بلغت خسائر الحرفيين عبر ولاية قسنطينة حوالي خمسة وخمسين مليار سنتيم بسبب توقفهم عن النشاط ضمن تدابير الحجر الصحي، حيث قدرتها غرفة الصناعات التقليدية في مراسلة موجهة لوزارة السياحة واقترحت فيها عدة صيغ لتعويضهم مستقبلا، بينما تعتزم مجموعة حرفيين صنع ثلاثة آلاف كمامة لفائدة مديرية الصحة.
وأفاد مدير غرفة الحرف والصناعات التقليدية لولاية قسنطينة، نصر الدين بن عراب، في تصريح للنصر، أن مصالح الغرفة عملت على دراسة وضعية الحرفيين الذين يتجاوز عددهم ثمانية عشر ألفا موزعين عبر مختلف البلديات، وقدرت متوسط دخلهم خلال مدة شهر من الحجر الصحي، حيث بلغت التقديرات الإجمالية حوالي خمسة وخمسين مليار سنتيم من الخسائر التي تكبدوها بسبب وقف النشاط، لتراسل بعد ذلك وزارة السياحة حول الطريقة التي ستسمح بتعويض المنتسبين للغرفة مستقبلا، بعدما عبر رئيس الجمهورية عن التزام الدولة بذلك في اللقاء الأخير الذي عقده مع وسائل إعلام وطنية.
وأضاف نفس المصدر أن الغرفة اقترحت عدة طرق للتعويض، ولم تحصرها في التعويض المادي المباشر، على غرار الاقتطاع من الضرائب أو تمديد فترة تسديد أقساط قروض بالنسبة للحرفيين الذين استفادوا منها، أو الإعفاء من مبالغ التأمين وغيرها من الأساليب القانونية الممكنة، مشيرا إلى أن الغرفة تستقبل يوميا حرفيين يتقربون من الإدارة للاستفسار عن طريقة التعويض التي سيستفيدون منها، بينما أوضح بن عراب أن العملية لن تتم إلا بعد إقرارها من طرف السلطات العليا ضمن الإجراءات التنظيمية المعمول بها.
ونبه محدثنا أن الغرفة مهيكلة قانونا ضمن صفة المؤسسة العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري، وقد تكبدت هي الأخرى خسائر خلال فترة الحجر الصحي، بعدما توقف نشاطها الذي كانت تحقق به مداخيل يومية من الاشتراكات وتجديد البطاقات والمعارض التي كانت تنظمها وتؤطر المشاركة فيها.
وذكر لنا حرفيون أن بعض زملائهم قد وجدوا أنفسهم في وضعية مالية عسيرة خلال الفترة الجارية، بسبب توقفهم عن النشاط، مثلما عبر لنا عن ذلك الحرفي المسمى «عبد الرحمن.ع»، حيث يحصّل قوت يومه من تصوير السياح على مستوى وسط المدينة بالإضافة إلى نشاطه في محله بسويقة الحرفيين التي أنشأتها الغرفة في حي عبد السلام دقسي، إلا أنه متوقف عن النشاط منذ ما يقارب العشرين يوما، وأضاف أن المؤونة تكاد تنفد من منزل أسرته بالإضافة إلى مدخراته المالية، وقد كان في السابق يقتات على ما يربحه يوميا. وأضاف نفس المصدر أنه لم يتمكن من تسجيل اسمه في قوائم المعوزين في الحي الذي يقطن به، باعتبار أن المعايير لا تتوفر فيه، بينما طالب الغرفة والسلطات المعنية بالمشكلة بإيجاد حل له، وللعديد من الحرفيين الآخرين الذين يعانون من نفس المشاكل المترتبة عن الظروف الخاصة التي تمر بها البلاد.
من جهة أخرى، أفاد مدير الغرفة أن عددا من الحرفيين قد انخرطوا في خياطة الكمامات بالتنسيق مع مصالحه بصورة تطوعية، رغم النقص المسجل في المادة الأولية، حيث تعتزم تسليم سبعمئة كمامة لمديرية الصحة ككمية أولى خلال يوم أمس، كما تطمح إلى الوصول إلى ثلاثة آلاف وحدة في الأيام القادمة، لكنه أشار إلى أن هذه الكمامات ليست معقمة، لأن الحرفيين لا يحوزون التجهيزات الضرورية لذلك، لتبقى عملية التعقيم على عاتق مديرية الصحة.
سامي.ح