الجزائـــر يمكنهـــا حل الأزمة الليبيــة سيــاسيـــــا
• الخروج من الأزمة منح قوة وثقلا للجزائر في الساحة الدولية
يرى المحلل السياسي أحمد ميزاب، بأن التعقيدات الأخيرة في الملف الليبي وكذا بوادر التدخل العسكري في المنطقة، باتا يفرضان على الجزائر تحركا دبلوماسيا على أعلى مستوى، موضحا بأن زيارة الوفد الليبي، أمس، وكذا مكالمة المستشارة الألمانية مع رئيس الجمهورية، فضلا عن زيارة وزير الخارجية التركي، هي مؤشرات على أن الجزائر تمتلك الأوراق، التي يمكن أن تساهم من خلالها، في حل الأزمة الليبية سياسيا، و تجنب الصراع الدولي
و التدخل الأجنبي.
وأكد ميزاب، في اتصال هاتفي بالنصر، أمس، بأن الملف الليبي بات يعرف اليوم الكثير من التعقيدات والتحولات، التي أصبحت تفرض على الجزائر التحرك، وذلك بالنظر لبوادر التدخل العسكري على حدودها، وكذا تحول ليبيا إلى قضية صراع دولي، ما يستوجب حسبه، تحريك الجزائر لماكنتها الدبلوماسية في جميع الاتجاهات، و على أعلى مستوى.
ويضيف المحلل السياسي، بأن الجزائر قد أبانت في الوقت الحالي، بأنها تمتلك أوراقا، يمكن أن تساهم من خلالها في حل هذه الأزمة، وانطلاقا من ذلك يمكن على حد تأكيده، تبرير النشاط الدبلوماسي، الذي تعرفه بلادنا حاليا، وذلك من خلال زيارة الوفد الليبي أمس، بقيادة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، و هي الزيارة التي تأتي حسب محدثنا، في إطار إطلاع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على تطورات الوضع داخل الأراضي الليبية، فضلا عن مناقشة المسارات التي يمكن اتخاذها في هذا الشأن.
ويشير ميزاب، أنه بالإضافة إلى ذلك، فإن زيارة وزير الخارجية التركي إلى الجزائر، موضوعها مناقشة المسألة الليبية، أين ستظهر الجزائر حسبه، تمسكها بالموقف الرافض لأي تدخل أو تحرك في المنطقة، وسوف تدعو كذلك، إلى تغليب العقل وضبط النفس، ومنح الفرصة للتسوية السياسية وغيرها من الطرق السلمية.
موضحا، أنه وبحكم أن الجزائر تفرض وجودها على الساحة الإقليمية، حيث لا يمكن لأي بلد أن يتحرك في المنطقة دون التوقف عندها، باعتبارها بلد لديه وزنه وثقله، وبالتالي فإن تركيا تحاول حسب تحليل محدثنا، أن تشتغل على ورقتين مهمتين، أولهما وهي الورقة التي يمكن الحديث عنها حاليا، حسب محدثنا، هو التعويل على الدور الجزائري، في إيجاد مخارج للأزمة، قبل انفلات الوضع أكثر، وقبل اللجوء إلى العمل العسكري.
وبخصوص مكالمة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع الرئيس تبون، أمس، فيرى محدثنا بأنها تأتي في إطار بحث تطورات المشهد الإقليمي، وذلك على ضوء أن الجزائر تعتبر بلد وازن وله ثقله، ولذلك تم توجيه الدعوة لها لحضور القمة المزمع تنظيمها في برلين لدراسة الشأن الليبي وتطوراته.
ويعتقد الخبير الأمني، أن كل هذه التحركات، فيها مؤشرات قوية، بأن الجزائر سيكون لها في المرحلة القادمة، مهمة ليست بالسهلة، لكنها ممكنة في إطار التكفل بمناقشة القضية الليبية، و بحث مساعي التقريب بين الفرقاء الليبيين، وحلحلة المسألة دبلوماسيا.
ويؤكد ميزاب بأن هذا الظهور الوازن للجزائر لم يكن ليتحقق، لولا الاستقرار الذي تعرفه في الوقت الراهن، بفضل انتخاب رئيس للجمهورية، وكذا تجربتها الصعبة في سنة 2019، وخروجها الآمن من الأزمة، حيث أعطت حسبه للعالم صورة، بأنها بلد قوي ودولة مؤسسات، لديها الخبرة والقدرة، على تسيير الأزمات و الخروج منها بنجاح، وبالتالي هذا يمنح حسبه، قوة وثقل للجزائر في الساحة الدولية والسياسية بالإضافة إلى الاحترام لمواقفها.
ويرى الأستاذ ميزاب أن هناك نوعا من بصيص الأمل، في الحل السلمي للأزمة الليبية، لأن الورقة الدبلوماسية ما زالت حاضرة، كما أن الجزائر لديها حضور حسبه، في أن تجنب ليبيا والمنطقة ويلات الصراع والتدخل الأجنبي، لكن بالرغم من كل هذه المؤشرات الايجابية، يؤكد محدثنا، أن اللعبة الدولية، تبقى أكبر من أن ندرك خباياها.
عبد الرزاق.م