شهدت عاصمة الكورنيش الجيجلي، خلال عطلة الأسبوع إقبال عائلات و شباب على الشواطئ، مع انتشار واسع لممارسة رياضة العدو على طول الطريق الوطني رقم 43، انطلاقا من مدينة جيجل وصولا إلى كسير، فيما لا تزال عدة مناطق تشهد تجمع مواطنين، دون احترام شروط الوقاية من فيروس كورونا.
النصر تنقلت لرصد الأجواء، أين كانت البداية على محور الطريق الوطني رقم 43 بالمخرج الغربي من عاصمة الولاية، و تحديدا من منطقة أقلال، فقد شاهدنا سيارات مركونة بالشاطئ الصخري، و تجمع عدد معتبر من المواطنين، يشاهدون البحر، فيما يقوم آخرون بممارسة هواية الصيد بالصنارة، و ما هو ملاحظ، بأن جلهم لا يحترمون مسافة الأمان بينهم.
عشرات الأشخاص يمارسون العدو على امتداد الطريق البحري
واصلنا السير، أين لفت انتباهنا، العدد الكبير من الأفراد، الذين يمارسون رياضة العدو، عبر جوانب الطريق، من مختلف الأعمار، و من بينهم نساء و رجال، توقفنا بمنطقة أولاد بوالنار، أين وجدنا شابين يمارسان حركات رياضية، حيث أخبرانا، بأنهما يقومان بممارسة رياضة الجري منذ فترة، و لم تمنعهما الإجراءات المتخذة حول فيروس كورونا و المخاطر الناجمة عنه من مواصلة البرنامج الذي وضعاه منذ أشهر، مؤكدين، بأن للرياضة فوائد على صحة الإنسان، و بأنهما يحترمان شروط الوقاية و لا يقومان بلمس أو التقارب من بعضهما، أين استغنيا عن بعض الحركات الرياضية التي تتطلب اللمس، و أضاف المتحدثان، بأنهما شاهدا مؤخرا، إقبالا كبيرا للمواطنين على رياضة الجري أو المشي، بشكل ملفت للنظر.
واصلنا السير، و قد لاحظنا عدد معتبرا ممن يمارسون المشي و رياضة الجري، فقد أخبرنا متحدثون، بأنهم فضلوا ممارسة الرياضة للإنقاص من الضغط، أين أشار أحمد « لقد قررت ممارسة رياضة الجري، أنا أعاني من مرض السكري، كما أنني كرهت البقاء يوميا بالمنزل، ما جعلني أحاول التخفيف قليلا عن نفسيتي، بصراحة من الصعب البقاء طيلة اليوم داخل أربعة جدران، كما أني أحاول اجتناب مخالطة الآخرين، و ما أود الإشارة إليه، هناك بعض الأشخاص يمارسون رياضة العدو في شكل جماعي، و يقومون بلمس بعضهم من دون أخذ الحيطة و الوقاية».
بعد لحظات شاهدنا، أربعة أشخاص، يقومون بحركات رياضية جماعية، من دون احترام مسافة التباعد، عندما تقربنا للحديث معهم، قال أحدهم « الرياضة وقاية، قبل كل شيء، و أنا أعلم جيدا، بأنك ستطلب منا عدم لمس بعضنا، بصراحة أخي، أنا أثق في صديقي و أعلم بأنه غير مصاب»، و لما سألناه عن سبب اعتقاده بعدم إصابة صديقه، ذكر بأنه يعرف شروط الوقاية، ليبتسم صديقه، و أخبره «لا تكن ثقتك مبالغ فيها»، فقد لاحظنا، من خلال حديثنا مع العديد منهم، وجود استهتار و تكذيب بطريقة غير مباشرة للمرض، وقد كان محور الطريق يعج بالرياضيين.
عائلات تستجّم عبر الشواطئ دون احترام لشروط الوقاية
لدى وصولنا للخليج الصغير، شاهدنا بالواجهة البحرية، وجود عدد معتبر من السيارات السياحية، أين كانت بعض العائلات، جالسة، تتبادل أطراف الحديث، و الأطفال يمارسون كرة القدم، فيما فضل آخرون المشي على طول الواجهة، تقربنا من أفراد عائلة مجتمعة، يقدر عددهم بحوالي 7 أشخاص، لاحظنا احترام مسافة الأمان من قبل سيدتين، فيما كان باقي أفراد العائلة قريبين للغاية، و أخبرنا رب العائلة « قررنا الخروج من أجل قضاء بعض الوقت، و الاستمتاع بجمال الطبيعة، فقد تسببت الأخبار الأخيرة حول فيروس كورونا في إحداث ضغط نفسي كبير، و قد قررت أن ألتقي مع أخي و عائلته في هذا الفضاء، عن نفسي أقوم بالحجر المنزلي و لا أخالط أي شخص، سوى أفراد عائلتي»، فيما قال شقيقه « هي فرصة للحديث و الابتعاد عن الضغط الكبير الذي نعاني منه في الآونة الأخيرة»، و لما أخبرناهم، بوجود فردين فقط من العائلة يحترمون مسافة الأمان، كان جواب الجميع، نحن نثق في بعضنا و نعلم بأننا سالمين، فيما ذكرت السيدة التي كانت تحترم مسافة الأمان» أصارحك أخي، إنهم يتهاونون كثيرا، و منذ قليل طلبت منهم عدم الاحتكاك و رفضت المصافحة أو المعانقة، أنا أثق في من يقيمون معي في المنزل، أما البقية فلا أعرف طريقة تعاملهم، لقد أفسد زوجي الحجر الصحي الذي كنا نقوم به منذ فترة، بلمسه لأفراد عائلته»، و قد شاطرتها السيدة الأخرى الرأي، قائلة» فعلا، طلبنا الترويح عن أنفسنا قليلا، لكن باحترام شروط الوقاية و الأمان»، واصلنا سيرنا فوجدنا العديد من العائلات منتشرة عبر شاطئ المنار الكبير.
باتجاه، شاطئ برج بليدة بالعوانة، كانت مركبات مركونة بحظيرة السيارات، وتبين بأن جل الحاضرين شباب كانوا يتوزعون على طول الشاطئ، وفي منطقة مريغة، لاحظنا وجود مجموعة من الأشخاص بجوار البحيرة، يلعبون الكرة الحديدية، بعد لحظات بدأت الأمطار تتساقط، ما جعلهم يغادرون المكان، و قد شاهدنا، عبر محور الطريق، زيادة معتبرة في عدد السيارات السياحية، و التي تذل بأن عدد معتبرا من راكبيها، كانوا يتواجدون عبر الشواطئ المختلفة، و تسببت الأمطار المتساقطة في إفساد خلوتهم و اللحظات التي كانوا يقضونها.
كـ. طويل