية، عبر إنشاء مناطق حرة للتجارة.
وقال بلعيد في خطاب أمام أنصاره بدار الثقافة عبد المجيد الشافعي بمدينة قالمة، بأن أنظمة تسيير الدولة الجزائرية يجب أن تتغير جذريا، و تعود الكلمة إلى الشعب من خلال منتخبيه و ممثليه بالمجالس المحلية و الوطنية، محملا الإدارة المحلية مسؤولية توريط رؤساء البلديات في قضايا الفساد، و الزج بهم في أروقة العدالة و السجون، موضحا بأن ما لا يقل عن 370 رئيس بلدية في الجزائر موجودون في السجن، بعد أن استغلتهم الإدارة و ورطتهم ثم تخلت عنهم، على حد تأكيده.
و واصل مرشح جبهة المستقبل هجومه على الإدارة، و قال بأنها استحوذت على كل القطاعات دون استثناء، بما فيها التربية و التعليم والصحة، وكذا البلديات، والإعلام و الزراعة، لكنها فشلت حسبه في التسيير، و قد حان الوقت مثل ما قال، لتحديد المهام، و تحرير القطاعات الأسيرة، و إطلاق المبادرات الحرة لتنمية البلاد، و إعادة الأمل للشعب الجزائري، بعد انهيار قلعة الفساد، داعيا الناخبين إلى قول الكلمة الفصل، و الوقوف إلى جانب المنادين و المناضلين من أجل جزائر جديدة، يحترم فيها حق المواطن في العيش الكريم، بعيدا عن الفقر و البؤس الاجتماعي المستفحل، مثل ما أضاف.
و انتقد عبد العزيز بلعيد بشدة، من وصفهم بموزعي الوعود الوهمية للمواطنين، و تساءل أين كان هؤلاء طيلة 20 سنة، و لماذا لم ينجزوا هذه الوعود عندما كانوا في الحكم، معلنا عن تبنيه الصريح لشعار الحراك الوطني «يتنحاو قاع»، مؤكدا بأن رموز النظام الذي أحكم قبضته على الجزائر 20 عاما، يجب أن يرحلوا جميعا، و يختفوا من الساحة، و يتركوا الوطن للأجيال الجديدة، المتطلعة إلى مستقبل جديد و جزائر جديدة.
وقال السيد بلعيد، في تجمع نشطه بقصر الثقافة بتبسة، إنه في الوقت الذي كان من المفروض أن تكون الولايات الحدودية، بحكم موقعها الجغرافي، مناطق تبادل تجاري بامتياز، تحولت إلى نقاط تهريب بسبب الإهمال وسوء التسيير.
و اعتبر أن غلق الأبواب أمام مواطني هذه المناطق أجبرهم على استعمال كل الطرق والوسائل بحثا عن قوت يومهم في ولايات لها من الإمكانيات والمواد الطبيعية ما يمكنها من تحقيق الاكتفاء الذاتي في جل المجالات.
وجدد التأكيد في هذا الإطار، على أن الجزائر تحتاج فقط إلى مسيرين قادرين على تحمل المسؤولية، مشيرا إلى أن تصرفات الماضي، لم تكسر فقط الاقتصاد الوطني، بل الإنسان الجزائري ومزقت المجتمع، وأوضح مترشح جبهة المستقبل أن هذه العملية كانت «مخططة»، مذكرا بالعشرية السوداء التي مرت بها البلاد التي كادت أن تنهار لولا صمود الجيش الوطني الشعبي والمقاومين وأعوان الأمن.
وأضاف بالقول إن «الجزائريين كانوا يأملون في بناء وطنهم بعد مأساة العشرية السوداء، لكن العصابة أرادت غير ذلك و أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم، وبعد انهيار قلعة الفساد، حان اليوم لبناء دولة مؤسسات بعد اختيار رئيس للبلاد قادر على تحمل المسؤولية»، مجددا التأكيد على أن الانتخابات هي «الحل الوحيد» للخروج من هذا «المأزق» و استرجاع الثقة المفقودة بين الشعب والمسؤول.
ودعا السيد بلعيد الشعب الجزائري إلى التصدي إلى كل محاولات «تعكير الجو» و»تعفين» الانتخابات المقبلة من بعض الأطراف التي لا تزال تصطاد في المياه العكرة، بعدم تفويت هذه الفرصة و التوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع يوم 12 ديسمبر. فريد.غ
