تدخلت السلطات الولائية لولاية عنابة، أمس، لفتح نقاط لبيع مادة السميد في جميع البلديات، نتيجة الطلب الكبير على هذه المادة واسعة الاستهلاك و طول الطوابير أمام مطاحن سيبوس الواقعة بمدخل المدينة في سيدي إبراهيم.
و تم بقرار من والي عنابة، تخصيص ، نقاط بيع كانت تفتح كأسواق «للرحمة»، منها سوق الفلاح سابقا، لتخفيف الضغط على نقطة البيع بمطاحن سيبوس، إلى غاية فتح نقاط جديدة للبيع بمختلف البلديات.
و حسب ما لاحظته النصر بنقاط البيع، فإنه و رغم تطمينات مديرية التجارة بتوفير هذه المادة و عمل المطاحن ليلا و نهارا لإنتاج السميد، إلا أن حجم الشراء ارتفع أكثر، خاصة و أن المواطنين يشترون كميات كبيرة تتجاوز قدراتهم الاستهلاكية.
و في حديث للنصر مع بعض المواطنين، صرحوا بأنهم لا يجدون مادة السميد بالمساحات الكبرى والمحلات المتواجدة في الأحياء، بسبب المضاربة، حتى و إن وجدت – حسبهم- لا تباع بسعرها المدعم و المقدر بـ 1000 دج. من جهتهم أصحاب المحلات، أكدوا للنصر على أن تجار الجملة و المطاحن توقفوا عن تزويدهم بمادة السميد، بسبب الندرة و فتح نقاط البيع مباشرة للمواطنين.
و لاحظت النصر، أمس، في جولة بالمساحات الكبرى و أسواق الخضر و الفواكه بوسط المدينة و مدينة البوني، تهافتا كبيرا للمواطنين لاقتناء المواد الأساسية، خاصة بعد بلوغهم خبر، إعلان الحكومة المرور إلى المرحلة الثالثة من خطر انتشار الوباء. و صرح مواطنون في حديث للنصر، بأن يوم أمس فرصتهم الأخيرة لاقتناء جميع الأغراض و المستلزمات التي يحتاجونها، قبل تطبيق قرار الحجر العام و فرض حضر التجوال في الخارج بداية من اليوم.
و في ما يتعلق بالأسعار، فقد التزم التجار ببيع المواد الاستهلاكية، خاصة الخضر و الفواكه بأسعار معقولة، حيث لم يتجاوز سعر البطاطا النوعية الجيدة 60 دج. كما فرضت مصالح مديرية التجار، تواجد أعوانها ميدانيا في جميع أماكن التسوق، لمراقبة الوفرة و الأسعار.
و أكد مدير التجارة في تصريح للنصر، على أن مصالحه تعمل بالتنسيق مع الدرك الوطني و الشرطة، على مراقبة مخازن المواد الغذائية و المناوبة بمطاحن سيبوس، حتى لا تصل المواد الاستهلاكية للمضاربين و الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن، مع إحالة بعض التجارة على العدالة، بسبب مخالفات سجلت في حقهم، كما كشف عن توقيف أشخاص لدى مداهمة ورشة لصانعة مطهر اليدين بطريقة غير قانونية.
و أمام التوافد الكبير للمواطنين على اقتناء مختلف المواد الأساسية منها السميد، حذر الأطباء من هذا السلوك الذي يتسبب بشكل مباشر في نقل العدوى بين من المصابين إلى الأصحاء و يرفع عدد الإصابات أكثر عند احتكاك هؤلاء مع عائلاتهم عند العودة، حيث تعد دعوات المكوث في البيت، أحسن علاج لمنع انتشار الوباء.
من جانب آخر، منعت مصالح الشرطة، أمس، أي نشاط للنقل العمومي، منها الجماعي و الفردي عبر جميع الخطوط، حتى أصحاب سيارات الفرود تم توقيفهم في الحواجز الثابتة، لمنع تنقل الأشخاص، حفاظا على سلامتهم من انتشار عدوى الفيروس و نقله لعائلاتهم.
و في مجال التكفل الصحي، سجلت النصر ببعض المراكز الصحية و العيادات الجوارية، توجيه الطواقم الطبية نداء لتوفير لهم وسائل العمل كالكمامات و القفزات و مختلف المعقمات، داعين المواطنين أيضا إلى الكف عن شراء هذه الوسائل لأنها خاصة بالطواقم الطبية، حيث تسبب التهافت عليها في إحداث الندرة على مستوى المؤسسات الاستشفائية و الصحية.
من جهة أخرى و في إطار التحسيس للالتزام البيوت، رفعت نداءات، أمس، عبر المساجد لأول مرة، لحث الناس على البقاء في البيوت، حيث قام بعض المؤذنين بعد إتمام الأذان، بتخصيص نحو 10 دقائق لدعوة الناس عبر مكبر الصوت الخارجي للبقاء في البيوت.
حسين دريدح