كشف رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين حاج طاهر بولنوار أمس بأن 80 بالمائة من مربي الدواجن ينشطون بطريقة غير شرعية، ويعتمدون الطرق التقليدية مما قد يمثل خطرا حقيقيا على الصحة العمومية، وهم يكبدون أيضا الاقتصاد الوطني خسائر معتبرة، ويهددون المربين المعتمدين بسبب المنافسة غير النزيهة.
وأكد حاج طاهر بولنوار خلال تنشيطه ندوة بمقر الجمعية حول وضعية نشاط تربية الدجاج والمشاكل التي يعانيها المربون، على ضرورة تدخل السلطات المعنية، ممثلة خاصة في وزارة الفلاحة لتنظيم نشاط تربية الدواجن الذي يكتسي أهمية بالغة، ويساهم في توفير الأمن الغذائي، كاشفا بأن 80 بالمائة من هذا النشاط يمارسه مربون غير مصرح به، يعتمدون على الطرق التقليدية في تربية الدواجن، قد تطرح مشاكل حقيقية بالنسبة للصحة العمومية.
و يكبد النشاط الموازي وفق المصدر الخزينة خسائر معتبرة، كما يهدد استمرار نشاط المربين الشرعيين بسبب المنافسة غير النزيهة التي يواجهونها من قبل المربين الفوضويين، وشدد بولنوار في هذا السياق على ضرورة تدخل وزارتي الفلاحة والتجارة للقضاء على النشاط غير الموازي والمذابح العشوائية أي المسالخ، مع تسطير برنامج لتكوين المربين المرخص لهم، على غرار الدورات التي يخضع لها مربو النحل، وتمكينهم من شهادة تثبت انضمامهم إلى هذا الفرع.
وأعلنت الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين بالمناسبة عن إنشاء اللجنة الوطنية لمربي الدواجن ومنتجي اللحوم البيضاء، التي قررت إطلاق عملية إحصاء شاملة لحصر العدد الفعلي للمربين والمشاكل التي تواجه هذه الشعبة، قصد رفعها لوزارتي الفلاحة والتجارة لدراستها و تسويتها، كما طالبت اللجنة بتشجيع الصناعة التحويلية لاستغلال الفائض في الإنتاج في الصناعة الغذائية، من أجل الحفاظ على استمرار النشاط، وضمان استقرار الأسعار و الوفرة، ودعت الحكومة للتكفل الفعلي بمشاكل مربي الدواجن، خاصة ما تعلق بتوفير المادة الأولية، أي الكتاكيت والغذاء الذي يتم حاليا استيراده من الخارج، سواء بالنسبة للذرى أو السوجا.
وبشأن المخاوف التي أبداها مواطنون من استهلاك لحوم الدجاج بعد تسجيل حالات تسمم ووفاة أسرة بكاملها بولاية الجلفة مؤخرا، طمأن رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين حاج طاهر بولنوار بإخضاع هذه المواد للرقابة البيطرية، رافضا تعميم حالات الخوف، لأنه لو كانت كافة الكميات الموجودة في الأسواق فاسدة لانتشرت حالات الإصابة بالتسمم بشكل واسع، وفي جميع الولايات وليس بمناطق محددة.
وبخصوص وضعية السوق، أوضح المتحدث بأن الكميات الحالية جد كافية لتلبية الطلب، مفسرا تراجع الأسعار التي بلغت أمس 210 دج للكيلوغرام بالفائض في الإنتاج، مما طرح إشكالا حقيقيا للمربين الذين طالبوا بتمكينهم من إنشاء مصانع تحويلية قرب المزارع التي ينشطون بها، علما ان هذا المقترحات سبق وأن قوبلت بالرفض من قبل الجهات الوصية، لأن القانون الحالي يفرض إنشاء هذه الوحدات خارج المناطق الصناعية.
كما طالب المربون بإجراءات استعجالية لمرافقتهم، خشية تراجع الإنتاج في الموسم المقبل الذي سيصادف شهر رمضان، بسبب الانخفاض المحسوس في أسعار لحوم الدجاج خلال هذه الفترة التي كبدت المربية خسار هامة، علما أن اللجنة الوطنية لمربي الدواجن ومنتجي اللحوم البيضاء تستعد لإيداع ملف لدى وزارة التجارة يتضمن كافة المشاكل التي تواجه هذا النشاط، قصد التكفل بها.
وحول وضعية نشاط تربية الدواجن في الجزائر مقارنة ببلدان العالم، ووفقا للمعطيات التي كشف عنها منشط الندوة، فإن الإنتاج المحلي للحوم الدجاج يفوق سنويا 130 مليون طن عبر العالم، و 400 ألف طن فقط بالنسبة للجزائر، ويتراوح العدد الإجمالي للدجاج على مستوى العالم ما بين 25 مليار و 30 مليار دجاجة، وما يقارب 140 مليون دجاجة في الجزائر، وتكشف هذه الارقام حسب حاج طاهر بولنوار عدم تقدم هذا النشاط ببلادنا.
ولا يتجاوز إنتاج البيض 7 ملايير وحدة في الجزائر، مقابل أكثر من 900 مليار بيضة عبر كافة دول العالم، مما يكعس ضعف النشاط رغم أنه يساهم بشكل كبير في تحقيق الأمن الغذائي، مما يتطلب ضرورة القضاء على النشاط الموازي ودعم المنتجين الشرعيين وتمكينهم من الوسائل المتطورة والتقنيات المتقدمة.
لطيفة بلحاج