•ميناء عنابة يفرض إجراءات صارمة للدخول و استقبال البضائع
كشف مصدر مسؤول بمركب الحجار للنصر، عن تركيز وحدات الإنتاج التي وضعت لضمان الحد الأدنى من الخدمة، بعد تسريح أكثر من 4000 عامل، على استهلاك مخزون الحديد الزهري الخام، المنتج بعد توقيف الفرن العالي، بسبب فيروس كورونا، لإنتاج اللفائف الحديدية و مختلف أصناف الحديد الموجه للبناء، لزيادة طاقة المخزون.
كما وضعت إدارة المركب، حسب مصادرنا، خطة لتسيير المخزون الكبير للحديد، بعد زيادة حجم الإنتاج في الأشهر الفارطة و العمل على تسويقه و تحفيز كبار المتعاملين على الحصول على الشحنات بأسعار مناسبة، مع انفراج الأزمة و عودة الطلب على مادة الحديد في الأسواق المحلية و الدولية.
و حسب مصدر عليم، فقد وجد مركب الحجار في الفترة الأخيرة، مشاكل في تسويق مادة الحديد خاصة الموجه للبناء على المستوى المحلي، بسبب ارتفاع تكلفته و عزوف المتعاملين المحليين عن شرائه، لغلاء ثمنه مقارنة بالحديد المستورد، كون حديد مركب الحجار ذو وزن أعلى منتج وفقا للمعايير العالمية، و هو ما أدى إلى تدخل الحكومة لدعوة الشركات الوطنية لاقتناء الحديد بصفة حصرية من المركب، لإنعاشه كونه يعرف صعوبات للتأقلم مع السوق بعد سنوات من التوقف، نتيجة لتنفيذ مخطط الاستثمار، مما أفقده جزءا كبيرا من عملائه و تسبب الاستيراد في إلحاق ضرر بالصناعة الوطنية، فيما حافظ المركب على زبائنه في تصدير اللفائف الحديدية لعدة دول و ذلك راجع للجودة العالية لهذا النوع من الحديد المستخدم في مختلف الصناعة التحويلية، منها صناعة السيارات.
و في سياق متصل، أصدرت خلية الاتصال بالمديرية العامة لمركب الحجار، مؤخرا، بيانا يكذب نشر معلومات تتعلق بإحالة 4 آلاف عامل على العطلة، بسبب نفاد مخزون مادة الفحم و ليس بسبب الإجراءات الاحترازية، للوقاية من فيروس كورونا وسط العمال، و هو ما اعتبره مركب الحجار معلومات مغلوطة، في ظل توفر مادة الفحم على مستوى مخازن المركب و كذا رصيف التفريخ التابع له بميناء عنابة.
و وفقا للتقرير الإلكتروني لحركة البواخر المنشور بموقع إدارة الميناء، فقد تم استقبال عدة بواخر في الأسبوعين الأخرين، منها باخرة قامت بتفريغ طلبية لفائدة مركب الحجار للحديد و الصلب، تتعلق بـ 32 ألفا و 95 طنا من مادة الفحم المستخدمة لتشغيل الفرن العالي، إلى جانب تفريخ بـ 30 ألفا و 592 طنا من مادة القمح الصلب.
و في سياق متصل، شددت إدارة ميناء عنابة، إجراءات الدخول إلى الميناء، بفرض استعمال جميع مستخدمي الأسلاك العاملة على مستوى الشحن، على غرار الجمارك، وكلاء العبور، شرطة الحدود البحرية، موظفي الشحن و النقل و حتى الحمالين، لاستخدام الوسائل الواقية من كمامات و قفازات، إلى جانب استخدام سائل المرهم الكحولي.
و استنادا لمصدر مسؤول بالميناء، فقد تم تسريح جميع الموظفين على مستوى المصالح الإدارية على مستوى المديرية العامة و مختلف الفروع، فيما تم الإبقاء فقط على موظفي مصلحة الشحن و التفريغ و تخليص إجراءات خروج الحاويات بالتنسيق مع مصالح الجمارك. و تم اتخاذ إجراءات التشديد، حسب مصادرنا، بعد وضع «حمال» ينشط في تفريغ السلع، تحت الحجر الصحي الاحترازي و على إثرها تم إعطاء تعليمات لجميع المصالح العاملة بالميناء، للالتزام بالشروط الوقائية و لبس الكمامات، مع الدخول من البوابة الرئيسية للميناء التجاري، إلى غاية الخروج و الانتهاء من العمل.
و ذكرت مصادرنا بالميناء، أن البضائع تدخل بصفة عادية و يتم تخليص إجراءات خروجها حسب الأولوية، خاصة المتعلقة بصناعة الأدوية و الكمامات و مختلف المعقمات و كذا بحاويات القماش، إلى جانب المُركبات الغذائية المستخدمة في صناعة الأغذية و أعلاف المواشي و الدواجن.
و عرف ميناء عنابة التجاري، خلال الأسبوعين الأخيرين، حركية كبيرة باستقبال بواخر محملة من مختلف السلع الضرورية، أغلبها قادمة من الصين.
و استنادا لمصادرنا، فقد تجندت مختلف المصالح المعنية بتخليص خروج البضائع بالميناء التجاري، تطبيقا لتوصيات الحكومة، حيث ذكرت مصالح الجمارك، أنها تعمل مع المؤسسة المينائية، جمارك، وكلاء العبور، على تسهيل خروج البضائع، خاصة الضرورية منها، مع وضع المواد الاستهلاكية كأولوية للخروج من الميناء، باتجاه مخازن المواد الإستراتيجية منها القمح و الصوجة و المواد الأولية لصناعة الزيت و السكر، حيث لا تتعدى مدة مكوث البضاعة برصيف الشحن ساعات و يتم تخليص إجراءات خروجها من الميناء.
و ذكرت مصادرنا، أن السلطات وضعت إجراءات صارمة لمراقبة نوعية السلع من حيث الجودة، بعرضها على التحاليل قبل التفريغ على مستوى الميناء، لضمان السلامة و حماية المستهلكين و منع نقل أي أمراض أو فيروسات.
حسين دريدح