ذكر طبيبان أشرفا على المتابعة الصحية لمعظم المسافرين الذين تم تحويلهم للحجر الصحي بقسنطينة، أن الفرق الطبية استطاعت إزاحة حالة الخوف التي سيطرت على هؤلاء المواطنين في البداية، و ذلك من خلال طمأنتهم و متابعة الأعراض التي تظهر عليهم أولا بأول.
الدكتور تواتي رشيد و هو طبيب عام بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية العربي بن مهيدي، شرح للنصر الطريقة التي كانت تتم بها عملية المتابعة الصحية للأشخاص المحجور عليهم بفندق الحسين، حيث ذكر أنه كان يزورهم لمرتين في اليوم و ذلك على العاشرة صباحا ثم على الساعة العاشرة ليلا، و هو وضع استمر على مدى 14 يوما ألزِم خلالها المعنيون بعدم الخروج من الغرف و عدم الاحتكاك بالعمال.
و زيادة على ذلك فقد تم تزويد جميع المقيمين برقم الطبيب و رقم مصلحة الاستقبال، و في حال تسجيل أية مشكلة، كان الدكتور تواتي يذهب إليهم مباشرة، مثلما أخبرنا، مضيفا أنه قد تم أيضا جلب الأدوية مجانا لذوي الأمراض المزمنة لأن أغلبيتهم لم يأتوا بها أو لأن الكميات المتوفرة لديهم نفدت، ليوضح الطبيب أن فترة 14 يوما تعد عموما مدة كافية و مقبولة لاكتشاف ظهور أعراض وباء كورونا المستجد.
و عن التكفل النفسي بالمقيمين خلال الأسبوعين الماضيين، ذكر الدكتور تواتي أنه حرص على القيام بهذا الدور بحكم خبرة 30 سنة التي يمتلكها في مجال الطب، و التي سمحت له بالتمكن من جعل المعنيين يتقبلون وضعيتهم و إجراء الحجر الصحي و ألا يخافوا من المرض أو الأعراض مع الحرص على عرضها عليه أولا بأول، خاصة بعد أن وقف في بداية الأمر على حالة من الخوف الشديد بينهم، ليتلاشى هذا الخوف تدريجيا، مثلما يؤكد الطبيب و هو لا يزال يرتدي بدلة حماية تغطي كامل جسمه.
فقدان حاستي الشم والتذوق
قد يدل على الإصابة
و بيّن الدكتور أن فقدان حاستي الشم و التذوق بطريقة سريعة و مفاجئة، قد يكون علامة على الإصابة بعدوى “كوفيد 19»، إذا لم تظهر الأعراض الكلاسيكية على غرار الحمى و آلام العضلات و ضيق التنفس، حيث يمكن للمريض مثلا أن يشعر أنه يقوم بمضغ ورق الكرتون و ليس الطعام، و هو ما يستوجب أن تكون المتابعة يومية و دقيقة.أما الدكتورة شامي من المؤسسة العمومية للصحة الجوارية الخروب، و التي تابعت المحولين إلى الحجر الصحي بفندق الخيام رفقة زميلتها، فذكرت أنه تمت متابعة الحالات منذ اليوم الأول حيث تم الكشف عن الجميع و بالأخص ذوي الأمراض المزمنة، مضيفة أن الأمر في البداية كان صعبا بعض الشيء بسبب التوتر الذي سيطر على جميع الوافدين، فأي عارض يظهر على أحدهم كان يجعلهم يشكّون في احتمال الإصابة بفيروس كورونا رغم أن الأمر يتعلق غالبا بأنفلونزا عادية أو التهاب خفيف في اللوزتين، لتعلق قائلة “الحمد لله استطعنا تجاوز هذا الأمر، فقد كنا نمر عليهم يوميا و نطمئنهم و نعطيهم الأدوية».