قامت، أمس، مختلف وحدات مصالح الشرطة بعنابة، بضرب طوق أمني على مداخل و مخارج مدينة عنابة و كذا المحولات و محاور الدوران، مع الاعتماد على الدوريات المتنقلة و الراجلة في وسط المدينة، لدفع المواطنين للعودة لبيوتهم و الالتزام بتعليمات الحجر الوقائي داخل البيوت إلى غاية، انتهاء فترة تهديدات انتشار فيروس كورونا.
و أمام الحركية الكبيرة التي عرفتها الطرقات، خاصة بعاصمة الولاية و التجمعات السكنية الكبرى، صبيحة أمس، لجأت مختلف تشكيلات الشرطة للتقرب من مستعملي الطريق و حتى الراجلين، من أجل توعيتهم بضرورة التزام البيوت و عدم تعريض أنفسهم لخطر الإصابة بالفيروس و نقل العدوى إلى أفراد أسرهم.
كما وقفت النصر على تضييق مصالح الشرطة على حركة المواطنين، لإرغامهم على المغادرة و تم استهداف المناطق و الشوارع الأكثر ترددا للمواطنين، منها محيط سوق الخطاب و أحياء السهل الغربي ذات الكثافة السكنية العالية و التي توجد فيها عدة فضاءات للتسوق.
كما اعتمدت مصالح الشرطة في فرق متنقلة رفقة الحماية المدنية، على مكبرات الصوت من أجل توعية المواطنين، للبقاء في منازلهم و عدم الخروج، حيث قامت فرقة عبر أجهزة الصوت المثبتة في سيارات الشرطة، بدوريات في عدة أحياء و بلديات خاصة ليلا، لحث الموطنين على التزام بتعليمات البقاء في مساكنهم.
و في ظل الأزمة، أخذت مصالح الشرطة و حتى الدرك الوطني، على عاتقها مسؤولية كبيرة في عدة جوانب، منها تعقيم الطرقات الرئيسية و الشوارع و مداخل الإقامات السكنية، حيث تكلفت الوحدة 217 لحفظ النظام العام على مدار اليومين الماضيين، بعملية تعقيم واسعة شملت عدة مناطق، كما سطرت برنامجا في هذا الخصوص، تمس جميع المحاور الكبرى التي تعرف حركة سير. كما تواصل ذات المصالح عملياتها في التصدي للمضاربين و حجز السلعة المخزنة في المستودعات بهدف رفع الأسعار.
و من جهة أخرى، عرفت مراكز البريد بعنابة، أمس، تنظيما جيدا مقارنة بيوم الأحد الذي عرف توافدا كبيرا للمتقاعدين من أجل سحب رواتبهم و هي التحذيرات التي أطلقتها المصالح الصحية لتفادي احتكاك كبار السن مع بعضهم، وجود خطر انتقال عدوى الفيروس، خاصة و أن هذه الفئة الأكثر عرضة له، يسبب لها كرونا متاعب صحية أكثر، لضعف المناعة لديهم.
و حسب ما شهدته النصر في بعض مراكز البريد، منها قابضة ما قبل الميناء، فقد قام المشرفون على المركز بتنظيم العملية تنظيما محكما، عن طريق وضع علامات تحدد مكان توقف كل شخص، لضمان مسافة الأماكن و عدم الاقتراب و الاحتكاك أكثر.
و ضمن المبادرات التضامنية و التكافلية التي يطلقها الأفراد، أعلنت مجموعة شبانية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعد قرار توقيف وسائل النقل العمومي و الجماعي، بالتكفل بنقل أي شخص من ولايتي عنابة أو الطارف، له مريض بمختلف المصالح الاستشفائية و كذا عيادات التوليد، كما وضعوا تحت تصرف أهل المريض سياراتهم 24 سا/24 سا، بالإضافة توفير احتياجات المرضى من الأكل و غسل الملابس و جلب الدواء. كما وضعت هذه المجموعة أرقام الهاتف من أجل الاتصال بها.
حسين دريدح
